لا ميديا -
"كان نفسي بس أودع أمي، وأبوس إيدها! حتى هاي ما كانت متاحة! خبروني في المستشفى أن أغلبهم أشلاء، لهيك ما راح أقدر أشوفهم! ما ودعت إلا بنت أخوي الصغيرة الطفلة، هي الوحيدة اللي كانت سليمة، ومش أشلاء."
ولدت آلاء طاهر الهمص عام 1989 في قرية يبنا برفح لأسرة مُهجّرة عام 1948. درست الصحافة والإعلام بجامعة بيرزيت.
عملت منذ تخرجها في ميادين صحفية مختلفة، منها صحفية ميدانية لنقل الحقائق وتقديم التقارير، فعملت مراسلة لقناة "الجزيرة مباشر"، وقامت بتغطية الأحداث السياسية والاجتماعية داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية.
عملت كمقدمة برامج من خلال برنامج "ترند فلسطين". كما عملت صحفية في منصات مختلفة مثل "سند" و"شبكة قدس" و"نوى" وآخرها منصة "بنفسج" المهتمة بالمجتمع والمرأة.
عملت أيضاً في كتابة المحتوى للسوشيال ميديا، فكانت عند انقطاع الاتصال في غزة تخرج على مواقع التواصل الاجتماعي لتقول للجميع: "نحن هنا صامدون".
اهتمت بالأسيرات، فقابلتهن، وأعدت مواد صحفية لإيصال صوتهن ومعاناتهن. كما أجرت مقابلات مع أمهات الشهداء، وأعدت التحقيقات الصحافية والقصص عن النساء الغزيات المبدعات وصاحبات المشاريع وغيرهن.
شاركت في العديد من اللقاءات والمؤتمرات والملتقيات الصحافية التي تركز على تجارب الصحفيات الفلسطينيات في الميدان.
قصف الاحتلال الصهيوني منزل عائلتها للمرة الأولى، فنجت وجنينها وابنها عبدالله، وأصيبت بكسر في العمود الفقري، وفقدت أمها وعشرة من أفراد عائلتها. تبقى من أهلها من لم يكن في المنزل في تلك الليلة: والدها، واثنان من إخوتها، وأبناء أحد إخوتها، الذي استشهد وزوجته.
أصرت على الحياة لأجل ابنها، وجنينها الذي لم يرَ النور بعد، وبنات أخيها الصغيرات، فقررت أن تكون الأم لهم جميعا. حاولت السفر للعلاج، ورتبت أوراقها الصحية، أرسلت رسائلها للعالم، فلم يأذن لها المحتل، وخذلها العالم المتواطئ.
قُصِف المنزل للمرة الثانية فاستشهد من بقي من أفراد عائلتها، وأُصيبت وابنها عبد الله بإصابات خطيرة. في 12 شباط/ فبراير 2024، انضمت إلى باقي أفراد أسرتها الشهداء.