أما قبل... أما بعد
كثيرٌ من الناس يصل إلى موقع المسؤولية، إلى منصب معين، إلى سلطة معينة، كان قبل ذلك مواطناً عادياً، وإنساناً عادياً، لم يكن في موقع السلطة، ولا في المنصب، وهو أيام كان مواطناً عادياً، وكانت نظرته من الواقع الذي يعيشه مع الناس، نظرته إلى المسؤولين، نظرته إلى الحكومة، أو إلى المعنيين في موقع المسؤولية، نظرة موضوعية، من خلال الواقع العملي، يقيِّم أداءهم، والعنوان الأساس الذي يبنى عليه التقييم في واقع المجتمع للدول والحكومات والمسؤولين، والتصنيف الذي يبنى عليه ويعتمد عليه هو العدل والجور، هل هذه الحكومة؛ هل هذا الشخص الذي هو في منصب معين؛ هل هذا المسؤول يتعامل على أساس العدل أم هو جائر؟ فالإنسان قد يكون في تلك المرحلة وهو إنسان ومواطن عادي، يتكلم عن أولئك، يقيِّم سلوكياتهم الخاطئة، ممارساتهم الظالمة، ينتقدهم، يتكلم عنهم وفق تصرفاتهم، وسيرتهم، وأساليبهم، وطريقتهم في العمل، ويعيش مع الناس مشاعرهم تجاه أولئك...
وعندما يصل إلى موقع المسؤولية والسلطة ينسى كل ذلك، ويتعامل بعيداً عن ذلك، يمارس نفس الممارسات الخاطئة، يتصرف بنفس الطريقة السلبية التي كان ينتقدها، وكان موقفه منها كموقف بقية المجتمع، وهذه حالة خاطئة جداً، معناه: أنَّ الإنسان يتنكَّر حتى لموقفه، ويتجاهل الواقع العام...
أمَّا إذا كان الإنسان يتجاهل الناس، ومسؤوليته تتعلق بهم، لا يبالي بمشاعرهم، ولا بآرائهم، ولا بما يقولون، ولا بحالة السخط من تصرفاته الخاطئة، أو من إهماله وتقصيره وتفريطه في أداء مسؤوليته، فلذلك تأثيرات سيئة؛ لأن هذا مؤشر كبير على فشله في أداء مسؤوليته، وعلى أخطائه في أداء مسؤوليته، فهو لم يأخذ العبرة ممن كانوا قبله، ومن النتائج التي نتجت عن ممارساتهم الخاطئة في موقف المجتمع منهم، موقف المجتمع لا يبقى مجرد مشاعر، أحياناً يصل موقف المجتمع إلى مستوى ألَّا يطيقك، ألَّا يتحملك، أن يسعى لئلا تكون أنت من تكون في موقع المسؤولية تجاهه، يصل الحال في كثير من المجتمعات إلى الثورة.

... ولأبي ذر الرَّبذة
حتى العميل هناك قانون ينظم اعتقاله ويمنحه حق الدفاع عن نفسه ودفع التهمة، في سياق إجراءات تقاضٍ عادلة. ثم إن معظم «العملاء» أصبحوا «من العائدين» وأسلموا و«حَسُنَ إسلامهم» واستلموا أعمالاً في مواقع «حساسة» وأصبحوا «أولياء لله» و»إخواناً على سرر متقابلين» في حكومة صنعاء!
لقد باتت الخشية اليوم هي لجهة أن يصبح القدح بحق العملاء تهمةً توجب إعدام المتهم بها، وأما الشرفاء والأحرار فهم اليوم مشاع للتجديف والإقصاء والاعتقال والشيطنة و«النيران الصديقة»!
فطوبى لـ«العملاء»، و«لا تثريب عليهم» فهم «الطلقاء»!
ولأبي ذر الرَّبَذة وصليب المنفى!

حالي وحامض وقُبْ
 للثعلب قصص بطولية عظيمة؛ لكن كلها مع الدجاج.
 لم يعد في «آخر الليل تأتيك الدواهي»، بل صارت تأتي في أول الفجر!
 أليس منكم رجل رشيد غير أبو لحوم؟!
 السلطة: أمر «ماضٍ» واقع.
 بين الوقوف في محطة قطار وانتظار قدوم سفينة، «حنبت» التغييرات الجذرية.
 وانقسم العرب قديماً إلى: بائدة وعاربة ومستعربة، وحديثاً إلى: مباعةٍ بالشيكل و«مبادة» بالأسمدة.
 عندما تزداد الأسود طيبة فإن الضباع تزداد وقاحة (مثل مجري).
 «أفضل حكومة هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة» (فولتير).
 إنه خالد العراسي، لا خالد الرويشان!
 شعب يعف عن أكل المانجو لإشاعة الدود، ويستلذ بمضغ القات أكثر إن كان ممتلئاً ديداناً!

جلودٌ من «رَبَل»!
قال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: «اخلسوا جلود الفاسدين». لكن الفاسدين «استلبجوا» وبدلوا جلودهم إلى جلود من «رَبَل»، وقلبوا ظهر المجن، وبدلاً من أن يكون الأمر «من سرق لُبج» صار «من كتب لُبج»، وبات السلخُ للأحرار قبل الذبح وبعد النفخ، فأصبح لكل ظهرٍ سياط، ولكل مزرٍ جنود من عسل!

بواسير بلد
حينما يخفي أحدهم إصابته بالبواسير على الجميع وينكر على كل من يشخص حالته ويستنكر عليه نصيحته، فإن المرض يتفاقم والوجع يزداد وتكبر البواسير ومعها تصبح النتيجة أكثر سوءاً وأشد سواداً. من يُفهم السلطة أن الحكومة هي بواسير البلد، وأن آخر الدواء الكي!

يحكى أن...
في  أواخر الثمانينيات وبدايات التسعينيات من القرن الماضي كان برنامج «صورة»، للإعلامي الكبير الراحل أحمد الذهباني، على تلفزيون صنعاء، هو البرنامج الأكثر متابعةً وجدلاً، متناولاً في حلقاته الكثير من جوانب الفساد الحكومي. في حلقته الأخيرة تعاطى الذهباني مع إدخال شحنة مبيدات محظورة إلى البلاد، فقامت دنيا السلطة حينها ولم تقعد، وعقدت حكومتها الاجتماعات واللقاءات، لينتهي الأمر كما كان وصار متوقعاً بإيقاف برنامج «صورة»!

من وإلى السايلة
في السنوات الأولى للعدوان على اليمن انتشرت نكتة عن المرتزقة تقول: أحد المرتزقة وهو في صنعاء أمر زوجته بتجهيز شنطة سفره، فسألته: أين ستذهب؟ أجاب: مأرب. فسألته: لماذا؟ رد عليها: حتى ندخل ونحرر صنعاء!!
تلك النكتة أضحكت الكثيرين حينها؛ لكنها اليوم صارت تبكي الأكثرية، حتى امتلأت السايلة من الدموع وسيارات الحبة والربع!

قحَط وقحْط
 حالة من الكساد والبوار يعانيها المزارعون، وبدلاً من البحث عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك خرج أحدهم (لسان المزريين) ليلقي التهمة على ما تم نشره من تفاصيل فضيحة إدخال المبيدات المسرطنة، وبدلاً من أن تكون المبيدات هي إحدى صور الفساد صارت المنشورات هي كل أسباب الكساد. ماذا عن التسويق والتصدير والتبريد والإحصاء والدعم والتسهيل و... و... و...؟!
لا إجابات لدى هذا وجوقته المنتشرة على طول وعرض مواقع التواصل الاجتماعي، سوى أن ما يحدث سببه الحديث عن المبيدات والفزع الذي أوقعه هذا الكلام في قلوب الناس وجعلهم يتوقفون عن شراء المانجو والخوخ والموز... هل يعلم هذا أن معظم الناس صاروا عاجزين عن شراء هكذا فواكه، وأن معظم تلك المنتجات يتم تصديرها إلى السعودية وما جاورها؟! فهلا عمل اتصالاته وفعّل تواصلاته مع طويلي التيلة من أجل استئناف دخول شاحنات الفواكه من المعابر؟! وهلا فعل وسائل وكوادر وإمكانيات المؤسسة التي يرأسها لإبراز الحقائق وتوعية المجتمع بدلاً من البرزات في قنوات ومجلات الشيطان الأكبر؟! ويا حبذا لو وفر دموعه في رثاء المزارعين للبكاء على بقايا شعب تأكل من أسماله حيتان المبيدات وهوامير الأسمدة!

جــولات وجولات
في صباح يوم عيد العمال خرج أرباب العمل والمال وعوائلهم في «جولات» على المطاعم والمسابح والمنتزهات، وتوزع أصحاب العيد على «جولات» البطالة وأرصفة العاطلين عن الأمل!

حكمها القتل
الخيانة الاقتصادية في الأموال العامة حكمها القتل عند علي، إنها مسألة فقهية، اقتصادية، حقوقية واجتماعية.
د. علي شريعتي

24 ساعة فارق توقيت
 أفادت مصادر عسكرية في صنعاء لـ«الأخبار» بأنه تم رصد تحضيرات أمريكية لشنّ عدوان جوّي واسع ضد اليمن، يشمل إسناداً لهجوم برّي تشنه الفصائل الموالية للإمارات، بدأت مؤشراته تظهر على الأرض على جبهات محافظتي تعز ولحج وغيرهما.
(صحيفة «الأخبار» اللبنانية، الاثنين 29 نيسان/ أبريل)

 حذّر المجلس السياسي الأعلى من أيّ تصعيد أمريكي عدائي ضد أمن اليمن واستقراره، مشدّداً على أنّ التحضيرات المشبوهة الجارية من أجل ثني اليمن وإضعاف دوره الفعّال والمؤثر والمنطلق من الواجب، دينياً وإنسانياً، دفاعاً عن فلسطين، ستبوء بالفشل.
(الإعلام الرسمي في صنعاء، الثلاثاء 30 نيسان/ أبريل)


أعطونا السماد وأخذوا الثورة
نحن، الجائعين أمام حقولنا
المرتبكين أمام أطفالنا
المطأطئين أمام أعلامنا
الوافدين أمام سفاراتنا
نحن، الذين لا وزن لهم إلا في الطائرات
نحن وبر السجادة البشرية 
التي تفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقة!
ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج؟!
لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن
أعطونا الأحذية وأخذوا الطرقات
أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية
أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب
أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد
أعطونا الحليب المجفف وأخذوا الطفولة
أعطونا السماد الكيماوي وأخذوا الربيع
أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان
أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان
أعطونا الثوار وأخذوا الثورة!

محمد الماغوط

 ناسفو الميركافا وعرب الميركابا
من الظلم عقد المقارنة بين كتائب المقاومة من جهة وكتائب جيوش الأنظمة العربية من جهة أخرى، فلا يستوي الذين مرغوا أنوف الصهاينة وبقروا بطون معجزتهم المؤللة (الميركافا) بآيات وسكاكين ياسين والقرآن الحكيم، والذين لم يفرغوا من استعراضاتهم الفارغة روحاً والغارقة جرافيكس. وهكذا فإن استعراض سلاح الهندسة المصري لنقاط ضعف الدبابة «الإسرائيلية» الميركافا مؤخراً يأتي خارج سياق المقارنة، إنما ضمن فقاعات الجرافيكس، وكعقدة أخرى في ذنب المؤخرات العربية.
ورغم نشر وتوزيع الصور سرعان ما جرى حذفها من الحسابات الرسمية المصرية لتلافي «الغضب الإسرائيلي».

ماذا عن آكلي لحوم البقر؟!
كنا قد أحلنا الصمت المزري للشعوب العربية والإسلامية على ما يحدث من مجزرة بحق الفلسطينيين في غزة إلى شبهة أكل لحوم الخنازير المحرمة عليهم، والتي تميت الغيرة والنخوة والشهامة؛ غير أن ما حدث ويحدث من انتصارٍ إنساني شامل للفلسطينيين في جامعات أمريكا والعالم قلب المسألة برمتها، حيث لا دخل للحوم في تحديد الموقف من بشاعة السكاكين، ولا علاقة لرعاة الإبل والشاة والغنم بالأمر، إلا التولي لرعاة البقر والطاعة لأحفاد أصحاب السبت. ولا عزاء لمن شرب من بول البعير!

معركة الجمل وحرب الفيــــل والحمـــار
يتذكر معظمنا «موقعة الجمل» (القاهرة 2011) حين أرسل نظام مبارك «بلطجيته» بالجمال للاعتداء على المعتصمين في ميدان التحرير والمطالبين بإسقاط ذلك النظام. تكرر الأمر ذاته عدة مرات مع بلاطجة النظام في صنعاء.
من لم يتذكر، ومن أراد أن يعرف ما حدث، فليشاهد وليتابع اعتداءات صهاينة الفيل (الجمهوريين) والحمار ( الديمقراطيين) في أمريكا بحق طلاب الجامعات المطالبين بإيقاف الإبادة الجماعية في غزة.
بعد «موقعة الجمل» أمر باراك أوباما البقرة الضاحكة حسني مبارك بالتنحي، وكذلك مع علي عبدالله صالح، عن الحكم فعلا، فمن يقنع الفيل بالنزول من شجرة الحرية، والحمار بالعدول عن الاستمرار بالنهيق الديمقراطي، وبقية الحيوانات من الاجتماع في الكونغرس؟!

دينار غــزة ودراهم الخليج
أضاع الصهاينة دينار الردع والهيبة في غزة، فإذا بهم يبحثون عن العوض في دراهم إمارات النفط والرمال. وفزع رعاة الشاة من سماع «القوارح» فنزعوا آخر أوراق التوت عن سوءاتهم وهرعوا إلى الصهاينة طلباً للوهم. فهل يجد الخصيان لدى بعضهم من ينقذهم وينجد الخيزران عند هتك الخدور؟!

من شابه أباه...
تطلّع رئيس الولايات المتحدة في وجوه جلسائه هنيهة، ثم أجاب بصوت خفيض: «إنه كذلك فعلاً!». لم يشأ الصحافي الأمريكي بوب وودورد، أن يكتفي بهذا الجواب القصير، فسأل جيمي كارتر قائلاً: «سيدي الرئيس، هل بإمكانك أن تؤكد لي المعلومة التي بحوزتي، ومفادها أنّ الملك ما زال يتقاضى رواتبه من (سي آي إيه) منذ عشرين عاماً؟». ساد في المكتب البيضاوي، بعد هذا السؤال، صمت لبرهة قصيرة من الزمن، وبدا على وجه الرئيس الأمريكي شيء من الضيق، فالتفت إلى مستشاره للأمن القومي، زبغنيو بريجنسكي، كأنه يبحث عنده عما يقول، فبدا له وجه المستشار جامداً مُصْمَتاً كأنه قُدَّ من حجر. لم يجد الرئيس بُدّاً، فأجاب الصحافي قائلاً: «معلومتك صحيحة؛ ولكني أريد أن أضيف أنني أصدرت اليوم أمراً بإيقاف دفعة بمبلغ 750 ألف دولار، وإنهاء جميع المخصّصات التي تدفعها (سي آي إيه) للملك حسين». وصمت كارتر لحظات، ثمّ أضاف: «على كل حال، هو ما عاد محتاجاً إلى هذه المرتبات. لقد صار الآن واحداً من أغنى الحكام في الشرق الأوسط».

بن برادلي - رئيس التحرير التنفيذي السابق لصحيفة «واشنطن بوست»، من كتابه A Good Life: Newspapering and Other Adventures (Simon - Schuster, 1995).


ليس عندي للخيانات غَزَلْ
عبدالله البردوني
غَيْرَ رأسي، اعطني رأسَ جَمَلْ
غيرَ قلبي، اعطني قلبَ حَمَلْ
رُدَّني ما شئتَ؛ ثوراً، نعجةً
كيْ أُسَميّكَ يمانيّاً بَطَلْ
كي أُسَمّيكَ شريفاً، أو أرى
فيكَ مشروعَ شريفٍ مُحتَمَلْ
سَقَطَ المكياجُ، لا جدوى بأنْ
تَستَعيرَ الآنَ وجْهاً مفتعلْ
***
كُنتَ حسْبَ الطقسِ، تبدو ثائراً
صرتَ شيئاً، ما اسمهُ؟! يا للخجلْ!
يَنْقُشُ البوليسُ ما حقّقتهُ
مِنْ فتوحٍ بـ«المواسي» في المُقَلْ
بالهرواى، بالسكاكين... بما
يجهَلُ الشيطانُ مِن أخْزى الحيلْ
تَقْتُلُ المقتولَ كي تحكُمَهُ
ولكيْ ترتاحَ، تَشْوي المعَتقَلْ

هل أسَميّك بهذا ناجحاً؟!
إنْ يكن هذا نجاحاً، ما الفشلْ؟!
***
إنما أرجوكَ، غلّطْني ولوْ
مَرّةً، كنْ آدميّاً، لا أقَلْ!
قلْ أنا الكذّابُ، وامنحني على
حِسِّكَ الإنسانيَ الشعبيْ مَثَلْ
فلقدْ جادلتُ نفسي باحثاً
عنْ مزاياكَ، فأعْياني الجَدَلْ
أنْتَ لا تَقْبَلُ جَهلي، إنما
ليسَ عندي للخياناتِ غَزَلْ
***
أيُّ شيءٍ أنتَ يا جسرَ العِدى
يا عميلاً ليسَ يدري ما العملْ؟!
ردّني غَيْري لكي تبصرني
للذُّبابِ الآدْمي نَهْرَ عَسَلْ

بترو كولومبيا.. وبترول الأعراب
في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الكولومبي، غوستافو بترو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال الصهيوني بسبب جرائم الأخير في غزة، يعلن الأعراب اقتراب موعد التطبيع (التسليم والاستسلام) مع ذلك العدو المجرم!
الشرف ليس مجرد شماغ وعقال وسكسوكة وبراميل نفط!