
عادل بشر / لا ميديا -
سلّطت مجلة أمريكية الضوء على فشل التحالف الأمريكي في البحر الأحمر ضد اليمن، منذ إعلان الولايات المتحدة تشكيل تحالف ما يُسمى "حارس الازدهار" لحماية السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، من استهداف القوات المسلحة اليمنية لها، دعماً واسناداً للشعب الفلسطيني.
وعنونت مجلة "Eurasia review" أوراسيا ريفيو المختصة في القضايا الدولية، افتتاحيتها، أمس الاثنين بـ"فشل تحالف البحر الأحمر وسقوط الهيمنة الأمريكية".
وذكرت المجلة أن البحر الأحمر أصبح نقطة توتر ساخنة بسبب الهجمات اليمنية على السفن التجارية المرتبطة بالاحتلال الصهيوني.. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة "دعمت بقوة وبشكل غير مسؤول إسرائيل، التي تذبح سكان غزة، من خلال تزويدها بكميات ضخمة من الأسلحة والدعم الدبلوماسي".
وقالت المجلة الامريكية إن "صمت العالم الغربي وتقاعس العالم العربي رداً على الإبادة الجماعية في غزة، دفع الحوثيين اليمنيين إلى مقاومة انتهاكات حقوق الإنسان في غزة من خلال استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل".
ونتيجة لذلك، وفقاً للمجلة، أوقفت خمس شركات شحن دولية كبرى حركة مرورها عبر باب المندب، وبعد هجمات "الحوثيين" اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تجاوز البحر الأحمر واستخدام طرق بديلة. وقد أدى هذا إلى زيادة تكلفة شحن معظم النفط العالمي من آسيا إلى أوروبا لأن تكاليف التأمين ارتفعت وزادت الطرق الأخرى لمدة أسبوعين إضافيين.
واستعرضت المجلة الأمريكية في افتتاحيتها جانباً مما سمتها "الحوافز" التي عرضتها واشنطن لصنعاء عبر وساطة عمانية، مقابل التوقف عن العمليات العسكرية البحرية المساندة لفلسطين. مشيرة إلى أن "البيت الأبيض حاول التفاوض بشكل غير مباشر مع أنصار الله عبر الوساطة العمانية ردا على هذه التطورات. وعرضت الولايات المتحدة قائمة من الحوافز، مثل إعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع رواتب الموظفين الحكوميين، لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر".
وأضافت: "رفض اليمن جميع المقترحات وأعلن أنه لن يتوقف عن استهداف السفن التي تخدم المصالح الإسرائيلية إلا عندما يتوقف قتل المدنيين في غزة".
وتابعت: "بعد الفشل الأمريكي في إقناع اليمنيين بالتوقف عن المضي في قرارهم المساند لغزة، عمدت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف ضد اليمن من خلال عسكرة المنطقة ودعوة الدول العربية للمشاركة في هذا التحالف والمسمى حارس الازدهار". لافتةً إلى أن "هذا كان مناسباً للولايات المتحدة، حيث يمكنها أن تنأى بنفسها عن الحرب بين إسرائيل وحماس وتعرض القضية على أنها مسألة تتعلق بأمن الشحن في البحر الأحمر. كما دعت واشنطن الدول الأوروبية والصين للانضمام إلى التحالف لمنع المزيد من تصعيد الصراعات".
المجلة الأمريكية أشارت في افتتاحيتها إلى أن حلفاء واشنطن في أوروبا والعالم العربي، لم يرحبوا بدعوتها للمشاركة، في هذا التحالف الذي كان من المفترض أن يضم 42 دولة، ثم تقلص إلى 8 دول".
وأرجعت المجلة فشل تحالف "حارس الازدهار" إلى أسباب عديدة، ولكن السبب الأكثر أهمية هو انهيار نظام الهيمنة الأميركية. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة اتبعت سياسات متناقضة في المنطقة وعرضت أمن حلفائها للخطر. ولهذا السبب رفضت دول كبرى مثل السعودية ومصر الانضمام إلى التحالف. كما أن الإمارات مترددة في الانضمام إلى التحالف، لأنها عانت كثيراً من الحرب على اليمن، وفقاً لـ"Eurasia review".
والسبب الآخر الذي يجعل الدول العربية مترددة في الانضمام إلى تحالف "حارس الازدهار"، طبقاً لذات المجلة، هو "أنها ترى في الدفاع عن الممرات البحرية ذريعة لمساعدة إسرائيل على حساب المصالح العربية، وتعتقد النخب العربية أنه كان بإمكان واشنطن إنهاء الحصار المفروض على غزة دبلوماسياً بعد أن استهدف اليمن السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، لكن البيت الأبيض اختار المخاطرة بأمن حلفائه باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالح إسرائيل".
وبحسب المجلة فإن إدارة بايدن تعمل على تنفير حلفائها في المنطقة من خلال دعم "إسرائيل" دون قيد أو شرط وتجاهل احتياجات الشرق الأوسط.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في كانون الأول/ ديسمبر 2023م، تشكيل تحالف دولي تحت مسمى "حارس الازدهار" لحماية السفن الصهيونية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني بدعم وإسناد مباشر من أمريكا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
ونفذت واشنطن وحلفيتها لندن بمشاركة ست دول أخرى عدواناً غاشماً على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية بغارات جوية وصواريخ أُطلقت من غواصات وفرقاطات بحرية، فجر 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، مؤكدة أن ذلك العدوان نجح في إضعاف قُدرات اليمن العسكرية، غير أن الرد اليمني كان سريعاً وأثبت فشل الهجمات الأمريكية البريطانية التي توالت كثيراً، ولم تنجح في إيقاف هجمات الجيش اليمني على السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل تعرضت العديد من السفن الأمريكية والبريطانية لاستهداف مباشر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا