اقتربت ساعة الاحتلال الإماراتي في جزيرة سقطرى، حيث انقلب السحر على الساحر. فالذين تم تجنيدهم بالأمس تحت عنوان السقطرية الخالصة ينفضون عن أنفسهم غبار الذل ويركلون قوة عسكرية تابعة للاحتلال يترأسها ضابط يدعى «الكعبي» سبق أن عمل محققا في سجون الريان بحضرموت.
أكدت مصادر محلية وأمنية متطابقة أن قوات الاحتلال الإماراتي تلقت صفعة مدوية في جزيرة سقطرى المحتلة بإغلاق أحد معسكراتها من قبل العشرات من عناصر الارتزاق الذين كان تم تجنيدهم، قبل أن يشرعوا بضرب الضابط الإماراتي سعيد الكعبي ضربا مبرحا، في رسالة واضحة مفادها أن السحر انقلب على الساحر.
وأوضحت المصادر أن موجة غضب شديدة طغت ضد ضباط الاحتلال الإماراتي لدى أبناء سقطرى الذين تم تجنيدهم، حيث قامت مجموعات منهم بإغلاق أبواب أحد معسكرات التدريب، ومهاجمة ضباط الإمارات، والتصعيد حتى تم طرد قوة الاحتلال الإماراتي التي كانت متواجدة في المعسكر بحماية من بعض القوات الموالية لها، وخلال موجة الغضب تعرض ضابط الاحتلال سعيد الكعبي للضرب الشديد.
وأشارت إلى أن الأحداث لم تقف عند ذلك، حيث قامت المجموعات ذاتها بملاحقة الإماراتيين حتى الوصول إلى أحد المباني التابعة لهم، قبل أن تطوق قوات حراسة المكان وتمنع الاقتراب منه.
كما أقام الغاضبون نقطة على إحدى الطرق، وأوقفوا سيارات السياح الذين تقوم قوات الاحتلال بإدخالهم إلى سقطرى بتأشيرات إماراتية.
وأكدت المصادر أن ذلك يأتي بعد امتناع الاحتلال الإماراتي عن صرف أجور المرتزقة الملتحقين بمعسكرات التدريب.
مراقبون أكدوا أن الاحتجاجات التي تم رصدها وتوثيقها بمقاطع فيديو تشير إلى وجود حراك من أبناء سقطرى ضد الاحتلال الإماراتي من شأنه أن يحرك الشارع اليمني عمومًا الرافض للعبث الإماراتي في الأرخبيل اليمني، والذي ازداد نشاطه بوتيرة عالية مؤخرًا، من خلال عمليات تدريب في عدد من المعسكرات، إضافةً إلى تخصيص مزارع لعمليات التدريب، وتضم أعدادًا كبيرة من أبناء سقطرى.
وأشاروا إلى أنه بعد أن كانت قوات الاحتلال استقدمت مرتزقة من خارج الجزيرة، عملت مؤخرا على فتح عدة معسكرات تدريبية تستهدف أبناء سقطرى وإغراءهم بمخصصات شهرية؛ في مسعى منها لتكوين قوات خاصة من أبناء سقطرى، واستنساخ تجاربها في محافظات أخرى، موضحين أن ما حدث هو انقلاب التعويذة على الاحتلال وضباطه في سقطرى.
وكان نحو عشرين ضابطاً تابعين للاحتلال الإماراتي وصلوا، الاثنين الماضي إلى جزيرة عبد الكوري على متن طائرة تتبع الخطوط الجوية الإماراتية، وكان وصولهم بملابس مدنية من أجل التمويه، حسب وسائل إعلام محلية، ويأتي ذلك عقب وصول مجموعة من الضباط الإماراتيين والأجانب -بينهم بريطانيون و«إسرائيليون»- على متن طائرة إماراتية إلى عبد الكوري، خلال الأسابيع الماضية.