«لا» 21 السياسي -
عقب آخر رسالة تهديد وجهتها الولايات المتحدة لليمن ولوحت فيها بإفشال مساعي السلام كافة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أبريل/ نيسان من العام الماضي، دشنت صنعاء ردودها العسكرية على تهديد واشنطن وعلى مجازر الصهاينة بحق أهل غزة.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الجانب الأمريكي، وعبر سفيره لدى اليمن ستيفن فاجن، هدد بإعادة تحريك ملف تصنيف أنصار الله في قائمة «الإرهاب» الأمريكية، وإعادة إغلاق ميناء الحديدة، وخنْق صنعاء اقتصادياً. كما توعد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بتفجير الحرب من جديد ونسْف كل فوائد السلام، معبراً عن مخاوف واشنطن من دخول أنصار الله على خط المواجهة مع العدو الصهيوني، رابطاً، في حديث بمعهد السلام الأمريكي، مسألة عودة التصعيد بمدى «انجرار» صنعاء إلى الحرب في صف الفلسطينيين، فقد لوح بأن «التفاؤل الذي سبق حرب غزة بإمكانية تحقيق سلام في اليمن قد تضاءل».
وينقل الصحفي عبدالرحمن الأهنومي عن مصادر وصفها بالوثيقة والمطلعة أن رسائل التهديد الأمريكية أوصلتها جهات وسيطة إلى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مباشرة، وذلك في ساعات متأخرة من ليل 17 تشرين الأول/ أكتوبر، بالتزامن مع ارتكاب العدو الصهيوني مذبحة المعمداني. هذه الرسائل كان مفادها أن الأمريكيين «يُحذّرون من أي عمل عسكري يمني، ويهددون بأن الرد عليه سيكون بإعادة تصعيد الحرب وتسخين جبهاتها، وإعادة تسليط التحالف السعودي لشن حرب طويلة لن تتوقف». المصادر أشارت إلى أن الرد اليمني، من قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كان حاسماً وواضحاً للأمريكيين، ومفاده: لا تطمئنوا، عليكم أن تقلقوا، والرد هو ما ترونه وما تسمعونه!
وبعد ساعات قليلة بدأت عملية 18 تشرين الأول/ أكتوبر، التي استمرت من صباحه إلى مسائه. وبحسب المصادر، فإن قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قال: «حرصنا على ألا يحل مساء ذلك اليوم إلا وقد أوصلنا رسائلنا وموقفنا إلى الأمريكيين، ومفادها أننا لا يمكن أن نتخلى أو نتوانى أو نقصر في الدفاع عن الشعب الفلسطيني».
وسبق أن ألمح رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، إلى تهديدات أمريكية بتصعيد الحرب، وقال إن «الأمريكي يهدد بعودة الحرب، وهذا لا يقلقنا، وهي رسالة مخزية لكل القوى التي تحارب اليمن بأنها عبدة للأمريكي وأدوات لليهودي». وأضاف: «لا تخيفنا التهديدات بالحرب، والشعب اليمني جاهز وحاضر بإذن الله وبكل قوة».
وتؤكد صنعاء، التي بعثت برسائل صاروخية متعددة إلى العدو الصهيوني، أن «الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح أقل الواجب». وأكد الرئيس المشاط أن «تهديد الجانب الأمريكي بعودة الحرب في اليمن لن يُثني الشعب اليمني عن القيام بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني»، مضيفاً أن «الوقوف إلى جانب هذا الشعب المظلوم واجب ديني وأخلاقي».