«لا» 21 السياسي -
لن تنجو الانظمة العربية من هذا التوحش الذي يتعرض له أهل غزة. لن ينجو الحكام العرب من هذا التخلي والتواطؤ ‏مع العدو.‏
هناك أحداث أكثر قوة من أن تمر بسلاسة. هناك خيانات في توقيت معين لا تغفرها الجغرافيا، حتى وإن تغافلت الشعوب ‏وبدت عاجزة.‏
كنا نسمع عن تخاذل واكتفاء عربي بالشجب في القمم العربية مع الاحتفاظ بلهجة تحذيرية ومساندة للمقاومة على مدى ‏سبعة عقود، مساندة بالمال والإعلام وفتح مكاتب لها في العواصم العربية.‏
الآن خيانة عيني عينك!‏
لن يمر هذا بسلام. وأنا متيقن وفقا لمعادلات السياسة والجغرافيا ودروس التاريخ أن عقابا ينتظر هذه الأنظمة، وأنهم ‏سيكتشفون فداحة الخيانة والتخلي والتواطؤ. لن يظل الشرق الأوسط على حاله. ولن تظل أنظمتهم بمنأى عن مويجات ‏العنف. ولا أحد أو قوة قادرة على حصر بؤرة الزلزال وإبقائها في مكانها.‏
لن ينجو ملك الأردن ولا السيسي ولا ابن سلمان ولا ابن زايد... مهما كانت النتائج، سيدفعون ثمن خيانة لا لبس فيها ولا ‏تأويل.‏
يتبعون سلوكاً بالغ الحقارة، وقد التقطته كل دوائر الإعلام والسياسة في العالم، والكثير من الشعوب في العالم في حالة من ‏الدهشة والازدراء إزاء هذا السلوك.‏
لو أن أنظمة لا رابط بينها وبين هذا الشعب المظلوم، لا دين ولا لغة ولا تاريخ مشترك يربطهم، كان أمن تلك الدول ‏ليدفعها للتدخل بطريقة ما، كان استقرارها ليجعلها ترفض هذا التوحش ومنهج الإبادة، حرصا على استقرار بلدانها حتما. ذلك أبجد الحكم وألف باء مفهوم استقرار الإقليم.‏
لن ينجو سكان الضفة الغربية والقدس من تخاذلهم هذا، وهم يتركون أهلهم في غزة يواجهون مصيرهم منفردين.‏
لن ينجو محمود عباس أو يفلت بفعلته الحقيرة هذه وخيانته لكل مبادئ النضال وقيم الأخوة والتراب الوطني وإرث فتح ‏وتاريخ «أبو عمار».‏
ما يحدث الآن هو إبادة جماعية وعنف وتوحش مهول أعدوا له شهود زور على رأس حكومات العالم، وخونة من المنطقة ‏تم صناعتهم بعناية ليصلوا لسدة الحكم ويلعبوا هذا الدور القذر.‏
ألا فلتكتنفكم اللعنة، ولتتعفن جثثكم كما هو تاريخكم العفن!
أمّا أهل غزة فقد حققوا شرط إنسانيتهم، مهما كانت التضحيات.‏
وغدا ستدفعون الثمن يا قوادين!

محمود ياسين