لا ميديا -
«فكرتُ كثيراً فيما يدور حولي، وقليلاً بذاتي. قررتُ أن أختصر الزمان بلحظةٍ رائعة: أن أُحرر الأرض وأحطم الأعداء الصهاينة، كي يرى العالم النائم قوة وجبروت شعبنا، كي يقتنع العالم بأننا شعب لا نستسلم ولا نستكين حتى تحرير آخر شبر من أرضنا، وبعد ذلك تتحقق كل أحلامي... وحتى تحقيق غايتي أنا سعيدة جداً ومعنوياتي عظيمة ورائعة. أنتظر بفارغ الصبر لحظة الانتصار على أعدائي، أعداء أُمتي».

وُلدت نورما أبو حسان في القبة – طرابلس عام 1959. درست الابتدائية في مدرسة «راهبات المحبة» والثانوية في مدرسة الروم الأرثوذوكس.
عملت مدرسة رياضيات فرنسي. ورغم أن هوايتها هندسة الديكور والرسم بالفحم، إلا أنها التحقت بالجامعة وحصلت على ليسانس في العلوم الاجتماعية.
في 17 تموز/ يوليو 1986 قادت سيارة من نوع (B.M.W)  مجهزة بعبوة ناسفة وزنها حوالى 200 كجم من مادة (تي إن تي)، وتوجهت إلى ساحة جزين. وعلى مقربة من مركز مشترك لمليشيا العميل لحد والمخابرات الصهيونيّة فجّرت السيارة عند مرور دورية من المخابرات الصهيونية ومليشيات العميل لحد، ما أدى إلى قتل وجرح عناصر الدورية وتدمير عدد من الآليات العسكرية في المركز.
اعترفت إذاعة العدو الصهيوني بالعملية، وادّعت أن 15 شخصاً أُصيبوا بجروح، بينهم ثلاثة من مليشيا العميل لحد.
دوّنت بقلمها قبل العملية بأشهر صفحات مما كان يضطرم به تفكيرها وعن علاقتها بأسرتها ومجتمعها والعالم.
«في المرحلة الثانوية نضج تفكيري ورحتُ أُتابع الأحداث اللبنانية وأقرأ الجرائد والمجلات والكتب السياسية والاجتماعية والتربوية. تأثرتُ كثيراً بما يدور حولي...
تمنيت لو أن بمقدوري أن أغيّر الكثير من الأشياء البشعة، ظلم واستبداد، وانعدام العدالة والمساواة... وجدت أن الدول الكبرى تأكل الدول الصغرى. فكرت بالمجاعة والظلم في العالم... ونقمت على الضمير العالمي الميت.
أطمح إلى تغيير نظامنا الفاسد من أساسه، وتحقيق تنشئة وطنية واجتماعية صحيحة وصالحة لأبنائنا، تنعدم فيها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية».