عادل عبده بشر / لا ميديا
لم تمر سوى أربع ساعات على إعلان القوات المسلحة اليمنية، مساء أمس ، تنفيذ عملية عسكرية استهدفتْ سفينة الشحن العسكرية الأميركية، “أوشن جاز” (OCEAN JAZZ)، في خليجِ عدن بصواريخَ بحرية، دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، حتى شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وأربع دول أخرى، عدواناً غاشماً استهدف العاصمة صنعاء وعددا من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية، الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.
وأفاد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، بأنّ طيران العدوان الأميركي -البريطاني شنّ 18 غارة جوية توزّعت كالتالي: 12 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، و3 غارات على محافظة الحديدة، وغارتين على محافظة تعز، وغارة على محافظة البيضاء.
وأكد العميد سريع أنّ “هذه الاعتداءات لن تمر من دون رد وعقاب”، مشددا على أن كل الاعتداءات الأمريكية البريطانية لن تثنينا عن نصرة الشعب الفلسطيني.
وجاء تبنّي العدوان الجديد على اليمن في بيانٍ مشترك من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا وهولندا.
وزعم البيان أن هذه الغارات استهدفت “أنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأنظمة دفاع جوي ورادارات ومنشآت تخزين أسلحة مدفونة بعمق” فيما أكدت مصادر عسكرية أن المواقع التي قصفها العدوان الأمريكي البريطاني سبق أن تعرضت للقصف المتكرر بمئات الغارات للتحالف السعودي الإماراتي خلال السنوات الماضية من العدوان على اليمن، وهي مواقع شبه مدمرة وليس فيها تواجد عسكري.
وسبق العدوان الجديد على اليمن، إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع استهداف سفينة الشحن العسكرية الأمريكية “أوشن جاز” في خليج عدن، وهو ما سارعت الولايات المتحدة إلى نفيه، غير أنها بعدوانها الجديد، أكدت، وفقاً لخبراء، صحة ما جاء في بيان العميد سريع.
النفي الأمريكي، لم يدم طويلاً، حيث نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن شركة الاستشارات الأمنية البريطانية “أمبري” أنه في الساعات التي سبقت الضربات الجوية الأمريكية البريطانية لليمن منتصف ليل أمس ، تم استهداف ناقلة حمولات ثقيلة مملوكة للولايات المتحدة الأميركية بصاروخ يمني.
وأوضحت “أمبري” أن الاستهداف حدث أثناء إبحار السفينة شرقًا في خليج عدن.
وليست المرة الأولى التي تنفي فيها أمريكا تعرضها لضربات ناجحة، حيث سبق أن نفت عملية إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة إم كيو9 التي نفذتها القوات اليمنية في البحر الأحمر، لتضطر للاعتراف بعد نشر صنعاء فيديو يوثق لحظة إسقاط الطائرة.

قدرات اليمن البحرية
في سياق آخر تحظى العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ضد السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، ومؤخراً السفن الأمريكية، باهتمام العالم وفي المقدمة المتخصصين بالشأن العسكري، لما لهذه المواجهة من تأثيرات وتداعيات مختلفة.
وفي هذا الإطار، نشر موقع “Naval News” المتخصص بشؤون الدفاع البحري مقالاً تحليلياً، استعرض فيه ما قال إنها ملاحظات ودروس مستفادة حول هذه المواجهة، تُثبت جميعها أن هذه الجبهة بالغة التأثير، وغير مسبوقة في العديد من الجوانب العسكرية، خصوصاً لناحية إطلاق صاروخ باليستي من نوع ASBM ضد سفينة.
وأشار الموقع إلى أن الهجمات التي ينفذها من وصفهم بـ”الحوثيين” مستمرة في البحر الأحمر والمياه المحيطة به، لافتاً إلى أنه “حتى الآن لم يتم إغراق أي سفينة، على الرغم من إصابة العديد منها”.
واستعرض الموقع النقاط التسع، تطرق في بعضها الى القوة التي يمتلكها الجيش اليمني، وهي “الصواريخ الباليستية المعيارية المضادة للسفن، ومنها صاروخ باليستي هو بحسب الموقع نسخة من “فاتح 110” الإيراني الذي جرى تطويره وشمل ذلك تركيب باحث كهربائي بصري، يعمل بالأشعة تحت الحمراء. أما النوع الأكبر والأكثر تطوراً، فهو صاروخ “تنكيل”، وصاروخ “البحر الأحمر”، حيث يختلف المدى والرأس الحربي ولكن جميعها تمثل تهديدًا حقيقيًا. ومن المرجح أن تكون الصواريخ الأصغر حجمًا أرخص وأسهل في الاختباء، لكن لايزال لديها نطاق كافٍ من الاشتباكات في البحر الأحمر”.
وتطرق الموقع المختص بالقوة البحرية، إلى صواريخ كروز، قائلاً إنها “مبسطة ومنخفضة التكلفة ويمكنها استخدام محرك نفاث تجاري مماثل لتلك الموجودة في نماذج الطائرات، وهو يمنح الحوثيين في الأساس قدرة منخفضة للغاية على الهجوم البري بعيد المدى، ولكن برأس حربي أصغر. وكما هو متوقع في ترسانة الحوثيين، هناك نسخة مضادة للسفن. ويختلف هذا النهج عن الدول الغربية التي تميل إلى شراء عدد قليل جدًا من صواريخ كروز، لكنها باهظة الثمن”.
كما أشار الموقع إلى “استخدام الطائرات بدون طيار”، وكذلك إمكانية تحديد السفن، موضحاً بالقول: “من الصعب تحديد موقع السفن والتعرف عليها من خلال السفن التي لا تنقل موقعها على AIS (نظام التعرف الآلي). وينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الذين يعتمدون على الاستخبارات مفتوحة المصدر (OSINT). لكن فاعلية “الظلام” محدودة، ضد خصم مصمم وعينه على الماء ويمتلك مختلف الوسائل المتطورة. ولا تستطيع السفن إخفاء وجودها في الممرات الملاحية بسهولة، وهذا يعني أيضًا أنه إذا تم ضرب أي سفينة في البحر الأحمر، فإنهم كانوا يقصدون القيام بذلك”.
الموقع ذاته أفاد أنه “عندما بدأت الهجمات، كانت هناك دعوات للدول الغربية لاتخاذ إجراء عسكري ضد الحوثيين. توقع العديد من المراقبين ظهور صواريخ توماهوك عند الفجر، وشعروا بالإحباط عندما استغرقت الضربات أشهرًا حتى تتحقق. لكن العديد من المراقبين لم يكونوا متأكدين من أن الضربات ستحدث فرقا كبيرا. وهذا ما رأيناه، فإن الهجمات مستمرة”، لافتاً إلى أنه “ربما استهداف الصواريخ قبل إطلاقها، أكثر فائدة. لكن لا يمكن أن نتوقع اللحاق بكل عملية إطلاق، ويمكن للحوثيين تعديل أساليبهم للحد من المخاطر. على سبيل المثال، إطلاق الصواريخ المضادة للسفن من أعماق الأرض”.
وأضاف موقع “Naval News” قائلاً: “حتى الآن لم يتم إغراق أي سفينة. ربما يكون هذا لأنهم يحاولون عدم القيام بذلك. هناك على الأقل مؤشرات على وجود أسلحة وتكتيكات مصممة لتقليل مخاطر غرق السفينة المستهدفة. ويشير هذا إلى أن أهدافهم يتم تحقيقها بمجرد تقديم تهديد حقيقي”.
وتابع: “ومع ذلك، يبدو من المحتمل أنهم قد يحاولون إغراق السفن الحربية. والتكنولوجيا التي يمتلكونها وتقدمها لهم إيران قادرة من حيث المبدأ على تحقيق ذلك” حدّ وصفه.
واختتم الموقع مقاله التحليلي بالقول: “قليلون كانوا يتصورون أن أول استخدام للصواريخ الباليستية المضادة للسفن (Anti-ship ballistic missile ASBM) سيكون من قبل حركة “الحوثي” في البحر الأحمر” مؤكداً أنه لاتزال “هناك العديد من القدرات التي يعتقد أن الحوثيين يمتلكونها ولم تُستخدم. ويمكن للحوثيين أن يصبحوا أكثر فاعلية في هذه الضربات وكل المؤشرات تدل على أنهم سيفعلون ذلك. ويبدو أن هذا الصراع لم ينته بعد، وقد تكون المفاجأة التالية في الغد”.


حفيظ دراجي إعلامي جزائري مذيع ومعلق في قنوات بي إن سبورتس
عدوان  ثلاثي أمريكي بريطاني “إسرائيلي”، بمساعدة قوات عربية حليفة تستهدف صنعاء و عدة محافظات يمنية.
سيظل اليمن شامخا شموخ الجبال لا يخاف ولا يتراجع عن دعم غزة التي تخلى عنها العرب وتظل اللعنة تلاحق المعتدين، والعرب المتواطئين.
أما نحن فلا نقلق على صنعاء فهي بخير، بل نقلق على باقي العواصم العربية المتخاذلة التي ضربت عليها الذلة والمسكنة و الهوان.
عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً.

غسان جواد محلل سياسي لبناني
اليمن اليوم هو طليعة الأحرار في العالم بمواجهة الحلف الأنغلوسكسوني ومنطق الغطرسة والطغيان والجبروت.
كل التضامن مع أنصار الله اليمنيين والحركة الوطنية اليمنية وقبائل اليمن الشرفاء ضد هذا الاستبداد والاستكبار الغربي.
حرب غزة ستنعكس على الأمن والاستقرار في كل العالم، والهروب إلى الأمام عبر قصف اليمن سيفاقم التداعيات الإقليمية والدولية ويرتد على هذه المنظومة الدولية العدوانية الاستعمارية المتجبرة وعناوينها في المنطقة ولن يضمن أمن الممرات بل سيراكم التعقيد ويضع الأمن والسلم الدوليين أمام المزيد من الفوضى والتحديات والمخاطر والصراعات التي لا تنتهي. . لقد أصبحوا خطرا حقيقيا على كوكبنا.

د. رفيق عبدالسلام وزير خارجية تونس سابقا
اليمن مادة العروبة ومعدن الإسلام، وهناك تحسم المعارك الكبرى ويتحدد ميزان القوى المستقبلي. لم يسبق لأي قوة في العالم أن انتصرت على اليمنيين مهما كانت عدتها وعتادها، لأن الأرض بجبالها ووهادها ووديانها تقاتل مع أصحابها، أما إذا ركب اليمني أمواج البحر فباسم الله مجراها ومرساها.
حيا الله أهل اليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه، الذين نصروا فلسطين وانحازوا للقدس وأخذتهم الحمية لدماء نساء وأطفال عزة، فانتصبوا شامخين في مياه ويابسة اليمن نيابة عن أهل الجزيرة وسائر العرب وأمة الإسلام.

خليل نصر الله إعلامي ومحلل سياسي لبناني
بداية، نفى مسؤول “دفاعي” أميركي للجزيرة وقوع أي هجوم يمني ضد سفينة الشحن الأميركية Ocean Jazz.
بعد ذلك، يعلن الأسطول الأمريكي الخامس عن أن “تقرير الحوثيين عن هجوم ناجح على السفينة Ocean Jazz كاذب”، وهنا يعترف بوقوعه.
بعدها تأتي الغارات على صنعاء.
أصيبت السفينة أم لا، الجوهر هو الجرأة اليمنية، التي اتخذت قرار الضرب الهادف.
لا ردع أمريكي، ولن يحصل، وواشنطن هي من عرضت سفنها للاستهداف بعدوانها منذ الضربات العدوانية الأولى.
ومواصلة العدوان، كما حصل الليلة، سيقابل يمنيا بمواصلة استهدافهم وردودهم المفتوحة، وهو ما تؤكده البيانات العسكرية.