حاوره:طارق الأسلمي / لا ميديا -
يتعرض لاعبو كرة القدم في قطاع غزة كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني للقتل والتشريد، في ظل حرب شرسة يشنها الكيان الصهيوني للشهر التاسع على التوالي راح ضحيتها آلاف الأبرياء.
وتعرضت المنشآت الرياضية في قطاع غزة للدمار والخراب، بعدما قصفتها عمداً طائرات كيان الاحتلال، ومنها ملاعب كرة القدم والصالات الرياضية ومقرات الأندية.
لاعب الأهلي المصري السابق محمود سلمي، يعاني كغيره مرارة العيش في مراكز الإيواء برفح، كما فقد واستشهد الكثير من زملائه اللاعبين.
صحيفة "لا" أجرت لقاءاً مع اللاعب الفلسطيني سلمي لتسليط الضوء عن المعاناة والمواقف الصعبة التي عاشها ويعيشها طوال أيام الحرب، وكذلك جزء عن مسيرته الكروية.

 في البداية صف لنا حياتك اليومية بعد أن حولتك الحرب من لاعب كرة قدم إلى نازح في أحد المخيمات!
- سأتحدث باختصار. بدأت الحرب الظالمة ودمر العدو منزلي. نزحنا عدة مرات هرباً من القصف، واستقر بنا المطاف هنا في رفح، بأحد المخيمات. نعيش حياة قاسية وصعبة، لدرجة أننا نبحث بعناء عن تأمين الغذاء والماء لعوائلنا وأسرنا. نسكن في خيمة لا تقي من حر ولا برد، ومهما تحدثت لن أصف المعاناة.
 حدثنا عن مواقف صعبة عشتها خلال الحرب!
- مرت علينا الكثير من المواقف الصعبة والمؤلمة، منها القصف العنيف وصور أشلاء الأبرياء المتناثرة في كل مكان، مشاهدة الرعب والخوف في عيون الأطفال والنساء، ومواقف الحصول على الماء والغذاء، ومعاناة النزوح، والكثير من المواقف الصعبة التي لا يسعني ذكرها ووصفها.
 هل لديك تواصل مع زملائك اللاعبين خارج القطاع؟
- طبعاً هناك تواصل مع بعض اللاعبين خارج غزة، رغم مشاكل الاتصالات وانقطاع الإنترنت المتكرر، بسبب حرب الإبادة الصهيونية على سكان القطاع.
 الرياضة الفلسطينية فقدت عشرات الشهداء. هل لديك أشخاص مقربون كانوا من ضمن هؤلاء؟
- الرياضيون أيضاً لم يسلموا من هذه الحرب الظالمة التي مارس فيها الاحتلال الصهيوني أبشع الجرائم. بالتأكيد هناك الكثير من أصدقائي اللاعبين استشهدوا، وأسأل الله أن يرحمهم برحمته الواسعة.
 لا شك أن الحرب قد ألحقت ضرراً فادحاً بالمنشآت الرياضية...؟
- نعم، جراء الحرب الصهيونية الشعواء على قطاع غزة، تعرضت المنشآت والمرافق والمعدات الرياضية للتدمير والتخريب، ومنها ملاعب وصالات ومقرات أندية.
 وماذا عن ناديك، اتحاد بيت حانون؟
- هو أيضا كغيره تعرض للقصف، دُمر مقر النادي بالكامل، وسقط شهداء من أعضاء هذا الفريق، ومنهم زملائي محمد التتري وحسام جنيد...
 تحولت ملاعب غزة إلى أنقاض. ما الشعور الذي ينتابك بعد أن كنت تُمارس معشوقتك عليها؟
- أصعب شعور أن أرى المكان الذي كنت أحب التواجد فيه وأمارس هوايتي المفضلة والاحتفال مع جمهوري، محطماً ومدمراً.
 ما رأيك في تفاعل بعض نجوم كرة القدم مع أحداث غزة؟
- هناك القليل من نجوم العالم تفاعلوا مع ما يدور من حرب إبادة. يجب إعطاء الكثير والكثير. وأعتقد أن ما فعلوه لم يكن كافياً، ويجب عليهم أن يستمروا في دعم غزة وفلسطين.
 كيف تصف التخاذل العربي إزاء ما يدور من حرب ومجازر يشهدها القطاع منذ 9 أشهر؟
- لا تعليق! إذا كانت هذه الصور لا تؤثر في مشاعرهم فأعتقد أن الكلام لن يؤثر بهم؛ لكن نتمنى أن تكون لهم مواقف واضحة تجاه ما يتعرض له إخوانهم من أبناء فلسطين. ولا ننسى أن اليمن كان له مواقف عظيمة ومشرفة وداعمة مع غزة وفلسطين.
 خلال فترة العدوان، هل تلقيت عرضاً احترافياً؟
- لم تكن هناك عروض رسمية؛ لكن كان الحديث فقط عن طريق وكلاء اللاعبين. أتمنى أن أجد فرصة للاحتراف والعودة للممارسة كرة القدم من جديد.
 أخبرنا عن أبرز الأندية التي مثلتها؟
- أبرز الأندية التي مثلتها هي الأهلي المصري، ثم نادي شباب العقبة الأردني، ثم انتقلت إلى نادي اتحاد الشجاعية، وأخيراً لعبت لنادي اتحاد بيت حانون، ولم نكمل المسيرة بسبب العدوان على غزة.
 في الموسم 2018/ 2019 كانت لك تجربة قصيرة مع الأهلي المصري، حدثنا عنها؟
- كانت تجربة رائعة جدا، خصوصا أنها كانت مع أحد عمالقة الأندية الأفريقية والعربية، وهذه التجربة استفدت منها وتعلمت رغم قصر الفترة؛ لكن تبقى أجمل لحظات حياتي، كما أنها أضافت لي الكثير.
 ما تعليقك على احتراف عدد كبير من اللاعبين الفلسطينيين في العديد من الدوريات الخارجية؟
- نعم، احترف عدد لا بأس به من لاعبي الأندية الفلسطينية بعد توقف الدوري بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني، وبالأخص في الأندية الليبية التي تعاقدت مع الكثير من لاعبي فلسطين، وأرى أنها خطوة جيدة وأتمنى احتراف المزيد.
 أمنية تريد تحقيقها...؟
- قبل كل شيء أتمنى وقف العدوان على غزة الحبيبة، وأتمنى أن أعود مرة أخرى إلى صفوف النادي الأهلي المصري، وأيضاً تمثيل منتخب فلسطين.
 أخيراً، هل لديك رسالة تُريد إيصالها؟
- غزة وفلسطين أرضنا وستبقى لنا بإذن لله. ثانياً أوجه رسالتي إلى الأمة العربية والإسلامية، وأقول لهم: تحركوا لإيقاف هذه الحرب، وساعدوا إخوانكم، فإن الجميع في غزة يحتاج للمساعدة. وشكراً لك ولصحيفة "لا".