لا ميديا -
عاش بين المجاهدين، وألح على أن يكون واحداً منهم؛ ولكن طلبه لم يُقبل؛ لصغر سنه، وانتظر بشوق حتى بلغ الـ16 من عمره، فأسرع للالتحاق بدورة كان هو أصغر المشاركين فيها وأكثرهم حماسة. لفت نظر المدرّبين بشجاعته ومبادرته، ورأوا فيه صفات المدرّب الناجح، فما كان منهم إلا أن وضعوا له برنامجاً تأهيلياً طويل الأمد ليصبح لاحقاً من أبرز المدرّبين في معسكرات المقاومة الإسلامية.
جاء من قرية اللبوة البقاعية، التي وُلد فيها عام 1972، يحمل طيبة قل نظيرها، ليصبح
أحد القادة الأساسيين في "وحدة التدريب" في المقاومة، وأحد وجوهها البارزين.
قبل عملية "الوعد الصادق" عام 2006، كان منهمكاً في تدريب "القوة الخاصة"، وتطبيق "خطط الانتشار"، وفي اليوم الثالث من اندلاع الحرب، طلبت منه قيادة المقاومة التوجه على رأس قوة من المدرِّبين إلى منطقة البقاع الغربي، ومنها الالتحاق بـالجبهة.
تعذر تقدمه، لأسباب لوجستية، فتمركز في البقاع الغربي 7 أيام، قدم فيها الاستشارات والخطط، وساهم ميدانياً في زرع العبوات ونشر الكمائن. بعدها طُلب منه التوجه إلى زحلة فوراً، ومنها انتقل على رأس قوة قتالية كبيرة إلى بيروت للمباشرة بتدريبات معيّنة، أحدها تأهيل نظري على سلاح (B 29) المضاد للدروع (كان من القلّة العالمة بوجوده، وكيفية استخدامه)، ثم توزيعها -بشكل متفرّق- على محاور القتال.
في اليوم الـ16 من الحرب، وصل إلى النبطية، ثم انتقل ومن معه إلى "مشروع الطيبة". هناك، ورغم تعرضه لغاراتٍ عدة، عمل على إدارة العمليات ميدانياً بحرفية عالية (تعزيز التشكيلات، توزيع الكمائن والعبوات، وقبضات ضد الدروع...)، إلى أن أعلن وقف إطلاق النار.
بعد الحرب، وبأمر من عماد مغنية، كان لـه دور بارز في تأسيس "قوة التدخل"، وهي اليوم جزء أساسي من "قوات الرضوان"، ليكون بذلك أول قائدٍ لها، حتى استشهاده في منطقة الشويفات عام 2008، أثناء قيامه بواجبه الجهادي.