لا ميديا -
«بكل لحظة بكون عايش فيها مع أهلي وبنحكي أو بنضحك، بتخيّل آخر لحظة لناس كانوا عايشين قبل ما ينقصفوا بلحظات. كل اللي استشهدوا كانوا مثلنا قاعدين ببيتهم وبيحكوا وبيضحكوا. وللأمانة في الأيام الأخيرة شعور الخوف عندي ارتفع. بتخيل حالي تحت الركام وعندي شعور بالخوف إنّه أظل عايش».
ولد ميسرة عزمي الريس عام 1994، في غزة، ودرس في مدارسها، ثم درس الطب وتخرج بدرجة الماجستير في صحة المرأة والطفل عام 2020،  في كلية كينغز كوليدج الجامعية في لندن، مستفيدا من منحة «تشيفنينغ» التي تقدمها وزارة الخارجية البريطانية بتمويل كامل للطلاب الدوليين المتميزين للحصول على درجة الماجستير في أي جامعة من جامعات المملكة المتحدة.
بعد تخرجه عاد إلى غزة وعمل طبيب طوارئ مع منظمة أطباء بلا حدود. عاش أهوال الحرب الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على غزة، وقبل أيام قليلة من استشهاده، تخيّل نفسه عالقاً تحت ركام بيته.
في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، قصفت الطائرات الصهيونية المبنى الذي تقيم فيه عائلته بصاروخ، فاستشهد مع 8 من أفراد عائلته، بينهم والده ووالدته وشقيقتاه وأبناؤهما الصغار الثلاثة. وبينما كان شقيقاه مؤيد ومحمد وابن عمهم فارس ينبشون لساعات الأنقاض بحثا عن عائلتهم، سقط صاروخ ثانٍ فاستشهدوا جميعا.
ظل محاصراً تحت أنقاض مبنى مكون من 7 طوابق لأكثر من 60 ساعة، حيث تم انتشال جثث والدته وأبيه وابن أخيه، لكن لم يتم العثور على جثته وشقيقتيه واثنين من أقاربه الأصغر سناً، بسبب كثافة القصف ونقص المساعدة وعدم توافر الوقود لتشغيل الآلات لإزالة الحطام.
 وآل الريس واحدة من العائلات التي مُحيت من الوجود، فقد اعتادت بعض العائلات على النوم معا تحت سقف واحد حتى لا يضطر أحد للتعايش مع فداحة فقدان الأحبة. ووفقا لـ»صنداي تايمز»، فإن 3 أجيال من عائلة الريس كانت تقطن في شقة في إحدى البنايات السكنية بشارع الصناعة بمدينة غزة.