تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
أكد موقع إخباري روسي أن اليمنيين هم "القوة العظمى التي تحدت الهيمنة العالمية"، في إشارة إلى العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني ومن أمامه أمريكا وبريطانيا.
ونشر موقع newsfrol الروسي مقالًا تحليلياً تناول فيه صعود حركة "أنصار الله" في اليمن كقوة قادرة على تحدي الهيمنة الأمريكية وتأثيرها على السياسة العالمية.
وجاء في المقال: "إذا حكمنا من خلال آخر الأخبار، فإن القوة العظمى التي تحدت الهيمنة العالمية ليست الصين أو روسيا على الإطلاق، بل حركة أنصار الله من محافظة صعدة اليمنية. هذه هي القوة الحقيقية"، مضيفاً: "لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن جماعة أنصار الله، المعروفة أيضًا باسم الحوثيين، قادرة على ممارسة تأثير كبير على العلاقات الدولية والسياسة العالمية. لقد أظهرت تصرفاتهم ضد خصوم أقوياء ومجهزين تجهيزا جيدا للعالم أنه حتى قوة صغيرة وغامضة ظاهريا يمكنها تحدي النظام العالمي".
وأوضح الموقع أن الحوثيين "تمكنوا من لفت الانتباه بهجماتهم الجريئة وغير المتوقعة على أهداف استراتيجية في المنطقة" لافتاً إلى أن "هجماتهم على البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية، فضلا عن أهداف حيوية أخرى، أظهرت قدرتهم على التأثير الكبير على العلاقات الدولية، حيث إن هذه الهجمات لم تتسبب فقط في زعزعة الهيمنة الغربية والإقليمية التابعة لها، بل أثرت أيضًا على الأسواق العالمية، مما دفع العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وتحالفاتها، وإلى أخذ هذه القوة الجديدة في الاعتبار في حساباتها الجيوسياسية".
وتابع الموقع قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك، أظهر الحوثيون مرونة ملحوظة وقدرة على القتال في الظروف الصعبة. وأثبتت استراتيجيتهم وتكتيكاتهم، التي تهدف إلى استخدام أساليب حرب غير متكافئة، فعاليتها للغاية ضد أعدائهم الأقوياء. وهذا يدفع العديد من الخبراء إلى التفكير في إعادة النظر في الأساليب التقليدية للحرب وتقييم القدرات القتالية لمختلف القوى".
وأشار الموقع الروسي إلى أنه "ليس من المستغرب أن يضطر اللاعبون العالميون الآن إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم وتحالفاتهم"، مؤكداً أن "مسألة من يجب أن تقف إلى جانبه -الولايات المتحدة أم الحوثيين- أصبحت ملحة بشكل متزايد. وهذا الاختيار يمكن أن يكون له تأثير كبير على مواصلة تطوير العلاقات الدولية وتوازن القوى في المنطقة".
وفي سياق الوضع الجيوسياسي المتغير، أفاد الموقع أن "العديد من البلدان تحاول اتباع نهج الانتظار والترقب، وتقييم المخاطر والفوائد المحتملة للتعاون مع جانب أو آخر. وفي الوقت نفسه، يواصل الحوثيون تعزيز موقعهم وتوسيع نفوذهم، ليظهروا للعالم أن القوة والإصرار يمكن أن يكونا أكثر أهمية من التفوق العددي والقوة التكنولوجية".
وخلص موقع newsfrol الروسي إلى القول: "هكذا أصبح الحوثيون من محافظة صعدة قوة جديدة يجب على جميع اللاعبين في العالم أن يحسبوا لها حسابا. إن صعودهم غير المتوقع على الساحة الدولية يجبرنا على إعادة النظر في الأفكار الراسخة حول السياسة العالمية ومن هو القادر حقاً على تحدي القوى المهيمنة في العالم".

تدريبات أمريكية
تحليل الموقع الروسي الذي نُشر بتاريخ 6 حزيران/ يونيو الجاري، يأتي تزامناً مع تصعيد القوات المسلحة اليمنية لعملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني ومن أمامه أمريكا وبريطانيا، حيث كثفت صنعاء، الأسبوع المنصرم، من العمليات النوعية، سواء في مسرح عملياتها البحرية بالبحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وحتى البحر الأبيض المتوسط، أو العمليات بعيدة المدى على أهداف للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكشفت القوات المسلحة اليمنية عن أسلحة جديدة أُدخلت المعركة حديثاً، منها صاروخ "فلسطين" الباليستي الذي استهدف بتاريخ 3 حزيران/ يونيو الجاري، هدفاً عسكرياً للعدو الصهيوني في مدينة أم الرشراش المحتلة، وذلك بعد أيام قليلة من استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" بعمليتين متتاليتين في غضون يومين، بطائرات مسيرة وصواريخ بحرية وباليستية أصابتها بدقة في البحر الأحمر، ما دفع بالقوات الأمريكية إلى سحبها من جنوب البحر الأحمر إلى أقصى الشمال لإجراء عمليات الصيانة، بحسب وسائل إعلام أجنبية أكدت إصابة حاملة الطائرات.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كثفت القوات الأمريكية تدريباتها العسكرية في السعودية، الأمر الذي يُعد، وفقاً لمحللين وخبراء عسكريين، مؤشراً لاتساع رقعة المواجهات بين القوات المسلحة اليمنية وتحالف حماية كيان الاحتلال برئاسة الولايات المتحدة.
ونفذت القوات الأمريكية منذ السادس من حزيران/ يونيو الجاري 4 تدريبات  بعضها مشتركة مع القوات السعودية وأخرى منفردة.
ومن بين تلك التدريبات التي نفذتها قوات الأمن الاستكشافية الأمريكية رقم 322 وأطلق عليه "التدريب الأول"، ويحاكي التدريب عمليات إجلاء قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمريكية بمسرح عمليات القيادة المركزية للقوات الأمريكية "سنتكوم" التي تتولى حاليا قيادة المعركة مع اليمن وتحديدا في البحر الأحمر، بالنيابة عن الكيان الصهيوني.
وأفادت "سنتكوم" في منشور على صفحتها الرسمية بأن التدريب ضمن رفع الجاهزية القتالية لقواتها في المنطقة.
والتدريب جزء من سلسلة تدريبات نشرتها القيادة المركزية الأمريكية في صفحتها على مواقع التواصل وشملت مشاركة ببرنامج تثقيفي سعودي وآخر المشاركة بقافلة طويلة مع القوات السعودية تحاكي تحركا بريا ضمن تدريبات "الغضب العارم" الذي دشنته القوات الأمريكية والسعودية قبل أسابيع.
وتشير التدريبات إلى المخاوف الأمريكية من تصاعد وتيرة المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية، خلال الفترة المقبلة.