«لا» 21 السياسي -
ازدادت شكاوى الناس من «فيل» الحاكم الذي أطلقه بينهم فخرب دورهم ودمر مزارعهم وهدم دكاكينهم وسبب لهم الذعر والفزع والخسران، فكان أن اجتمع نخبتهم ليناقشوا الأمر، واقترح أصلحهم إيفاد الثقاة منهم إلى الحاكم وتقديم شكواهم إليه بكل شفافية وشجاعة، ووافق القوم واتفقوا على ذهابهم وأن يرأسهم في ذلك صاحب المقترح نفسه. والتقوا بالفعل في موعدهم، وفي الطريق، ومع الاقتراب من قصر الحاكم تناقص عددهم ليجد صاحب المقترح نفسه في النهاية وحيداً أمام بوابة القصر. طلب الرجل مقابلة الحاكم، وحين التقاه وقد سُئل عن مبتغاه قال: أطال الله عمر مولاي، لا شيء سوى أن لي مقترحاً بشأن فيل جلالتكم؛ فإني أراه وحيداً حزيناً وأقترح أن تأمروا له بأنثى تؤنسه وتسليه وتصحبه في ذهابه وإيابه بين الأحياء والأسواق والمزارع... فاستحسن الحاكم اقتراحه وأمر بتنفيذه، وما هي إلا أشهر حتى صار الفيل الوحيد قطيعاً من الفيلة تغدو وتعدو وتلعب وتلهو... والناس «ولا نخس»!!