لا ميديا -
من مدينة سلفيت، التي التهم الاستيطان 75٪ من أراضيها، وتعاني يومياً من هجمات المستوطنين وتوسعهم، خرج عمار عودة وحمل السكين سلاحاً مقابل المنظومة العسكرية المتطورة التي تبيد الحياة في قطاع غزة. كانت عمليته نوعية ليس فقط بعدد القتلى والجرحى، وإنما بمكانها وتوقيتها.
وُلد عمار عودة عام 1990، شمال الضفة الغربية، لعائلة ميسورة، وأسير محرر من سجون الاحتلال.
اعتقله جهاز مخابرات السلطة الفلسطينية بعد منشور له على مواقع التواصل انتقد فيه دور السلطة الفلسطينية السلبي تجاه حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة. تعرض للتعذيب والإهانة في سجون السلطة، حتى أفرج عنه قبل أسبوع من عمليته.
في السابعة والنصف صباح الأحد 4 آب/ أغسطس 2024، حمل سكينه واجتاز الحواجز الصهيونية والمراقبة الأمنية وجدار الفصل العنصري. وعند مدخل منطقة «حولون» في يافا طعن المستوطن الأول، وتوجه نحو الحديقة العامة وطعن اثنين آخرين، وتحرك بسرعة نحو شارع «موشيه ديان» ليطعن اثنين من المستوطنين أيضاً.
طاردته منظومة أمن الاحتلال خلال تنقله بين المواقع الثلاثة، واستطاع بذكاء أن يربكها ويشغلها بالبحث عنه، بعد أن أوهمها أنها تلاحق أكثر من منفذ، ما رفع حصيلة القتلى والمصابين.
بعد ساعة من المطاردة ومصرع اثنين من المستوطنين وإصابة ثلاثة آخرين، أصيب بجروح خطيرة، ليعلن استشهاده في أحد مستشفيات الاحتلال، وتحول منزل عائلته في سلفيت إلى قبلة للمعزين.
مقابل شجاعته، سارعت السلطة لإثبات جُبنها، فخرج محافظ سلفيت يتهمه بأنه يعاني من «مرض نفسي»، وهو ما تسبب بردود فعل واسعة تندد بتصريحات المحافظ، وأشاد أهالي سلفيت بشخصيته وخُلقه.
وقال الوزير اليميني المتطرف بن جفير  للصحافيين: «حربنا ليست ضد إيران فحسب، بل هي هنا أيضا في الشوارع، لهذا تحديدا سلّحنا المواطنين الإسرائيليين بأكثر من 150 ألف رخصة لحمل السلاح».
نعته حركتا حماس والجهاد وبقية فصائل المقاومة، وأشادت بعمليته البطوليَّة، مؤكدة استمرار وتصاعد الفعل المقاوم، وأن جرائم الاحتلال المتواصلة لن تبقى دون عقاب.