لا ميديا -
"تمر القضية الفلسطينية بمرحلة صعبة قد تكون مقدمة لتغييرات مقبلة، فالضغط يولد انفجاراً شعبياً... وتاريخ فلسطين يؤكد أنَّ التحرير والنصر لن يأتيا من دون محطة للفرز. ورغم ما تبع هذا الفرز من مآسٍ وآلام، إلا أنها مرحلة مفيدة للقضية الفلسطينية. أما الشراكة السياسية الفلسطينية فهي ضرورة. لكن الاحتلال نفسه لن يسمح بها، وكذلك بعض القوى العربية التي تريد بقاء الحالة الفلسطينية على ضعفها وانقسامها".
وُلد مصطفى محمد سعيد أبو عرّة عام 1961، في عقابا بمحافظة جنين. نال البكالوريوس في أصول الدين من الجامعة الأردنية عام 1984.
عاد إلى فلسطين عام 1985، ومارس العمل التربوي والاجتماعي ليغدو أحد أبرز قادة حركة حماس ومؤسسيها في محافظتي طوباس وجنين. منعه الاحتلال عام 1986، من دخول الأراضي المحتلة عام 48، كما منعه من السفر منذ عام 1989.
اعتقلته سلطات الاحتلال عام 1990، ثم توالت اعتقالاته ليبلغ مجموع سنواتها 12 عاماً، عانى خلالها من التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، وأبعدته إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992.
رأس الجمعية العلمية الثقافية في عقابا في تسعينيات القرن الماضي، كما رأس مكتب جمعية البر والإحسان في جنين بين عامي 2000 و2007. كما انتخب رئيساً لمجلس شورى الحركة في محافظة جنين (1998-2007)، وأصبح رئيساً لبلدية عقابا عام 2007. وقد حظي بمكانة مرموقة ونسج شبكة علاقات اجتماعية واسعة.
انتقد تمسك السلطة باتفاق أوسلو، ودعا إلى ضرورة الشراكة السياسية الفلسطينية ودعم حق الشعب في المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المسلحة. اعتقلته السلطة الفلسطينية في يوليو/ تموز 2023.
مع انطلاق "طوفان الأقصى" انطلق محرضاً الشباب على الجهاد، فاعتقله الاحتلال في 30/ 10/ 2023. تقول زوجته: "كان هذا ضمن مخطط مدروس لاغتياله، فلم نعلم عنه شيئا لأكثر من شهرين بعد اعتقاله". واجه إجراءات غير مسبوقة من التعذيب والتجويع والجرائم الطبية، حتى استشهد في السجن في 26/ 7/ 2024.
نعته حركة حماس بأنه "يحمل سجلاً وطنياً ودعوياً واجتماعياً حافلاً على مدى سنين عمره التي قضاها جهداً وجهاداً وتضحيةً". وحملت الاحتلال مسؤولية اغتياله.