لا ميديا -
وُلد سفيان أحمد العارضة في بلدة عرابة عام 1975. درس بمدارس البلدة، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة.
تميز بوعيه الفكري وسعة اطلاعه ومهارته في الإقناع، ومشاركته الدائمة في تنظيم وعقد الندوات، فشد إليه عددا كبيرا من الطلبة والأصدقاء ووجههم للانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي لمقاومة المحتل، وأشرف على مجلة دورية يحررها الشباب.
اعتقلته قوات الاحتلال ثلاث مرات، بين عامي 1993 و1999، تعرف خلالها إلى عدد من قادة ومجاهدي الحركة، فعززت لقاءاتهم إيمانهم بنهج الكفاح العسكري لمقاومة الاحتلال. أفرج عنه عام 1999، فتلقفته سجون السلطة في العام نفسه، ثم اعتقل مجدداً عام 2000 من قبل جهاز الأمن الوقائي بمدينة نابلس.
يعد من أبرز مجاهدي سرايا القدس في شمال الضفة المحتلة، شارك في العديد من العمليات البطولية، والاشتباكات المسلحة ضد قوات الاحتلال.
في 12 أيلول/ سبتمبر 2001، اقتحمت البلدة قوات صهيونية من المشاة معززة بالدبابات والمروحيات، وحاصرت منزلا كان يوجد فيه مع القائدين أسعد دقة ووائل عساف. رفضوا تسليم أنفسهم، وخاضوا اشتباكاً عنيفاً استمر لأكثر من 5 ساعات.
استشهد رفيقاه بعد قصف المنزل بالصواريخ، وأُصيب هو إصابة بالغة، وحاول المواطنون إخراجه، إلا أن قوات الاحتلال اختطفته وقامت بتعذيبه حتى استشهد. كما استشهدت شقيقته الطفلة بلقيس خلال محاولتها إنقاذه.
عقب انتهاء العملية أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أنه تم القضاء على خلية عسكرية كانت تشكّل خطراً كبيراً، وأن استشهاد القادة الثلاثة كان من أكبر العمليات التي يقوم بها الجيش.
وفي ذكرى استشهادهم قالت حركة الجهاد: «كان للقادة الشهداء الدور الأبرز في تأسيس العمل العسكري لسرايا القدس في شمال الضفة الغربية... والتخطيط والتنفيذ لعدد من العمليات الموجعة التي ضربت العمق الصهيوني وجنود العدو وقطعان المستوطنين»، وعاهدتهم على «حمل لواء القتال وإبقاء جذوة الاشتباك التي رسخوها على امتداد الأرض السليبة».