لا ميديا -
شكل اغتياله انعطافة في مسار الانتفاضة الثانية عام 2000، التي اشتعلت في كل الأراضي الفلسطينية؛ كونه أول اغتيال خلالها، وهو ما صعّد حِدّة الاشتباك، وأدخل «الثأر» إلى قاموس الانتفاضة وتشكيلات المقاومة المسلحة. كما عادت كلمة «المطاردين» ولاتزال إلى اليوم تزخر بتصورات فيها الكثير من الإجلال والإكبار.
وفي محافظة بيت لحم بالذات أخذت الانتفاضة طابعا خاصا، وراحت الدبابات تلقي قذائفها المدفعية تجاه بيت جالا وبيت ساحور في الأسابيع الأولى من الانتفاضة.
وُلد حسين محمد سالم عبيات عام 1963، شرق بيت لحم، ودرس في مدارسها ثم التحق بالجامعة.
اعتقل عام 1982، وهو في الـ19 من عمره، وأمضى في سجون الاحتلال 5 سنوات. ومع بدء الانتفاضة الأولى 1987، قاد «المجموعات الضاربة» لحركة فتح في محافظة بيت لحم، وأصيب في قدمه برصاص الاحتلال.
كان له دور عسكري بارز في انتفاضة الأقصى. وتولى القيادة العامة لكتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، في جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقبل استشهاده بأسبوعين أصيب في يده خلال اشتباكات في بيت ساحور.
لذا كان على قائمة المطلوبين للجان الأمنية الصهيونية بكافة تشكيلاتها، وقد حسمت أمرها وقررت اغتياله، حيث تتهمه سلطة الكيان الصهيوني بالمسؤولية عن تنفيذ عدد من العمليات العسكرية ضد قواتها تسببت في مصرع وجرح العشرات من الجنود الصهاينة.
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2000، قصفت طائرات الاحتلال سيارته بصاروخين أصاب أحدهما السيارة، فاستشهد على الفور.
وقد شَكلت طريقة اغتياله صدمة مروعة لدى الناس، الذين لم يعتادوا قبل ذلك أن تخرج طائرة لتلاحق بصواريخها مركبة وتحول من فيها إلى أشلاء.
في اليوم التالي شيّعه أكثر من 60 ألف فلسطيني في وداع مهيب. وسط المقبرة وضعت المركبة التي قصفت وكان بداخلها، على صرح تذكاري ارتفاعه أكثر من 6 أمتار، زينت قاعدته بخارطة فلسطين كاملة وصورة الشهيد.