لا ميديا -
من خندق الفقر، هبَّ ممسكاً بالبندقية واندفع مقاوماً للصهاينة وحلفائهم من القوات اللبنانية، الذين ارتكبوا أبشع المجازر، واستشهد بعد صمود مجيد في الدفاع عن مخيم تل الزعتر.
وُلد محمد عبد الكريم الخطيب في صفد عام 1933. عانى ويلات النكبة والتطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية. حالت ظروفه دون حصوله على تحصيل علمي جيد، فعمل في البداية كعامل بسيط في محطة بنزين في بيروت.
في الخمسينيات انضم إلى حركة القوميين العرب، وبدأ بتثقيف نفسه وتطوير مداركه السياسية. تنقل بين المنظمات الكشفية والنقابية للحركة وبرز بين كوادرها لشدة التزامه وحماسه.
بداية الستينيات التحق بدورة عسكرية، وحين بدأت حركة القوميين العرب العمل العسكري عام 1964، التحق بجهازها المقاتل، وكان واحداً من عناصر النواة الأولى التي عملت في الجليل عام 1965.
عام 1969 كان يقود أول قاعدة شبه علنية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في نواحي «شبعا» وعمل بعناد لإنجاح هذه التجربة. اعتقلته السلطة اللبنانية عدة مرات.
عام 1970 تسلم مسؤولية «القوات الخاصة» في الجبهة، وقاد وأشرف بنفسه على الدوريات العسكرية التي تعبر إلى الداخل المحتل، وعمل على بناء وتأطير الخلايا السرية للجبهة هناك.
أرسل إلى الصين في إحدى الدورات. أصبح عضواً في اللجنة المركزية للجبهة، وعضواً في قيادة ساحة لبنان، ثم كُلف بقيادة القطاع الشرقي لبيروت ويضم النبعة وتل الزعتر.
في ملحمة تل الزعتر، تسلم المسؤولية الأولى عن صموده. استشهدت ابنته ذات الـ18 عاماً برصاصة قناص كتائبي وهي تعالج الجرحى. واستشهد ابنه وهو يدافع عن المخيم.
أصيب للمرة الثانية إصابة بليغة ورفض الخروج للعلاج وقاتل مع الشباب حتى اللحظة الأخيرة. بعد شهرين من الصمود تم الاتفاق على خروج المدنيين؛ ولكن الكتائبيين غدروا وقتلوا المئات أثناء المغادرة، ثم اقتحموا المخيم.
بحثت قوات الكتائب عنه حياً أو ميتاً. كان ممدداً في سريره ينزف. اقتحموا غرفته، فبادرهم بإطلاق النار وقتل ثلاثة منهم قبل أن يرتقي شهيدا في 22 حزيران/ يونيو 1976.