«لا» 21 السياسي -
ليست المرة الأولى، فقبل نحو عام  ظهر إعلاميان اثنان على الهواء ‏مباشرةً من قلب العاصمة صنعاء في مداخلة على شاشة قناة ‏i24)‎‏) الصهيونية. هذه المرة ‏مختلفة، إذ يحتفي الصهاينة بمراسلهم السري ويحتفلون بما يقوله لهم. ‏أوهاد حامو، معلق الشؤون الفلسطينية في «القناة 12» الصهيونية، والذي عمل ‏سابقاً في القناة العبرية الأولى، نشر المقال على موقع «ماكو ‏N12»‎‏ العبري ‏بتاريخ 3 حزيران/ يونيو 2024، وتحت عنوان «كاميرا أخبار القناة 12 في اليمن»، فإلى ‏جزء من ذلك المقال...
«توثيق خاص من الداخل: إلقاء تحية من قلب دولة عربية معادية يعد حدثاً ‏استثنائياً. لكن عندما يتعلق الأمر بتشويش الصوت حفاظاً على حياته، ‏ويتحدث إلينا، نحن الإسرائيليين، من منطقة نقشت على علمها شعار تدمير ‏إسرائيل، فإن الأمر مثير للاهتمام بالفعل. «نحن الآن في باب اليمن بصنعاء، ‏عاصمة اليمن». قال الشخص الذي يتحدث إلى كاميرا أخبار 12 من اليمن. «تحياتنا لصديقي أوهاد حمو، ومشاهدي القناة 12 وشعب إسرائيل».‏
إنه مواطن يمني يعيش في قلب منطقة سيطرة الحوثيين ويعارض النظام ‏ويعمل بمفرده، مسلحاً بكاميرا، ويخاطر بحياته ويتغلغل في أعماق مظاهرات ‏الحوثيين، محاطاً بمسلحين يهتفون بشعار واحد: «الموت لإسرائيل»، ويعمل ‏على توثيق كل شيء. وقال: «مساء الخير على متابعي قناة 12 الأعزاء، ها ‏نحن ننطلق في مسيرة ضخمة من منطقة كحلان الشرف، منطقة عزام، لنصرة ‏الأهالي والمقاتلين في فلسطين».‏
وسجل قبل ذلك من المديرية نفسها مظاهرة حاشدة أخرى: «لمشاهدي القناة ‏‏12، نحن نتواجد حالياً في مظاهرة في مديرية كحلان الشرف. لقد نظمنا ‏مظاهرات لدعم إخواننا الفلسطينيين». وفي خلفية الصورة لا تتوقف صيحات ‏الجماهير «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».‏
في بداية الحرب، شاهد الجمهور الإسرائيلي هذه الصور، على بُعد حوالي ‏‏2000 كيلومتر من إسرائيل، في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية وأفقرها. ‏يتدرب جنود ومتطوعون على قتال إسرائيل. وبعدها مباشرة شقت الصواريخ ‏البالستية والطائرات المسيّرة مساراً يربو على 1600 كيلومتر من إسرائيل، ‏وأعلنوا أن الحوثيين دخلوا الحرب. تضم منطقة شمال اليمن ملايين ‏الأشخاص، وكلهم متفقون على أمر واحد، وهو معاداة إسرائيل. إنهم يؤيدون ‏قصف الحوثيين ودخولهم في معركة مباشرة لمواجهة إسرائيل.‏
يعيش 33 مليون شخص في اليمن، المنقسم -بحكم الأمر الواقع-إلى ‏«دولتين»: الحوثيين، الذين أسسوا حكماً ذاتياً مستقلاً في شمالي غرب اليمن، ‏والحكومة اليمنية خصمهم الذي يسيطر على بقية البلاد. في العام 2014، ‏اندلعت الحرب الأهلية في اليمن بعدما سيطر المتمردون الحوثيون على ‏العاصمة صنعاء. وبعد عام، شنت السعودية والإمارات حرباً على الحوثيين ‏لدحرهم؛ ولكنهما فشلتا في تحقيق ذلك. واستمرت الحرب 7 سنوات، أسفر ‏عنها مقتل ما يقدر بنحو 300 ألف حوثي.‏
تناول باحث بارز في معهد دراسات الأمن القومي، يوفال إيلون، قدرات ‏المتمردين الحوثيين قائلاً: «لا أعرف عدد جيوش العالم التي يمكنها إطلاق ‏وابل كالذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل من مسافة آلاف الكيلومترات. إنها ‏صواريخ وطائرات مسيّرة، وجرى التخطيط لتنفيذ ذلك في فترة قصيرة جداً». ‏وبحسب قوله، إنها قدرات الجيوش المتقدمة: «بالتأكيد، اكتسب الحوثيون ‏القدرات، والمعرفة، والوسائل، التي يصل أغلبها من إيران بالطبع؛ لكن ‏بعضهم مستقلون».‏
يقول المواطن -المعارض للحوثيين- وهو يسجّل لكاميرا القناة 12: «أهلا ‏عزيزي أوهاد وكل متابعي القناة 12. نحن نصوّر من العاصمة اليمنية ‏صنعاء، الوضع الاقتصادي متردٍّ للغاية، وهناك مخاوف من اندلاع شغب ‏واضطرابات في الشوارع بسبب الوضع الاقتصادي. الوضع أرهق المواطنين، ‏وهم بالفعل يعارضون الحروب. الناس محبطون لأن اليمن قد يدخل في حرب ‏أخرى مع أمريكا وإسرائيل بعد انتهاء الحرب مع السعودية». وأضاف: «يتعلق ‏الأمر بعامة الشعب الذين يعارضون الحوثيين؛ لكن أنصار الحوثيين مهتمون ‏بالحرب، حتى لو أدى ذلك إلى قتل الشعب بأكمله وتدمير كل شيء».‏
ولو طُلب منه تصوير ما يدل على المشاعر المعادية لإسرائيل في شوارع ‏صنعاء، فسيرسل في لحظة شواهد لا حصر لها. وتظهر لافتات أثناء ‏التصوير بالقرب من جامعة صنعاء مكتوب عليها: «قاطعوا المنتجات ‏الأمريكية والإسرائيلية». وتظهر صورة أخرى علم الحوثيين الذي كتب عليه: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود». ووفقاً له «إنه منتشر ‏في كل مكان».‏