حاوره:عمار الأسودي / لا ميديا -
رجل أتى في زمن العدوان لإدارة شباب ورياضة الحديدة. ومن وسط الركام يحاول أن ينتشل ركود الرياضة الساحلية بأنشطة وفعاليات تحكي واقع رياضة المحافظة الساحلية.
صحيفة "لا" أجرت هذا الحوار مع عماد البرعي، مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة الحديدة.

 في البداية نرحب بك أستاذ عماد البرعي، ونرجو منك أن تعطي القارئ نبذة بسيطة عنك!
- مرحبا بك أخي العزيز ومرحبا بصحيفة "لا". أنا عماد علي أحمد البرعي، مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة الحديدة. بكالوريوس علوم تربية بدنية ورياضية . أستاذ ومعيد في كلية التربية البدنية والرياضة بجامعة الحديدة . لاعب كرة يد بنادي شباب الجيل والمنتخب الوطني. حاصل على دورات تدريبية محلية وعربية.

 ما هي البرامج والأنشطة التي تعملون عليها في هذه الفترة؟
- نعمل وبشكل عام على وضع خطط وبرامج مستقبلية للنهوض بالرياضة في محافظة الحديدة، وكذلك نسعى لإيجاد ملاعب وبنى تحتية تخدم الرياضة والرياضيين، ومعالجة أوضاع بعض الأندية الرياضية التي توقفت بسبب العدوان على بلدنا العزيز، وكذلك الإشراف وتنظيم البطولات المواكبة للمناسبات الدينية والوطنية، إيمانا منا بضرورة استمرار دوران عجلة الرياضة دون توقف.

 كيف تقيمون مستوى نشاطات الاتحادات؟ وهل هناك إضافات أو تجديد في إداراتها؟
- للأسف، وبسبب العدوان والحصار وتوقف المخصصات المالية للاتحادات، قل نشاط بعض الاتحادات وتوقف البعض عن ممارسة أي نشاط وتجمدت كل أنشطتها. ولكن بتكاتف الشباب والرياضيين ومحبي الرياضة استطعنا كسر هذا الجمود على فترات. وبعد إتاحة الفرصة للاتحادات الخاملة لاستئناف النشاط الرياضي قمنا بهيكلة الاتحادات المتوقفة وتفعيلها.

 بعض الاتحادات نسمع عنها ونتابع نشاطاتها، والبعض الآخر لا نشاط لها... برأيكم ما السبب؟
- نعم، بعض الاتحادات لم تتفاعل بصورة جيدة، وهذا يعود إلى قصور التنسيق في الاتحاد العام وعدم تنشيط فروعه في المحافظات لإقامة البطولات، أو أن البعض لا يستشعر حجم المسؤولية. ونتمنى من الجميع العمل بروح الفريق الواحد.
رغم ذلك هناك اتحادات أثبتت جدارتها وأظهرت قدراً عالياً من الانضباط، وبالشراكة معها أقيمت بطولات عديدة على مستوى الجمهورية، وحقق أبطالنا في محافظة الحديدة مراكز متقدمة في مختلف الألعاب الرياضية.

 ماذا عن الدورات الصيفية هذا العام؟ وما هو دور مكتب الشباب والرياضة؟
- بفضل الله عز وجل، ثم قيادتنا القرآنية، هناك نقلة نوعية في المراكز الصيفية هذا العام، حيث شهدت إقبالاً وزخماً كبيراً استمر منذ فترة التسجيل حيث كانت أعداد الطلاب في ازدياد. وذلك كان ثمرة حرص القيادة ووعي المجتمع بضرورة تحصين أبنائنا بثقافة القرآن، وتنمية مداركهم والاهتمام بالجانب البدني والرياضي، فالعقل السليم في الجسم السليم.
وبالنسبة لدورنا مكتب الشباب والرياضة واللجنة الفرعية للأنشطة والدورات الصيفية فتمثل في الإشراف على أبنائنا الطلاب، والمتابعة، وتوفير الأدوات والمستلزمات الرياضية والكادر الرياضي المؤهل من مدربين ومختصين في مختلف الألعاب الرياضية.
وقد شهدت المحافظة تميزاً لافتاً في الجانب الرياضي بالمراكز المغلقة والمفتوحة على مستوى المدراس والمحافظة، حيث حقق منتخب الحديدة للمراكز الصيفية بطولة التجمع الثالث للمحافظات المنطقة الخامسة.

 دائماً ما نرى ونسمع عن البطولات التي ينظمها مكتب الشباب والرياضة في المناسبات الدينية والوطنية، مثل الصمود والمولد النبوي وأعياد الثورة... كيف أثر العدوان على الأنشطة؟ وكيف تخطيتم هذه المشكلة؟
- الحديث عن تأثير العدوان على الأنشطة الرياضية لا يتسع له المجال هنا. فالعدوان استهدف البنى التحتية والمنشآت الرياضية والرياضة والرياضيين في بلدنا، وكل ما هو جميل. ولا يسعى العدوان من وراء ذلك سوى إلى تعطيل الأنشطة الرياضية، في محاولة منه لتدمير شبابنا ومقدراتنا الرياضية والإنسان اليمني بشكل عام.
إلا أنه وبصمود شعبنا وقيادتنا القرآنية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي استطعنا تجاوز الصعاب وإعادة النشاط الرياضي.
فقد بدأنا بتفعيل الأنشطة الرياضية وإعادة فتح الأندية الرياضية وممارسة الأنشطة فيها، وكذلك تفعيل اتحاد الرياضة للجميع، الذي كان له الدور البارز في الاهتمام بالشباب والنشء واستثمار قدراتهم وتوجيهها نحو الرياضة ودعم الدوريات على مستوى الأحياء والحارات.
وخلال الفترة الماضية أقام مكتب الشباب والرياضة العديد من الأنشطة والبطولات الرياضية، التي واكبت المناسبات الدينية والوطنية. كما احتضنت محافظة الحديدة العديد من البطولات على مستوى الجمهورية، وكان لأبطالنا اليد الطولى في حصد الميداليات الذهبية والملونة.

 كيف ترى تعامل اتحاد كرة القدم وفرعه في محافظة الحديدة مع البطولات ومحاولات منعه للأندية من المشاركات وتهديد اللاعبين بالاستبعاد من المنتخبات...؟ وهل فعلا تم استبعاد لاعبين؟
- أحيانا تحدث إشكاليات أو سوء فهم؛ لكن بفضل الله سرعان ما نتجاوز ذلك. فالهدف هو خدمة الرياضة والرياضيين، وبناء شباب قادر على المنافسة في البطولات وتحقيق مراكز متقدمة. وفي حال بروز مشكلات أو عوائق أمام اللاعبين وتهديد أبنائنا سنقف بالتأكيد ضد كل من يحاول أن يحبط أو يفشل أبطالنا في مختلف المجالات.

 ماذا عن مستوى الدعم، سواء من وزارة الشباب والرياضة أم من السلطة المحلية، لتسيير النشاط الرياضي في الحديدة؟
- عند الحديث عن خطة العمل الشبابية والرياضية، سواء كانت سنوية أو نصفية، فإننا في مكتب الشباب والرياضة وكافة الإخوة في المحافظات الأخرى عملنا ضمن برنامج عمل موحد كان ضمن خطط استراتيجية موحدة تعممها وزارة الشباب والرياضة ويتم مناقشتها عبر ورش عمل تنظمها الوزارة لمدراء الشباب والرياضة ومسؤولي النشاط الرياضي والثقافي والإعلامي، ونبدأ من تلك اللحظة خططاً تنفيذية مفصلة، كلٌّ في ميدان عمله. وهناك فوارق في الأولويات والاهتمامات تختلف من محافظة إلى أخرى.
وبالنسبة للدعم المالي فيبقى هو الجانب الذي نفتقده كثيرا، خصوصاً وأنه في الوضع الحالي في ظل الحصار والعدوان الموارد شحيحة ولا وجود لميزانية محددة تخصص لتنفيذ عمل معين، ونعتمد في تمويل برامج العمل على جهود ذاتية واهتمام من قبل السلطة المحلية التي تساهم في تمويل الأنشطة الرياضية، وكذا وزارة الشباب والرياضة، وإن كان بشكل محدود، فإن ذلك لا يشكل عائقاً لنا إطلاقا، خصوصا ونحن في ميدان عمل يتميز بوجود مجتمع رياضي يساهم وبجهود كبيرة في نجاح أي فعالية أو نشاط رياضي أو شبابي.

 وهل يساعد القطاع الخاص في دعم الرياضة أم يغض الطرف؟
- خلال فترة عملي في المكتب كان هناك تفاعل كبير من قبل جهات وشركات ورجال أعمال ساهموا كثيراً في توفير مستلزمات رياضية وتمويل أنشطة رياضية على مستوى مديريات المحافظة، وتم التنسيق مع فروع مكاتب الشباب والرياضة بالمديريات لإقامة الأنشطة والفعاليات الرياضية بشكل مستمر ومواكب للمناسبات الوطنية والدينية. وكان هناك تجاوب كبير وزخم رياضي غير مسبوق. وكذا كان الجانب الرسمي أحد أهم شركاء العمل في فعالياتنا وأنشطتنا الشبابية والرياضية، وساهمت بعض المكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية في رعاية الأنشطة الرياضية.

 نلاحظ في بعض أندية الحديدة وجود مشاكل وقصور، ودائما ما يشكو منها اللاعبون... ماذا فعلتم بهذا الخصوص؟ وهل تجاوبتم مع الشكاوى المقدمة للمكتب؟
- الأندية الرياضية تعاني بشكل كبير من العديد من الإشكاليات والمعوقات التي واجهتنا جميعا، ولعل أبرزها يتمثل في شحة الدعم المالي وتوقف الدوري اليمني الذي تسبب في ركود الرياضة في هذه الأندية، وكان اللاعبون هم أكثر من تضرر، لأسباب انقطاع المرتبات وكذا عدم وجود حوافز مالية أو مساعدات مرضية أو غير ذلك، وهو ما خلق حالة تذمر في الوسط الرياضي. وبدورنا خاطبنا إدارات الأندية بمعالجة الإشكاليات ودفع ما يستطاع من مستحقات اللاعبين، ووجدنا تجاوباً من القليل منهم، والبعض وجدنا أنهم في حالة لامبالاة بمستقبل النادي، فسارعنا لاتخاذ بعض المعالجات عبر تغيير إدارات بعض الأندية وهيكلتها، وأتحنا الفرصة لأسماء جديدة، وعملنا معهم على تحسين الوضع وتوفير حوافز للاعبين تساهم في تخفيف معاناتهم، ومازلنا نعمل على ذلك.

 قبل فترة غير بعيدة شكلتم لجنة لاتحاد الإعلام الرياضي في محافظة الحديدة، واتهمك البعض بأنك شكلت هذه اللجنة بعد موافقة الاتحاد العام للإعلام الرياضي. هل صحيح أن الوزير المؤيدي أوقف قرار تشكيل هذه اللجنة؟!
- طبعا قرار إعلان تشكيل اتحاد الإعلام الرياضي في محافظة الحديدة جاء في هذه الفترة لأسباب عديدة، وكان من أولويات العمل الإداري، لاسيما أن غياب دور الإعلام الرياضي في الحديدة واضح وجلي للجميع، فاقترحنا على بعض الإخوة الإعلاميين إيجاد كيان يجمع قليل من الإعلاميين العاملين في هذا المجال، وقمنا بتشكيل لجنة تسيير الإعلام الرياضي في المحافظة، وصدر القرار في ذلك الوقت وبصورة مع التحية لوزارة الشباب والرياضة ممثلة بمعالي الأستاذ محمد بن حسين مجد الدين المؤيدي؛ ولكن استغربنا كثيراً من استياء بعض الإخوة في الوزارة أو في الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي الذين لم ينتقدوا التسمية فقط وإنما اتهموا المحتوى والأشخاص والكيان والمكتب بكله، ونسبونا إلى جهات المرتزقة، وأردوا أن يوصلوا إلى معالي الوزير صورة بذلك الطابع المزيف. نحن بدورنا تواصلنا مع المعنيين وأطلعنا الوزير على ما كان، وهو أكثر معرفة بنا وأعطانا موافقته على كل خطوة نقوم بها، وكان الخلاف فقط حول تسمية الكيان الإعلامي، وتم تغييره إلى "لجنة تسيير الإعلام الرياضي بمحافظة الحديدة"، ومازلنا نعمل على تطوير هذا الجانب عبر ورش عمل ستقام للعديد من الإعلاميين المستجدين والطامحين للسير في مضمار الرياضة اليمنية.