تظاهر المئات من الفرنسيين، الليلة الماضية، أمام مقر القناة الفرنسية "تي إف 1" الخاصة في ضواحي باريس، احتجاجاً على بث قناة "إل سي إي" الإخبارية التابعة لها مقابلة مع نتنياهو، قارن فيها قصف السكان في غزة ومقتل عشرات المدنيين بغارة نفذها الجيش الفرنسي بالخطأ على حفل زفاف في مالي.

وبحسب الإعلام الفرنسي، حاول المحتجون الوصول إلى المبنى، لكنّ قوة كبيرة من الشرطة عزلته ومنعتهم من اقتحامه، فتظاهروا خارجه وهم يهتفون (غزة، غزة، باريس معك)، و(وقف إطلاق النار الآن)، و(إسرائيل قاتلة).. وندّد المتظاهرون بمجزرة رفح، والتواطؤ الغربي مع الكيان الصهيوني.

وردّاً على سؤال طرحه المذيع خلال المقابلة "هل يمكننا تنفيذ عمليات كوماندوز بدلاً من الهجمات الضخمة التي تقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء؟" زعم نتنياهو أنّها ليست هجمات غير محددة الأهداف، وأنّ جنوده "يبذلون كل ما في وسعهم".

وأضاف: "في مالي قامت القوات الفرنسية في سعيها لاستهداف قادة الإرهابيين بقصف حفل زفاف، مما تسبب في خسائر فادحة بصفوف المدنيين".

وقال نتنياهو “هذا شيء يحدث في الحرب، لكنني لا أقول "إن ماكرون مجرم حرب"، لن أقول إن الجيش الفرنسي فعل ذلك عمداً، ونحن لا نفعل ذلك أيضاً"، حسب زعمه. واعترف في الوقت ذاته بأنّ جيش الاحتلال قتل في بعض الأحيان عدداً من جنوده في غزة "بالخطأ".

وكرّر نتنياهو وصفه للاتهامات الموجهة إلى كيانه المحتل باستهدافه المدنيين وتجويعهم بأنها "افتراءات معادية للسامية".. زاعماً أنّ إعطاء دولة للفلسطينيين الآن سيكون أعظم مكافأة "للإرهابيين"، بحسب وصفه.

وبعد الإعلان خلال النهار عن بث هذه المقابلة، أعرب العديد من نواب حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي عن سخطهم.. داعين إلى هذا التجمع أمام مقر القناة الفرنسية.

وتأتي هذه المقابلة، التي أجريت عن بعد، وسط موجة من السخط الدولي أثارها القصف الدامي لمخيم للنازحين في رفح الأحد الماضي، حيث يواصل جيش العدو الصهيوني ضرباته وهجومه البري على المدينة المكتظة بالنازحين.