مهبط طائرات مستحدث في عبد الكوري وبجانبه عبارة «أنا أحب الإمارات»
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة:أقلام مانع / لا ميديا
«أسوشيتد برس»
ترجمة خاصة:أقلام مانع / لا ميديا -
مع استمرار المتمردين الحوثيين في اليمن باستهداف السفن في ممر مائي في الشرق الأوسط، تظهر صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة «أسوشيتد برس» ما يبدو أنه مهبط طائرات جديد يتم بناؤه عند مدخل هذا الطريق البحري الحيوي.
ولم تعلن أي دولة علناً أن أعمال البناء تجري في جزيرة عبد الكوري، وهي منطقة من الأرض ترتفع من المحيط الهندي بالقرب من مصب خليج عدن.
مع ذلك، يبدو أن صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها لوكالة «أسوشييتد برس» تظهر أن العمال كتبوا عبارة «أنا أحب الإمارات العربية المتحدة» مع أكوام من التراب بجوار المدرج، باستخدام اختصار اسن دولة الإمارات العربية المتحدة.
أصبح كل من خليج عدن والبحر الأحمر، الذي تقوده إسرائيل، ساحة معركة بين الحوثيين والقوات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، مع احتدام الحرب الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة، مما قد يسمح لإسرائيل ببسط قوتها في المنطقة.
يأتي هذا البناء في الوقت الذي أثار فيه وجود قوات إماراتية في أرخبيل سقطرى، الذي تنتمي إليه جزيرة عبد الكوري، وقوات من القوة الانفصالية التي تدعمها في جنوب اليمن، اشتباكات في الماضي.
وردا على أسئلة وكالة «أسوشييتد برس»، قالت الإمارات العربية المتحدة الخميس إن «أي وجود لدولة الإمارات في جزيرة سقطرى يستند إلى أسباب إنسانية ويتم تنفيذه بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية».
وأضافت دون الخوض في تفاصيل: «تبقى دولة الإمارات ثابتة في التزامها بكافة المساعي الدولية الرامية إلى تسهيل استئناف العملية السياسية اليمنية، وبالتالي تعزيز الأمن والاستقرار والرخاء الذي ينشده الشعب اليمني».
ولم ترد السفارتان اليمنيتان في واشنطن والسعودية، التي تقود تحالفا يقاتل الحوثيين، على الأسئلة.
يبلغ طول عبد الكوري حوالى 35 كيلومترا (21.75 ميلا) وعرضها في أوسع نقطة حوالى 5 كيلومترات (3.11 ميلا). فهي أقرب إلى القرن الأفريقي منها إلى اليمن، أفقر دولة في العالم العربي، والتي تعيش حالة حرب منذ سنوات.
على طول تلك النقطة الأوسع يقع بناء مهبط الطائرات. وأظهرت صور الأقمار الصناعية من (Planet Labs PBC) التي حللتها وكالة «أسوشييتد برس» شاحنات ومركبات أخرى تقوم بتسوية المدرج في 11 مارس، وتحول جزءا من معالمه الرملية إلى اللون البني الداكن. وأظهرت صور (Planet Labs) التي تم التقاطها لوكالة «أسوشييتد برس» الاثنين والثلاثاء والأربعاء، مركبات في مواقع مختلفة، وأعمالا نشطة تجري هناك، ربما بما في ذلك رصف الموقع.
يبلغ طول المدرج الممتد من الشمال إلى الجنوب حوالى 3 كيلومترات (1.86 ميلاً). ويمكن لمدرج بهذا الطول أن يستوعب طائرات الهجوم والمراقبة والنقل، وحتى بعض أثقل القاذفات.
وأمكن رؤية أعمال البناء مبدئيا في المنطقة منذ يناير 2022، مع حفر مدرج قطري أقصر من الرمال، وفقا لصور Planet Labs. وكانت العلامات الأولى لبناء المدرج الأطول بين الشمال والجنوب في يوليو 2022، لكن العمل توقف في وقت لاحق.
هذا الشهر، تزايد النشاط في منطقة عبد الكوري، بما في ذلك أعمال البناء في الطرف الشمالي للمدرج، بالقرب من المياه، وحركة المركبات الثقيلة.
يتوافق هذا العمل مع تقرير نشرته الأسبوع الماضي قناة «سكاي نيوز عربية»، المرتبطة بحكومة أبوظبي، والذي ادعى أنه نقل عن مسؤول دفاع أمريكي مجهول قوله إن أمريكا «عززت دفاعاتنا الصاروخية في جزيرة سقطرى» تحسبا لمهاجمة المتمردين للقواعد الأمريكية.
وسقطرى هي الجزيرة الرئيسية في سلسلة سقطرى، وتبعد حوالى 130 كيلومترا (80 ميلا) عن عبد الكوري.
وقال الجيش الأمريكي لوكالة «أسوشييتد برس» إنه لا يشارك في البناء في عبد الكوري، ولا يوجد أي «وجود عسكري» أمريكي في أي مكان آخر في اليمن. وشنت القوات الخاصة الأمريكية غارات في الماضي في اليمن، في حين استهدفت حملة ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية التي استمرت عقدين من الزمن فرع تنظيم القاعدة المحلي في البلاد.
كما لم تكن هناك أي بطاريات دفاع جوي يمكن تمييزها على الفور حول موقع جزيرة عبد الكوري في صور الأقمار الصناعية. ومع ذلك، فإن ما يبدو أنه أكوام من التراب في الموقع قد تم ترتيبها لتهجئة «أنا أحب الإمارات العربية المتحدة» شرق المدرج مباشرة.
تعد جزيرة سقطرى، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وموطن شجرة دماء التنين النادرة، ميناءً استراتيجيا منذ فترة طويلة، نظرا لموقعها على طريق تجاري رئيسي بين الشرق والغرب لشحنات البضائع والطاقة القادمة من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا.
استخدم الاتحاد السوفييتي جزيرة سقطرى ذات مرة كمرسى لأسطوله السطحي وغواصاته، عندما حكمت دولة جنوب اليمن الشيوعية، وعاصمتها عدن، الجزيرة من عام 1967 حتى عام 1990.منذ ذلك الحين، شعرت الجزيرة بأنها بعيدة كل البعد عن الفوضى التي اجتاحت اليمن في العقود التي تلت ذلك، بدءا من الوحدة، إلى الحرب الأهلية، وحتى الدخول الكاسح للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران إلى العاصمة في العام 2014. دخلت الإمارات العربية المتحدة حرب اليمن في العام 2015 نيابة عن حكومة البلاد المنفية، وقد وقعت في صراع طاحن دام ما يقرب من عقد من الزمن منذ ذلك الحين.
وفي العام 2018، نشرت الإمارات قوات في جزيرة سقطرى، مما أثار نزاعا مع الحكومة اليمنية المنفية. وبعد ذلك بعامين، اندلعت اشتباكات بين الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات وقوات أخرى هناك.
وفي الوقت نفسه، زعمت وسائل الإعلام المرتبطة بإيران والحوثيين، دون تقديم أدلة، أن الإماراتيين سمحوا لإسرائيل بالعمل من سقطرى أيضا. ولم تعترف إسرائيل بأي وجود لها هناك، ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني، هاجم الحوثيون السفن، قائلين إنهم يريدون إجبار إسرائيل على إنهاء هجومها في قطاع غزة ضد حماس. ومع ذلك، فإن السفن التي استهدفها المتمردون لم يكن لها إلى حد كبير أي صلة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو الدول الأخرى المشاركة في الحرب. كما أطلق المتمردون صواريخ باتجاه إسرائيل، رغم أنها فشلت إلى حد كبير أو تم اعتراضها.
وحينما تولى الرئيس جو بايدن منصبه في عام 2021، سحب الدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، معلنا: «هذه الحرب يجب أن تنتهي». لكن في يناير/ كانون الثاني، بدأت الولايات المتحدة في شن غارات جوية تستهدف الحوثيين بسبب هجماتهم على السفن، وهي حملة شبه يومية من الهجمات لا تزال مستمرة حتى اليوم.
إن مطار عبد الكوري ليس أول مهبط طائرات غامض يبدأ تشييده وسط حرب اليمن. وفي عام 2021، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه تم بناء مطار في جزيرة ميون، المعروفة أيضا باسم جزيرة بريم، والتي تقع في مضيق باب المندب، الضيق الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر.
بعد ذلك، قال مسؤولون عسكريون في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015، إن الإمارات العربية المتحدة تقوم ببناء المدرج. واعترف التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يقاتل الحوثيين، في وقت لاحق بوجود «معدات» في الجزيرة، في حين اعترف زعيم مليشيا وابن شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح بأن قواته المدعومة من الإمارات كانت متمركزة هناك.
المصدر ترجمة خاصة:أقلام مانع / لا ميديا