الترجمة عن الألمانية: نشوان دماج / لا ميديا -
أوضح الحوثيون مرارا أن هجماتهم على التجارة في البحر الأحمر ستتوقف عندما تسمح إسرائيل بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين. ليس هذا مقترحا منطقيا فحسب، بل هو سياسة تدعمها الغالبية العظمى من البشر في العالم.
في يونيو أصدرت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (دي آي إي) تقريرا يكشف آثار الهجمات الحوثية على حركة السفن التجارية في البحر الأحمر. يُعتبر التقرير بمثابة دليل دامغ على إخفاق واشنطن في حماية الحركة التجارية الحيوية في واحد من أهم الممرات المائية في العالم.
إن التحالف البحري الذي شكلته إدارة بايدن، تحت اسم حارس الرخاء، لم يفشل فقط في ضمان المرور الآمن للسفن التجارية في البحر الأحمر، بل لقد أدى في الواقع إلى جعل الوضع أكثر سوءا.
فالحوثيون طوروا من عملياتهم العسكرية وأضافوا إلى ترسانتهم المزيد من الأسلحة الفتاكة.
وباختصار، لقد أثبت الحوثيون أن مجموعة مقاتلين متباينة قادرة على إلحاق عقوبات باهظة بأعدائهم من خلال استخدام استراتيجيات غير متكافئة تقوض «النظام القائم على القواعد».
وفي ما يلي مقتطف من تقرير DIA:
اعتبارا من منتصف فبراير، فإنه منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023 انخفضت حركة الشحن في البحر الأحمر بنحو 90٪ وعادة ما تمثل حركة الشحن في البحر الأحمر حوالي 10-15% من التجارة البحرية الدولية (وكالة الاستخبارات الدفاعية).
فبالنسبة لطرق الشحن البديلة حول أفريقيا فإنها تتسبب في تكاليف إضافية تتمثل في 11000 ميل بحري، وفي أسبوع إلى أسبوعين من الوقت، وحوالي مليون دولار تكاليف وقود لكل سفينة شحن. وبالنسبة للكثير من شركات الشحن، فإن مجموع التكاليف الخاصة بمكافآت الطاقم والتأمين ضد مخاطر الحرب تبلغ حوالي 1000٪ أكثر مما كانت عليه قبل الحرب.
في منتصف فبراير، كانت أقساط التأمين للمرور من البحر الأحمر إلى ما بين 0.7٪ و1.0% من القيمة الإجمالية للسفينة، مقارنة بأقل من 0.1٪ قبل ديسمبر 2023. هجمات الحوثيين تضغط على التجارة الدولية (وكالة الاستخبارات الدفاعية).
إنه تقرير صادم وباعتراف الإدارة الأمريكية نفسها: سياسة بايدن في البحر الأحمر كانت فاشلة تماما. وحركة الشحن انخفضت بنسبة 90٪ في حين ارتفعت أقساط التأمين وتكاليف الوقود والأميال البحرية الإضافية بشكل كبير. وفي كل فقرات التقرير ليس هناك أي أثر للتفاؤل. لقد حقق الحوثيون كافة أهدافهم الاستراتيجية، في حين لم يحقق تدخل واشنطن أي شيء.
من المثير للدهشة أن صحفيي البيزنس إنسايدر (الذهنية التجارية) توصلوا إلى نفس النتيجة التي توصلت إليها وكالة الاستخبارات الدفاعية، وهي أن الحوثيين تفوقوا على العم سام في كل منعطف.
وفي ما يلي مقتطف من مقالة حديثة لأحد صحفيي البيزنس إنسايدر:
لقد أثبت الحوثيون أنهم خصم ماكر وقوي. فبعد خمسة أشهر من الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والتي استهدفت تعطيل وإضعاف قدراتهم، لايزال المسلحون مستمرين في إحداث الفوضى. إنهم بانتظام يجبرون القوات التي تقودها الولايات المتحدة على اعتراض صواريخهم وزوارقهم المفخخة وطائراتهم المسيرة، مما حول الممرات الملاحية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى ممر خطير ومميت.
هاجم الحوثيون عدة سفن في الأسبوع الماضي، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن هذه الهجمات من غير المرجح أن تنتهي في الوقت القريب، الأمر يثير مخاوف من أن الولايات المتحدة دخلت في مواجهة مكلفة لا يمكن الدفاع عنها.
لقد نجح الحوثيون في جر واشنطن إلى صراع طويل ومكلف ومستهلك للموارد ورفع تكاليف الشحن. وعلى الرغم من عدم إصابة أي سفن حربية أمريكية، إلا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتحمل التكاليف المالية المتزايدة وتآكل سفنها الحربية. السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عالقة في معركة بالبحر الأحمر لا يمكنها خوضها إلى الأبد (بيزنس إنسايدر).
لقد تسبب الحوثيون في توقف حركة الشحن التجاري عبر أحد أهم مراكز العبور في العالم، والولايات المتحدة عاجزة عن فعل أي شيء حيال ذلك. ألم يكن من الممكن أن يتنبأ أحد بهذا السيناريو قبل أن يرسل بايدن بشكل متهور أسطولاً بحرياً إلى البحر الأحمر؟
كان هناك العديد من المشككين الذين أدركوا أن استراتيجية بايدن ليس لديها أي فرصة للنجاح، لكن أصواتهم غرقت في أيدي المحاربين الكراسيين الذين هم من يملي السياسة دائما. هؤلاء هم كبار أعضاء مؤسسة السياسة الخارجية الذين يتجاهلون الحقائق دائما ويعملون وفقا لفلسفتهم «أطلق النار أولا ثم اطرح الأسئلة لاحقا». في هذه الحالة، لا يمكن لهؤلاء الطيارين العنيدين أن يقبلوا ببساطة أن مجموعة ناشئة من مسلحين ينتعلون الصنادل تستطيع أن توجه ضربة ضد المصالح الأمريكية من خلال شن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة باتجاه السفن التجارية التي تحميها المدمرات الأمريكية. لكن هذا هو ما حدث بالضبط، وكما قلنا، تم تحذير بايدن من أن مثل هذه النتيجة كانت محتملة. وإليكم نتف من مقال في فن الحكم المسؤول:
... هناك عدد من الأصوات الواقعية تستنكر حماقة الوقوع مرة أخرى في دوامة من العنف الانتقامي الذي من المرجح أن يؤدي إلى أزمة عسكرية حقيقية، بل وحتى إلى مقتل جنود أمريكيين قبل أن تنتهي.
«إنها (أي الهجمات) لن تنجح». يضيف بن فريدمان، زميل بارز في أولويات الدفاع: «إنهم لن يضعفوا قدرات الحوثيين بما فيه الكفاية أو يوقفوا هجماتهم على الشحن». «لماذا تقومون بهذا التهور؟ يذكرنا ضبط النفس هذا بأنه لا قانون يُلزمنا بتنفيذ غارات جوية غير مجدية. لدينا دائما خيار عدم استخدام العنف الذي لا معنى له». الولايات المتحدة تعاود شن غاراتها في اليمن، لكن هجمات الحوثيين مستمرة (فن الحكم المسؤول).
«إحجام»؟ هل يعتقد الكاتب أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية قادرة على التراجع؟
من المؤسف أن كل الواقعيين المتمكنين والحصيفين الذين كانوا يوما ما يلعبون دوراً في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة قد تم استبدالهم منذ فترة طويلة بمحاربين يجلسون على مقاعدهم ويستجيبون بشكل انعكاسي لكل أزمة بنفس الاستخدام الهدّام للقوة العسكرية. ليس لدينا أدنى شك في أن نفس دعاة الحرب سوف يتصاعدون مرة أخرى في اليمن كما فعلوا في أوكرانيا، مما سيجر البلاد بشكل أعمق إلى صراع لا يمكن لها الانتصار فيه. وهاكم هذا المقتطف الثاقب من استراتيجية بايدن للأمن القومي لعام 2022:
لن تسمح الولايات المتحدة للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط للخطر، بما في ذلك مضيق هرمز وباب المندب، ولن تتسامح مع الجهود التي تبذلها أي دولة لإجبار دولة أخرى -أو المنطقة- على ذلك، من أجل فرض السيطرة عبر التعزيزات العسكرية أو الهجمات أو التهديدات.
وهاكم أيضا: يشكل الحوثيون تهديدا واضحا وحاضرا للأمن القومي الأمريكي بمجرد تأكيد سيطرتهم على مياههم الإقليمية. هل هذا يعني أن التصعيد أمر لا مفر منه؟
نعم، هذا ما يعنيه. المقتطف أعلاه هو بمثابة إعلان الحرب. وينبغي لنا أن نتوقع أن يتصرف بايدن وفقا لذلك من خلال زيادة قصف المدن والبنية التحتية اليمنية، وتشديد الحصار الاقتصادي، ونشر قوات قتالية في نهاية المطاف لشن هجوم بري على شبه الجزيرة العربية.  إذا حكمنا من خلال التجارب السابقة، فإن من المحتمل أن قرارات بهذا الصدد قد تم اتخاذها بالفعل.
وبالمناسبة، عملية بايدن البحرية -حارس الرخاء- لم تحصل على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو الكونجرس الأمريكي، أو الشعب الأمريكي. إنها عبارة عن تدخل أحادي فوري آخر يحول دون التوصل إلى حل دبلوماسي ويضمن للولايات المتحدة هزيمة مذلة أخرى على أيدي أعدائها في المستقبل. مزيد من المعلومات تأتي من جيم كرين، الذي يغطي دراسات الطاقة ويشرح التأثير العالمي لهجمات الحوثيين:
تمثل هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ظاهرة جديدة في الصراعات الجيواقتصادية: جهة فاعلة غير تابعة لدولة تستخدم حربا غير متكافئة، ليس فقط لمحاربة القوى التقليدية، بل أيضا لفرض عقوبات اقتصادية من خلال استهداف الشحن الدولي. لقد حقق الحوثيون هذه القفزة من خلال الجمع بين عاملين: أسلحة منخفضة التكلفة وعالية التقنية يمكنها تهديد السفن العابرة للمحيطات وحتى إغراقها، والسيطرة على الأراضي الساحلية الاستراتيجية المطلة على أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم: مضيق باب المندب.
لقد أدى حصار حركة الشحن البحرية في البحر الأحمر إلى إعادة توجيه التجارة بين آسيا وأوروبا بطرق متفاوتة. حيث تم إعفاء شركات الشحن المتمركزة في البلدان التي عارضت حكوماتها الهجوم الإسرائيلي على غزة من هجمات الحوثيين، مما أدى إلى مزايا من حيث التكلفة وإلى أرباح أعلى. وعلى العكس من ذلك، فقدت شركات الشحن المتمركزة في البلدان التي تدعم إسرائيل، وكذا شركات الشحن التي تنقل البضائع إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، إمكانية الوصول إلى طريق البحر الأحمر المختصر بين آسيا وأوروبا. ونتيجة لذلك، زادت التكاليف وأوقات السفر مع زيادة الطلب على السفن، مما ساعد على رفع أسعار الشحن، حتى على الطرق التي لا تعبر البحر الأحمر.
يشير التعطيل الكبير للشحن العالمي إلى أن الحوثيين قد حققوا هدفهم المتمثل في فرض تكاليف على مؤيدي إسرائيل... وبحسب ما ورد عزز قادة الحوثيين المزايا التنافسية لشركات الشحن الصينية والروسية... تنطوي استراتيجية الحوثيين الانتقائية على عقوبات اقتصادية مماثلة للعقوبات الاقتصادية، مما يؤثر بشكل غير متناسب على الشركات التي يوجد مقرها في الاتحاد الأوروبي... وتؤثر تكاليف سلسلة التوريد الإضافية على التوقعات الاقتصادية المتشائمة بالفعل للاتحاد الأوروبي ومصر. وكلما طال أمد الهجمات، زاد التأثير المتبقي وتقلصت احتمالات النمو.
لقد خلقت الحملة الحوثية في خليج عدن والبحر الأحمر شكلاً جديداً من الاضطراب الاقتصادي العالمي القائم على مظالم إسرائيل والتي ثبت أنه من الصعب ردعها أو مكافحتها... كما أن حملة الحوثيين لديها إجراءات مضادة غير فعالة من الولايات المتحدة وحلفائها. حلفاء الناتو…
أما الهجمات الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين في اليمن فقد خلقت مظالم جديدة ووفرت الأساس المنطقي للتوسع المحتمل في هجمات البحر الأحمر إلى ما بعد وقف إطلاق النار في غزة. تكثفت هجمات الحوثيين على السفن بعد بدء الانتقام الأمريكي البريطاني.
في 14 مارس، أعلنت الجماعة الجريئة أنها ستوسع هجماتها إلى ما هو أبعد من منطقة باب المندب المباشرة نحو بحر العرب والمحيط الهندي لاستهداف السفن التابعة لإسرائيل وحلفائها التي تعبر رأس الرجاء الصالح لإعادة توجيهها. - هجمات الحوثيين على البحر الأحمر لها تأثير اقتصادي عالمي (المركز العربي).
حسنا، دعونا نلخص ما الذي أسفرت عنه هجمات الحوثيين في البحر الأحمر:
خلق فرص جديدة للجهات الفاعلة غير الحكومية لشن حرب غير متكافئة ضد القوات التقليدية.
فرضت عقوبات اقتصادية ضد مؤيدي الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
إعادة توجيه التجارة بين آسيا وأوروبا على النحو الذي يمنح شركات الشحن الصينية والروسية ميزة تنافسية.
تحقق هدف الحوثيين المتمثل في فرض التكاليف على مؤيدي إسرائيل.
رفع تكاليف الاستيراد الإضافية مما أثر سلباً على التوقعات الاقتصادية المتشائمة للاتحاد الأوروبي ومصر.

إضعاف توقعات النمو.
تهيئة الظروف لتوسع عمليات الحوثيين خارج البحر الأحمر إلى بحر العرب والمحيط الهندي.
فيا ترى أي من هذه النتائج كان لها أن تعزز المصالح الأمريكية أو تعزز الأمن القومي الأمريكي؟
لا شيء من ذلك، ولذا نريد أن نطرح سؤالاً ثانياً:
هل يفكر الأشخاص الذين يتخذون هذه القرارات قصيرة النظر في تأثير قراراتهم على البلاد أو الشعب الأمريكي؟
على الأغلب لا.
فضلا، دعونا لا نلم الحوثيين على الصراع الذي تتحمل إدارة بايدن مسؤوليته بنسبة 100 بالمائة. فلم يوجه أحد مسدسا إلى رأس جو بايدن وأجبره على إرسال البحرية الأمريكية إلى البحر الأحمر للمشاركة في اشتباكات لا معنى لها والدفاع عن حق إسرائيل في قتل النساء والأطفال في غزة. إنه قرار اتخذه بايدن من جانب واحد متجاهلاً الإدانة الدولية الواسعة، والأحكام الإدانية الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وكل منظمة حقوق الإنسان على كوكب الأرض تقريبا. لقد اختار بايدن تجاهل الحكم الأخلاقي للعالم أجمع من أجل تعزيز الأجندة القذرة للدولة الصهيونية. وهذا هو خطأه!
في المقابل، فإن الحوثيين لا يقومون إلا بدورهم لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. ليس لديهم الرغبة في خوض حرب مع الولايات المتحدة. هذا ليس كل شيء على الإطلاق. إنهم فقط يحاولون إقناع الإسرائيليين برفع الحصار حتى لا يموت المزيد من الناس جوعا. هل هذا كثير؟ يلخص القيادي الحوثي محمد البخيتي الأمر بهذه الطريقة:
إن اتخاذ إجراءات لدعم المضطهدين... هو اختبار حقيقي للأخلاق... وأولئك الذين لا يتحركون لوقف جريمة الإبادة الجماعية... فقدوا إنسانيتهم.
الأخلاق... القيم... لا تتغير بتغير عرق الشخص ودينه... إذا تعرضت مجموعة أخرى من الناس للظلم الذي يواجهه الفلسطينيون، فسنعمل على دعمهم، بغض النظر عن دينهم وعرقهم.
... الشعب اليمني... ملتزم بتحقيق السلام العادل الذي يضمن كرامة وأمن وحماية كافة الدول والشعوب.
قد يبدو تصريح البخيتي غريبا بالنسبة للناس في الغرب الذين يجدون صعوبة في تصديق أن الزعيم قد يضع قناعاته الأخلاقية فوق مصالحه الخاصة أو يكتسب المزيد من السلطة. ولكن هذا هو بالضبط ما يدفع حركة الحوثي: تصميمها على وضع معتقداتها الدينية موضع التنفيذ. ليس لدى الحوثيين ما قد يكسبونه من محاربة الولايات المتحدة. إنهم يقومون بذلك لأنهم يرفضون وحشية الجيش الإسرائيلي السادية والعنف القاتل. ولذا، فإنهم يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بجروح خطيرة أو القتل. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أن هذا هو الشيء «الصحيح» الذي ينبغي القيام به؛ لأن العدالة تستحق الموت من أجلها، ولأن العمل لنصرة المظلوم، كما يقول البخيتي، هو الاختبار الحقيقي للأخلاق.
ومن المفارقات أن آراء الشعب الأمريكي تتماشى مع آراء الحوثيين أكثر من آراء حكومتهم. إن غالبية الأميركيين يريدون العدالة للفلسطينيين، ودولة فلسطينية ذات سيادة، ووقفا دائما لإطلاق النار، ووضع حد للعنف وإراقة الدماء. فقط حكومتنا (وإسرائيل) تريد أن تستمر المذبحة.

* كاتب أمريكي ومحلل جيوسياسي واجتماعي مشهور مقيم في واشنطن.
تم نشره في 26 يونيو 2024
موقع: مناهضة الحرب (Antikrieg)