«لا» 21 السياسي -
* كشف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في حديث نقله عنه الخبير العسكري العميد عبد الغني الزبيدي، أن الإمارات طلبت من أنصار الله، عبر شخصيات عربية، توجيه ضربات قوية وموجعة إلى السعودية واستهداف المنشآت الاقتصادية الهامة التابعة لمشروع «نيوم» الاقتصادي؛ إلا أنه تم رفض العرض الإماراتي، وكان الرد هو توجيه تحذير من استهداف الإمارات والسعودية على حد سواء في حال استمر العدوان على اليمن.
ونقل الزبيدي، عبر تغريدات متتالية في حسابه على «تويتر»، انزعاج السيد عبدالملك من جمود مسار السلام، داعياً السعودية إلى عدم الوقوع في الوهم الذي وقعت فيه الإمارات عندما حسنت علاقاتها مع إيران العام قبل الماضي مُستغلةً ذلك لتصعيد عملياتها العسكرية في شبوة، ظناً منها أن صنعاء لن ترد، فتمّ ضرب مطار أبوظبي والقاعدة الجوية الأمريكية فيه، لتتلقى صنعاء تهديداً أمريكياً بإرسال قوات لاحتلال محافظة الجوف في حال معاودة الهجوم على أبوظبي، مؤكداً أن هذا التهديد لم يفلح، مبيناً أنه رغم إرسال الأمريكيين عبر طرف ثالث إلى صنعاء صورة تظهر آثار ضربة القاعدة الجوية وصوراً أخرى حددت أماكن انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمت في العملية، فقد تمّ الرد بعملية مماثلة لم يستطع الأمريكيون تحديد مكان انطلاقها، ما اضطرّ الإمارات لسحب القوات الموالية لها من عدد من مناطق شبوة.
وعن تراجع السعودية عن الموافقة المبدئية على تلبية مطالب صنعاء، قال السيد -بحسب الزبيدي- إن السبب هو التدخل الأمريكي لمنع أي تجاوز سعودي للهامش الممنوح للرياض، وجاء ذلك إثر الموافقة المبدئية للسعودية بشأن التعويضات ومعالجة آثار الحرب، ليجدد السيد التأكيد أن صنعاء لن تفرط في حقوق الشعب اليمني ولن تتنازل عنها مهما حصل، وستنتزعها سلماً أو حرباً.

* يرى مراقبون أن هدف الولايات المتحدة من إعاقة التسوية اليمنية - السعودية التي كانت على وشك التوقيع هو إفشال الاتفاق الإيراني - السعودي. ويعتقد هؤلاء أن واشنطن تستخدم الورقة اليمنية لابتزاز الرياض وليّ ذارعها، حيث سحبت واشنطن قبل مدة منظومات الدفاع الجوي المخصّصة للدفاع عن الأجواء السعودية، وأبقت تلك الأجواء مكشوفة من دون حماية، لتخضع الرياض مجدداً للضغوط الأمريكية، بسبب ارتباط منظومتها العسكرية بالكامل بالجانب الأمريكي، والذي في المقابل بدل العصى بالجزرة عبر بيان لوزارة خارجيته يؤكد أن الولايات المتحدة «ملتزمة بتعزيز الشراكة الأمنية مع السعودية من خلال مبيعات الأسلحة التي ستدعم البنية الدفاعية والجوية والصاروخية للمملكة وستجعلها أكثر تكاملاً، وأيضاً من خلال المشاركة في التدريبات المشتركة والتصدّي لانتشار المسيَّرات والصواريخ بين الجهات غير الحكومية التي تهدّد السلام والأمن في المنطق».

* يعتزم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، إعلان مقترحات أممية تحمل تراجعاً عن بنود كان قد تم تجاوزها في المفاوضات المباشرة بين الرياض وصنعاء في نيسان/ أبريل الفائت، في محاولة سعودية مكشوفة للتهرب من تنفيذ تفاهمات رمضان، وهو ما قد يدفع نحو انتكاسة جديدة لمسار السلام.

*نبهت مصادر مطلعة في صنعاء الرياض ومَن وراءها، في حال كانوا يعتقدون أن الوقت يسير لمصلحتهم، إلى أنهم مخطئون؛ إذ إن قدرات الجيش اليمني تزداد كمّاً ونوعاً، ولا مغالاة في القول بأن هذه الزيادة تتم لحظوياً في ظروف مواتية ومناسبة، فيما سياسة الصبر الاستراتيجي وفرت حصانة مجتمعية وسياسية ووحدة داخلية ووطنية في وجه قوى العدوان ومتّكآت جغرافية وديموغرافية صلبة.
وتضيف المصادر ذاتها أن ما يؤخّر الفعل الميداني الذي من المفترض أن تكون تداعياته أكبر من حجم المصالح الأمريكية والبريطانية ليس عوائق سياسية، بل الاستجابة للمُهل التي طلبها الوسطاء، وخصوصاً الوسيط العماني، والتي حذّرت قيادة أنصار الله أخيراً من قرب انتهائها، بحسب «الأخبار» اللبنانية.