«لا» 21 السياسي -
واصلت القوات المسلحة اليمنية هجماتها ضد الكيان الصهيوني، حيث ظلت مدينة «إيلات» هدفاً للصواريخ والطائرات المسيّرة البعيدة المدى. وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن انفجارات في سماء «إيلات»، فيما قالت أخرى إن الأصوات تعود إلى اعتراض صاروخ بالستي يمني في جنوب البحر الأحمر.
وبسلسلة صواريخ بالستية، منها «طوفان» المجنح وأخرى من طراز «قدس»، أعلنت صنعاء، رسمياً، الدخول على خط المواجهة مع العدو الصهيوني، عبر عملية عسكرية واسعة هي الثالثة منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. العملية الجديدة المُعلنة جاءت أقوى من سابقتَيها، وشاركت فيها القوة الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر، وتمثلت جغرافيا أهدافها في «إيلات» على البحر الأحمر وحيفا على البحر المتوسط. وأتى إعلان الدخول الرسمي في المعركة على لسان الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، الذي أعلن أن القوات اليمنية نفذت عملية عسكرية «موجعة» للعدو الصهيوني في عمقه، بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المُسيّرة، في إطار العمليات التي توجهها إليه في أماكن مختلفة، مؤكداً أن صنعاء «مستمرة في توجيه المزيد من الضربات النوعية ضد العدو حتى إيقاف كل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني».
وفي تفاصيل العمليات الثلاث فكانت الأولى منها في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، والعملية الثانية امتدت من مساء 27 تشرين الأول/ أكتوبر إلى صباحه. أما الثالثة فكانت في وصباح وليل 31 من الشهر نفسه، وفيها استخدمت عشرات صواريخ «كروز» المجنحة من نوع «قدس»، وعشرات الطائرات المُسيّرة ذات المدى البعيد، علاوة على استخدام عشرات الصواريخ البالستية في العمليتين الثانية والثالثة. وبحسب المعلومات، وصلت معظم الضربات إلى أهدافها، ومنها ضربة استهدفت صحراء النقب، التي يوجد فيها مفاعل «ديمونا» الصهيوني، بينما استهدفت الأخرى «إيلات» وأهدافاً محاذية لها.
ولم تكن هذه الاستهدافات هي الوحيدة، إذ أكدت مصادر عسكرية شن هجوم مسلح ضد قوات صهيونية في قاعدة دهلك الإريترية، ولفتت إلى أن الهجوم استهدف أعلى قمة جبل «أمبا سوير»، التي تتخذ منها القوات الصهيونية مركز مراقبة في البحر الأحمر.
وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية قد كشفت، عام 2012، عن وجود قاعدة عسكرية صهيونية في إريتريا على شاطئ البحر الأحمر. وأشارت إلى أن هذا ليس «مؤشراً إلى وجود عسكري إسرائيلي سري في الدولة الأفريقية الصغيرة. لدى إسرائيل محطة تنصت على جبل أمبا ساوارا المنعزل، بالإضافة إلى أرصفة في أرخبيل دهلك».
ونقلت عن تقارير سابقة أن هذه الأرصفة تستخدم من قبل غواصات وسفن البحرية الصهيونية المشاركة في حرب الكيان الصهيوني السرية ضد حركات المقاومة.
وكانت صنعاء قد هددت، عام 2017، باستهداف القواعد الصهيونية في إريتريا إذا فكرت في الانضمام والمشاركة في حرب التحالف على اليمن. وحذر المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة حينها، من أن الصواريخ البالستية يمكن أن تستخدم لضرب القواعد العسكرية الصهيونية إذا دخلت «تل أبيب» الحرب.
يقول توماس جونو، الباحث في شؤون اليمن لسنوات: «كانت مسألة وقت فقط قبل أن يتمكنوا (أنصار الله) من القيام بذلك»، مشيراً إلى أن برنامج الصواريخ يتقدم باطراد وجاء «بمساعدة إيرانية». وأضاف: «حقيقة أن هناك جبهة أخرى مباشرة إلى الجنوب تثير خطر إرباك إسرائيل (الدفاعات الجوية)، وعليه يمكن أن يكون الأمر أكثر إثارة للقلق» إذا أطلق حزب الله وحماس وغيرهما وابلاً صاروخياً هائلاً.