لا ميديا -
مع بداية انتفاضة الأقصى كشف للشيخ جمال منصور في السجن أن «الصهاينة الآن يعرفون من أنا وسيعملون على اغتيالي، حيث إن السلطة اعتقلتني بعد اعترافات من خلايا كنت أدربها، وصار جلياً عندهم أنني المسؤول عن عبوات المغفلين التي كنت أزرعها لبني صهيون، فقد كنت أفخخ لهم أشرطة الفيديو وعلب المكياج وغيرها من المواد، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم».

وُلد إبراهيم بني عودة الطموني عام 1965 في دولة الكويت، لأسرة فلسطينية. انتقل مع أسرته إلى الأردن عام 1983، حيث أنهي الثانوية والجامعة عام 1987، ليلتحق بـ»الخدمة العسكرية»، فاكتسب خبرة وتدريبا على استخدام الأسلحة. ثم ذهب إلى أفغانستان ليحصل على مزيد من التدريب.
استحوذ على تفكيره الجهاد في فلسطين المحتلة، فتزوج فتاة فلسطينية ليحصل على تصريح للدخول. عرّف نفسه باسم «رائد»، وبمنتهى السرية والكتمان شكل عددا من الخلايا العسكرية تابعة للقسام ودربها وأعد أماكن لصناعة المتفجرات، وأخذ يخطط ويحكم الكمائن لاستهداف جنود الاحتلال.
أرقت عملياته أجهزة الاحتلال، فقد كان يتعامل مع مجموعاته من خلال المناطق الميتة. اعتقلته السلطة عام 1998، بعد عملية استخبارية شاركت فيها أجهزة الاحتلال. تعرض لتعذيب شديد، فلم يزره أحد في السجن خوفا من بطش السلطة. وأمضى عامين ونصف عام في السجن قدم فيها لإخوانه المعتقلين الدورات الأمنية المختلفة في فنون التنقل والتنكر وكشف التعقب.
بداية انتفاضة الأقصى أفرج عن المعتقلين احترازيا خشية قصف الاحتلال للسجن، فانتقل إلى نابلس، وبعد خروجه بيومين جهز عملية كبيرة في مدينة الخضيرة المحتلة أدت إلى مصرع 22 صهيونيا وجرح أكثر من 100 وتدمير 35 محلاً تجاريا.
اغتالته مخابرات الاحتلال عبر عميل من أقربائه أعاره سيارته بعد تفخيخها بالمتفجرات، وعبر إشارة لاسلكية انفجرت، ليستشهد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2000. شيعه عشرات الآلاف في مدينة نابلس بعد أن منع الاحتلال أهله من رؤيته ووداعه.