لا ميديا -
وُلد الشيخ عطية أحمد عوض في قرية بلد الشيخ من ضواحي مدينة حيفا، وتعلم فيها. انتقل إلى مدينة حيفا وتتلمذ على يد الشيخ عز الدين القسام، وأصبح من أتباعه في مجال العلم والجهاد أيضاً.
بعد استشهاد الشيخ القسام عام 1935، انطلق الشيخ عطية يتصل بالناس يحرضهم على الجهاد، ويدعوهم للانضمام إلى صفوف المجاهدين، واستطاع مع القائد خليل عيسى، الملقب بـ»أبو إبراهيم الكبير»، أن ينظم فصائل من الشبان في الحركة الجهادية، وقام بتدريبهم وتسليحهم.
بداية اندلاع الثورة الكبرى عام 1936 قاد فصائل الثوار في جبل الكرمل، ثم انتقل مع رجاله إلى منطقة جنين، وهناك أسندت إليه قيادة جزء كبير من هذه المنطقة، إضافة إلى بعض مناطق شمال فلسطين.
نفذ مع رجاله هجمات مسلحة على المواقع والمستعمرات الصهيونية في المنطقة، وتصدى للقوات البريطانية التي كانت تسارع لنجدة العصابات الصهيونية، فقطعوا خطوط اتصالاتها. عجزت القوات البريطانية عن القضاء عليه أو الظفر به، فرصدت مبلغ 500 جنيه مكافأة لمن يساعد أو يقدم  معلومات تؤدي مباشرة إلى القبض عليه.
في 6 أيار/ مايو 1936، قاد جماعة من أصحابه لتنفيذ هجمة على مستعمرة صهيونية بين حيفا وجنين، وقتلوا عدداً من الحراس وخمسة من «مستوطني» المستعمرة، وانسحبوا بنجاح قبل وصول تعزيزات الشرطة البريطانية.
خاض إلى جانب الشيخ فرحان السعدي معارك متتالية ضد القوات البريطانية، منها: معركة الفندقومية بين جنين ونابلس في حزيران/ يونيو 1936، ومعركة وادي عرعرة في 20 آب/ أغسطس 1936، وهاجم أيضا مدينة جنين، وحرر عددا من مراكز الشرطة فيها أواخر عام 1937.
في 3 آذار/ مارس 1938 احتدمت معركة اليامون قرب جنين، ودامت يوماً كاملاً بين الثوار الفلسطينيين وقوات الاحتلال البريطاني، واستخدمت القوات البريطانية الطيارات والدبابات والمدافع، ورغم ذلك صمد الفلسطينيون وقاتلوا بضراوة وشجاعة نادرة، فاستشهد مع 37 من الثوار في تلك المعركة. وخلفه في قيادة منطقة جنين والشمال القائد القسامي يوسف أبو درة.