اليمن بالحبر العبري -
سلطت صحيفة «جلوبس» العبرية الضوء على تداعيات الهجمات التي تشنها القوات البحرية اليمنية في اليمن على سفن الشحن الصهيونية منذ 3 أسابيع «دون رادع»، مشيرة إلى أن كثيرا من السفن اضطرت إلى أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، ما رفع أسعار الشحن بشكل كبير.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات «الحوثية» تصاعدت خلال الأسبوع الماضي مع إصابة 3 سفن في نفس اليوم، وهي: سفينة الحاويات (Unity Explorer)، المملوكة لشركة (Dao Shipping) ومقرها المملكة المتحدة والتي يملكها داني أونجر (ابن رجل الأعمال الصهيوني رامي أونجر)، والمركبة «صوفي 2» المملوكة لشركة يابانية تزعم «جلوبس» أنها غير مرتبطة بالكيان، والمركبة «رقم 9» المملوكة لشركة ألمانية والمستأجرة من قبل شركة صينية، وتزعم «جلوبس» أيضا أنها غير مرتبطة بالكيان.
وأضافت أن التقديرات تشير إلى أن «الحوثيين» اعتقدوا أن السفينة «رقم 9» كانت صهيونية لأن شركة (ZIM) استأجرتها قبل 3 سنوات، تردد في البداية أن السفينة تعرضت لأضرار بالغة، وأعلن قبطانها أن السفينة ستغرق ولا يمكنها الاستمرار في طريقها، ولكن يبدو أنها باتت وشك الدخول إلى قناة السويس ولم تصب بأذى.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الكيان الصهيوني تواصل مع عديد الدول الغربية والعربية بشأن «تشكيل قوة» لحماية الملاحة البحرية، وساعدته في بعض الأحيان البحرية الأمريكية، لكن القضاء على التهديد «الحوثي» لا يزال بعيداً عن التحقق.
كما دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى إنشاء قوة مهام بحرية، وهناك تقارير تفيد بأن السفن الحربية البريطانية واليابانية تتجه نحو مضيق باب المندب، وهو المدخل الضيق للبحر الأحمر، قبالة ساحل اليمن، والذي يوفر الوصول الجنوبي الوحيد لقناة السويس. وأورد تقارير أن سوليفان يجري محادثات حول الأمر مع الدول المهتمة، ومن المرجح أن تستمر لبعض الوقت.
غير أن شركات الشحن لن تنتظر تشكيل مثل هذه القوة الدولية، وقامت بتغيير مسار العديد من سفنها بعيداً عن البحر الأحمر وقناة السويس، لتسير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا بدلاً من ذلك (طريق رأس الرجاء الصالح)، ما أضاف 13000 كيلومتر لمسافة سيرها وفترة تتراوح بين 10 و14 يوما إلى جدولها الزمني، ما يرفع من تكلفة شحن البضائع.
ووفقاً لشركة (Freightos) الصهيونية التي طورت منصة رقمية لإدارة تكاليف الشحن، فقد غيرت 5 سفن صهيونية على الأقل مسارها بالفعل بعيداً عن قناة السويس حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، بما في ذلك سفينتا حاويات من طراز «ميرسك»، مستأجرتان من «عيدان عوفر»، وهي مجموعة السفن التي تحمل مركبات يملكها رامي أونجر، وسفينة حاويات واحدة مستأجرة من (ZIM).
وفي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، أعادت (ZIM) توجيه سفينة الحاويات الأوروبية، التي يمكنها حمل ما يصل إلى 5600 حاوية، بعد أن غادرت بوسطن على الساحل الشرقي للولايات المتحدة متجهة إلى ماليزيا، وبدلا من الإبحار عبر البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، عادت السفينة أدراجها قبالة الساحل الجزائري وستبحر حول أفريقيا.
وكان تغيير مسار السفينة مفاجئاً، لأنه لم يكن مقررا له التوقف في ميناء صهيوني وهو جزء من خدمة (ZIM's ZXB) التي يبحر فيها أسطول مكون من 14 سفينة بانتظام من الولايات المتحدة إلى ماليزيا عبر المكسيك وكولومبيا والصين، إما غرباً عبر قناة بنما أو شرقاً عبر قناة السويس.
وأشارت «جلوبس» إلى تغيير مسار سفينتي حاويات صهيونيتين أخريين، هما: «ليزا» و»بانجاني»، التابعتان لمجموعة (XT)، وكلتاهما مستأجرة من شركة الشحن الدنماركية العملاقة «ميرسك».
وكانت «بانجاني» تبحر إلى عمان؛ ولكن بعد الهجمات «الحوثية» الأخيرة قررت التوجه إلى الهند ونقل حاوياتها إلى سفينة أخرى تابعة لـ«ميرسك»، تبحر إلى الخليج وفي طريق عودتها لن ترسو في دبي.
وأفرغت «ليزا»، التي تبحر بين شرق أفريقيا والهند، حمولتها على الفور في سلطنة عمان وواصلت طريقها إلى شرق آسيا للقيام بطرق مختلفة.
كما جرى الإعلان عن تغيير مسار حاملتي سيارات مملوكتين لشركة (Ray Cars) التابعة لرامي أونجر بعد أن قررتا عدم العبور من قناة السويس.
وقال جودا ليفين، رئيس الأبحاث في شركة «فريتوس»: «قبل الصراع مع الحوثيين، كانت بعض السفن تبطئ سرعتها لتوفير الوقود، لكن تشغيلها سمح لشركات الشحن بعدم إبقاء السفن غير مستخدمة».
ومع ذلك، ارتفعت تكاليف النقل بالفعل في أعقاب هجمات البحر الأحمر، ومن غير المتوقع حدوث هدوء طالما استمر العدوان الصهيوني على غزة والهجمات «الحوثية».
وبحسب بيانات شركة «فريتوس»، فإن الانخفاض المستمر في أسعار الشحن، بسبب العدد الزائد من الحاويات والسفن التي اشترتها شركات الشحن بعد جائحة كورونا، توقف بسبب الأحداث التي شهدها مضيق باب المندب.
وعانت التجارة الدولية مع الكيان الصهيوني من وطأة هذا الضرر، ففي حين ارتفعت أسعار الشحن على الخطوط بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط بنسبة 9٪ في تشرين الثاني/ نوفمبر، ارتفعت أسعار الشحن بين موانئ الصين والكيان بنسبة تتراوح بين 16٪ و36٪.
كما ارتفعت أسعار التأمين على شحن البضائع إلى الكيان الصهيوني. إذ أضافت شركة (ZIM) ما بين 20 إلى 100 دولار للتأمين على كل حاوية، ورفعت شركة الشحن الألمانية (Hapag-Lloyd) رسوم التأمين لكل حاوية من موانئ البحر الأبيض المتوسط إلى الكيان بمقدار 80 دولاراً.
وعلق ليفين على هذا الارتفاع في الكلفة قائلا: «لا شك أن كل هذا سيزيد أسعار المنتجات والبضائع في إسرائيل».

صحيفة «جلوبس» العبرية