«لا» 21 السياسي -
 وصف مسؤولون أمنيون صهاينة تهديدات صنعاء بالخطيرة، متوقعين المزيد من الهجمات مع استمرار عمليات التوغل البري في قطاع غزة. ويشير هؤلاء، وفقاً لتقرير أصدره «مركز جيروزاليم للشؤون العامة»، إلى أن القوات الصهيونية تنسق بصورة جيدة مع القيادة المركزية الأمريكية والأسطول الأمريكي الخامس، مضيفين أن «الهجوم الذي شنه الحوثيون على إسرائيل لم يفاجئ الجيش الإسرائيلي، وكان من المتوقع أن يأتي ذلك في إطار سياسة توحيد الجبهات التي تنتهجها إيران ضد إسرائيل». ويلفت المركز إلى أن «إسرائيل تقع ضمن نطاق صواريخ كروز وطائرات الحوثيين المُسيّرة في اليمن، والتي يصل مداها إلى أكثر من 2000 كيلومتر»، مذكراً بأن «الحوثيين أعلنوا قبل عامَين أنهم أعدوا بنك أهداف لإسرائيل»، وأنهم «يمتلكون أيضاً صواريخ بالستية تطير على نحو أسرع من صواريخ كروز نحو الهدف».
وأعلنت قوات الاحتلال أنها استخدمت للمرة الأولى نظام الدفاع الجوي «آرو» لاعتراض صاروخ (أرض - أرض) كان قادماً نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة من منطقة البحر الأحمر. كما أعلن استنفار طائراته «عقب رصد تهديد جوي في منطقة البحر الأحمر، حيث اعترضت أهدافاً معادية حلقت في المنطقة». وذكرت هيئة البث العبرية، بدورها، أن «إسرائيل تدرس الرد على الحوثيين بعد إطلاق صواريخ باتجاه إيلات»، بينما أكدت وسائل إعلام عبرية وقوع انفجارات متعددة في حيفا ونهاريا، متحدثةً ابتداءً عن أن «تل أبيب» اعترضت طائرة مُسيّرة كانت قادمة من لبنان باتجاه حيفا؛ إلا أنها أوضحت أن الانفجار كان قوياً جداً، وهو ما ينسف فرضية أن يكون بطائرة مُسيّرة، ولاسيما أن غالبية الطائرات المُسيّرة لا يتجاوز وزن الرأس الحربي الذي تحمله 50 كيلوجراماً.
وقالت قوات الاحتلال إنها نشرت زوارق صواريخ في البحر الأحمر. وتُظهر الصور التي نشرها العدو طرادات من طراز «سار»، تقوم بدوريات بالقرب من ميناء «إيلات» على البحر الأحمر، والذي يعتبره الكيان الصهيوني جبهة جديدة.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الصهيوني، تساحي هنجبي، إن هجمات قوات صنعاء لا يمكن التسامح معها؛ لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل عن كيفية الرد الصهيوني المحتمل حين سُئل عن ذلك.
في الأثناء، انشغل الكيان الصهيوني بإعلان صنعاء رسمياً انخراطها في القتال إلى جانب المقاومة، وإعلان الناطق باسم القوات اليمنية قصف مواقع في الأراضي المحتلة بصواريخ بالستية وأخرى مجنحة ومُسيّرات. وأبدى العدو خشيته من هذا التطور، وأعلن جهوزيته لمواجهة الصواريخ التي أقر بأن مداها يتجاوز 2000 كم، ما يعني قدرتها على الوصول ليس إلى «إيلات» فقط، بل إلى مناطق أخرى في عمق فلسطين المحتلة. وتحدثت مصادر عن صواريخ استهدفت «إيلات» وحيفا، في حين أقر العدو بأنه استخدم للمرة الأولى صاروخ اعتراض من نوع «حيتس» بعيد المدى لإسقاط صاروخ يمني.
ويأتي الهجوم اليمني في الوقت الذي ترسو فيه حاملة القوات والطائرات «يو إس إس باتان» وعناصر أخرى من مجموعتها الضاربة في البحر الأحمر، إلى جانب سفن أمريكية أخرى.
واعترف العميد في سلاح الجو الأمريكي، بات رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاجون، بنيران اليمنيين التي استهدفت الكيان الصهيوني. وقال: «هذا شيء سنواصل مراقبته. نريد منع نشوب صراع إقليمي أوسع».
وقد صنّفت دائرة القرار الأمني الصهيوني اليمن والعراق ضمن الخط الثاني من التهديدات، في حين اقتصر الخط الأول على لبنان وسورية، فيما يعود الإخفاق الاستخباري في توقع عملية «طوفان الأقصى» إلى تجاهل غزة كتهديد استراتيجي خارج الخطين. وعليه، فإن الكيان الصهيوني يركز، منذ نشوب الحرب بين السعودية واليمن، على قضية أمن الممرات المائية، التي تمثل أولوية له وللعالم، حيث تمر سفنه وبواخره يومياً عبر مضيق باب المندب، في اتجاه أوروبا وأفريقيا والصين والهند.