لا ميديا -
قبل عشرين عاما، وفي معركة أراد بها الاحتلال تحطيم ما سماه "عش الدبابير" في جنين، خاض عمّاه، الشهيدان أمجد ومحمد الفايد معركة شرسةً مع جيش الاحتلال عام 2002، وصرعا 13 جندياً صهيونياً في كمين محكم.
حمل الفتى أمجد، ذو الـ17 عاما، كلماتٍ تركها له عمه الذي يحمل اسمه: "كفكف دموعك؛ ليس في عبراتك الحرَّى ارتياحي. هذا سبيلي. إن صدقت محبتي، فاحمل سلاحي". وسار على دربه، مؤكدا أن الطريق إلى "عش الدبابير" ليس مفروشاً بالورود.
تأثر منذ طفولته بغياب والده، الذي أمضى في سجون الاحتلال 8 أعوام. يقول والده: "كان دائما يسألني عن كل شيء، عن أعمامه الشهداء، عن اجتياح جنين عام 2002... يسمع كل القصص. ذهب عدة مرات للداخل المحتل وكان يعود مقهوراً وهو يرى الصهاينة يسلبون خيرات فلسطين في حين أننا نعيش في سجن كبير. هكذا تكونت شخصيته الحادة".
امتاز بالشجاعة والجرأة الكبيرة. مكنه جسمه النحيف من سرعة الحركة. عمل في الرصد والرباط الليلي لحراسة المخيم ومتابعة السيارات المتسللة المشبوهة. لُقب بـ"الحارس الليلي" و"صائد وحدة اليمام"، لاكتشافه المتكرر تلك الوحدات المتنكرة وإبلاغ المقاومين عنها.
برع في صنع واستخدام القنابل اليدوية محلية الصنع (كوع)، وعند اقتحام قوات الاحتلال للمخيم كان يرتدي حقيبة مليئة بـ"الأكواع" ويلقيها على القوات المتوغلة.
ربطته صداقة قوية مع الشهيد عبد الله الحصري، أحد قادة كتيبة جنين، وحين استشهد كان أمجد أول شخص يصل إليه بالتزامن مع وصول سيارة الإسعاف.
في 22 أيار/ مايو 2022 عاد إلى منزله في الواحدة ليلاً. لم يغفُ إلا قليلا، وعلم باجتياح قوات الاحتلال. أمسك "كوعاً" وركب خلف صديقٍ له على دراجة نارية وبلغ المسافة صفر من جنود الاحتلال وألقاه عليهم، ليقابلوه بوابل من الرصاص، فاستقرت 11 رصاصة في جسده، أغلبها في منطقة الصدر والرقبة، وتركوه ينزف ومنعوا إسعافه، حتى ارتقى شهيداً.