لا ميديا -
سعى «جهاد» ومجموعة من أقرانه في مخيم طولكرم، لاستعادة موقع مدينتهم ومخيمهم على خارطة المقاومة، وتأسيس قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال، فكونوا «كتيبة طولكرم للرد السريع». وقرأ الشهيد أمير أبو خديجة بيان تأسيسها في آذار/ مارس 2023، قبل شهر واحد من اغتياله.
عانى جهاد مهراج إبراهيم شحادة، المولود في مدينة طولكرم عام 1999، من بشاعة قوات الاحتلال، فقد أمضى في سجونها شهورا عدة، وقضى والده مدة 15 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال الصهيوني، على خلفية نشاطه العسكري في صفوف كتائب شهداء الأقصى.
تولى قيادة الكتيبة بعد استشهاد أمير أبو خديجة، وخضع لضغوط مزدوجة؛ إذ طلبت منه المخابرات الصهيونية تسليم نفسه عدة مرات لكنه رفض، ووضعته السلطة في مقر المقاطعة في طولكرم ثلاثة شهور حمايةً له؛ ولكنه غادرها وعاد لنشاطه العسكري بوتيرة أعلى.
ظل يردد: «أريد أن أستشهد؛ لكن ليس الآن، إنما بعد أن أُجنّد نصف شباب المخيم، حتّى إذا ما استشهدت كان هناك من يكمل المشوار».
وضعه جهاز الشاباك الصهيوني ضمن قائمة أبرز المطلوب اغتيالهم، فقد اتهمه بالمسؤولية عن توجيه وتنفيذ عدد كبير من عمليات إطلاق النار على قوات الاحتلال وعلى الحواجز العسكريّة.
اغتالته قوات اليمام الصهيونية بعملية خاصة في مدينة طولكرم في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بإطلاق نحو 100 رصاصة على مركبة كان يستقلها، واستشهد برفقته عز الدين رائد عواد، القيادي في كتيبة طولكرم - مجموعة القسام، وعضوان في الكتيبة.
أعلنت كتيبة طولكرم أنها استهدفت قوة للاحتلال قرب حاجز الـ17 في مدينة طولكرم بالرصاص «كرد أولي على اغتيال القائد جهاد شحادة ورفاقه». كما أعلنت كافة فصائل المقاومة الفلسطينية في طولكرم الإضراب الشامل والحداد العام.
وصفهم والد «جهاد» بأنّهم «مقاتلون حقيقيون لهم عقيدة تتجاوز كلّ التنظيمات، عندهم نَفَسُ مقاتل وجرأة لم نشهدها، وعلى بساطة تنظيمهم إلا أنهم أسسوا لفعل عظيم».
تقول سماح، والدة جهاد: «الكتيبة ما انتهت، تخلق أجيال وأجيال رح تحمل اسم جهاد وتكمل مشوار الكتيبة».