لا ميديا -
مجاهد من طلعية المجاهدين العابرين للطوائف والأديان والمذاهب، من مذبح الكنيسة حمل شمعة إيمانه الى محراب المسجد، لم يكن يريد في هذه الدنيا سوى وجه الله، فسعى إليه. يمم وجهه شطر المقاومة فحفلت حياته بمواقف جهادية مشرفة ضد الكيان الصهيوني، وكان في خضم المعارك العنيفة. من بيروت الى الجنوب تنقل في مهمات عدة بين كمين وزرع عبوة وعملية عسكرية.
ولد طوني أبي غانم في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 1965، ترعرع في أوساط عائلة مسيحية، بعد المرحلة المتوسطة دخل (كشافة الرسالة الإسلامية)، شاهد اندفاع الشباب المؤمن وتفانيهم في العمل، فأحبهم واندمج معهم حتى أصبح واحداً منهم.
رغم الصعوبات والمتاعب التي واجهها من ذويه ظل يتردد مع الشباب الى المسجد القريب فجذبه عالمه إليه دون أن يشعر بالفرق، كان أكثرهم إنصاتاً واهتماماً، تعرف على الدين الإسلامي، اكتملت قناعته به فأسلم وتشيّع، وسمى نفسه «حيدر».
شارك في التصدي للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م، كما تصدى مع المجاهدين لغزو الأطلسي لبيروت والضاحية.
خضع لعدة دورات عسكرية عالية المستوى وتخرج ضابط مدفعية. واستطاع إسقاط مروحية إسرائيلية حين تصدى لتسلل الجنود الصهاينة الى بلدة صريفا بعد الاجيتاح الصهيوني.
في شهر أب/ أغسطس عام 1984، توجه للقيام بعملية عسكرية في منطقة الريحان فاعتقله العدو الصهيوني، ونقله إلى فلسطين المحتلة وأطلق سراحه بعد سنة ونصف عانى خلالها أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي وأنكرت حكومة العدو أنه معتقل.
كان الجنوب قبلة عشقه الروحي ففي 11 ديسمبر/ كانون الأول عام 1991، قاد مجموعة من المقاومة لتنفيذ عملية في منطقة القنطرة، وفيما كان يزرع عبوة لدورية صهيونية، اكتشفته دورية تابعة للعميل أنطون لحد وخاض معها اشتباكا ارتقى خلاله شهيدا. احتجز الاحتلال جثمانه حتى استعيد في تموز/ يونيو عام 1996، في إحدى عمليات تبادل الأسرى.