لا ميديا -
حمل إرثا مقاوما عُبِّد بدماء الشهداء، فجده ووالده وعمته استُشهدوا وهم يقاومون المحتل الغاصب، وكان لذلك دور في اشتعال نيران الثورة بداخله منذ طفولته التي عاشها يتيما. تقول والدته: «محمد عاش عمره يتيما وأسيرا ومظلوما، لكن حُب فلسطين والمقاومة يملأ دمه».
عام 2003، اقتحم الاحتلال مخيم بلاطة حيث ولد محمد، وكان في الـ15 من عمره، وشاع حينها خبر استشهاده حيث اخترقت رصاصة الوريد الرئيسي في الفخذ، وبأعجوبة كتبت له النجاة.
عام 2004، وقبل تعافيه من الإصابة، اعتقله الاحتلال وعمره 16 عامًا وأمضى في معتقلات الاحتلال 8 أعوام. تقول والدته: «حتى في سنوات أسره لم أكن أزوره بشكلٍ دائم، لأن معظم اعتقاله أمضاه في الزنازين حيث كانت إدارة سجون الاحتلال تعاقبه بالسجن الانفرادي». انتمى الى كتائب شهداء الأقصى.
بعد خروجه عام 2011، غادر إلى الأردن تحاشيا لذريعة اعتقاله، وأمضى فيها أربعة أعوام. وبالتزامن مع عودته عام 2016 إلى المخيم، اندلعت موجة نضالية في شمال الضفة الغربية لأول مرة منذ نهاية الانتفاضة الثانية، فانخرط في المقاومة مجددًا، وعاد لقائمة المطلوبين والمطاردين مرةً أخرى. هدم الاحتلال منزل عائلته واعتدى على والدته وعائلته بالضرب.
عام 2016 اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية مدة 20 شهرًا، على خلفية ما شهده المخيم حينها من توتر مع السلطة، أصيب خلال سجنه بأمراض السكري والضغط، وتم قطع مرتبه منذ ذلك الحين. شارك بفاعلية في التصدي لاجتياح قوات الاحتلال للبلدة القديمة بنابلس في شباط/ فبراير 2023، وأسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيًا.
استشهد مع رفيقه سعود التيتي في 11/4/2023، وهما يخوضان اشتباكا مسلحا مع نقطة عسكرية صهيونية على مدخل مغتصبة «ألون موريه» المقامة على أراضي قرى شرق مدينة نابلس.
احتجزت سلطة الاحتلال جثمانيهما، ولاتزال ترفض تسليمهما رغم المحاولات العديدة والجهود التي بذلتها أسرتاهما.