لا ميديا -
«لقد كان مدى عمق العداء للكيان الصهيوني هو معيار الوطنية طوال الخمسينيات والستينيات وبداية السبعينيات، إلى أن جاء مَن غيّرَ اتجاه الريح ومسخ حقائق التاريخ وصور الأعداء في صورة أبناء العم وتنكر للأشقاء في الدم. فهل نحاسب أهل القفص لأنهم أبوا أن يتخلوا عن المبدأ؟!» (من مرافعات أحمد نبيل الهلالي في قضية «ثورة مصر»).

وُلد محمود نور الدين في الإسكندرية عام 1940. سافر إلى لندن عام 1964 وعمل بالمكتب التجاري التابع للسفارة المصرية، وحصل على البكالوريوس في الاقتصاد.
التحق بمكتب المخابرات العامة بالسفارة المصرية واختص بمتابعة النشاط الصهيوني في بريطانيا وأدى لبلده خدمات جليلة خاصة خلال حرب 1973.
عام 1977 قدم استقالته من جهاز المخابرات احتجاجا على زيارة السادات للكيان الصهيوني. وأصدر مع آخرين في لندن مجلة «23 يوليو» المعارضة.
بين عامي 1980 و1983 تعاون مع صديقه خالد جمال عبد الناصر وعادا إلى مصر عام 1983، حيث شكل محمود نواة تنظيمه السري «ثورة مصر»، وهدفه الرئيسي تصفية الجواسيس الصهاينة، بصورة غير رسمية، حتى لا تقع مصر في أزمات دبلوماسية.
فاجأ الموساد بضربات موجعة، منها تصفية مسؤول الأمن في السفارة الصهيونية الإرهابي «زيفى كدار» عام 1985. وفي العام نفسه تم تصفية الإرهابي «ألبرت أتراكشي»، مسؤول الموساد السابق في بريطانيا، والذي كان يعمل في مصر.
جاءت العملية الثالثة رفضا لمشاركة الصهاينة في معرض القاهرة التجاري الدولي عام 1986، واستهدفت الرابعة 3 من رجال المخابرات الأمريكية في القاهرة عام 1987.
تعقبت التنظيم 3 أجهزة مخابرات: المصري، والأمريكي، والصهيوني، وجاءت الخيانة من شقيقه، الذي قدم للسفارة الأمريكية في القاهرة معلومات عن التنظيم مقابل منحه الجنسية الأمريكية ونصف مليون دولار، ورغم ذلك سلمته السفارة إلى الأمن المصري الذي قبض على التنظيم في أواخر عام 1987.
حوكم محمود مع 10 متهمين. تم تبرئة خالد جمال عبد الناصر وأربعة آخرين، وحكم عليه بالسجن 25 عاما قضى منها 11 عاما قبل أن يلقى ربه في السجن جراء إهمال علاجه، طبقا لبيان المنظمة المصرية لحقوق الإنسان. شيع جثمانه في 16 أيلول/ سبتمبر 1998 في وداع مهيب.