لا ميديا -
"كان الدكتور الإنسان عدنان البرش أحد فرسان هذه المعركة بكل جدارة واقتدار. ظل صامداً في المستشفيات مع الجرحى والمرضى وسط التهديد والقصف والعدوان، يضمد الجروح ويخفف الآلام، ثم انتهت رحلته في الحياة سجيناً معذباً في واحد من أعتى وأقسى سجون الاحتلال النازي".
عدنان أحمد عطية البرش هو رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، ورئيس الدائرة الطبية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وُلد عام 1974 في جباليا شمال قطاع غزة.
نال شهادة البكالوريوس في الطب بجامعة يانش في رومانيا. بعد عودته، أكمل تعليمه متخصصاً بجراحة العظام والمفاصل، وحصل على البورد في المجلس الطبي الأردني. كما نال الزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في كلية كينجز بلندن. كما كان حصل على درجة ماجستير في العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة.
رفض العمل في مستشفيات خارج غزة، وتمسّك بتقديم خدماته ومساهماته في تطوير البنية الصحية في القطاع، في ظل ما شهده من حروب متتالية. تولى رئاسة قسم العظام في مستشفى الشفاء عام 2010، وظل أحد أعمدته الطبية.
رابط في مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة على القطاع، وانتشر مقطع فيديو يُوثّق لحظة إصابته أثناء إجرائه عملية جراحية، وشوهد غارقاً في دمائه جرّاء قصف صهيوني استهدف المستشفى، وظل حتى 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، يوم اقتحام قوات الاحتلال المستشفى بعد حصاره لأكثر من أسبوع.
رفض مغادرة شمال القطاع مع عائلته، واتجه لإكمال مهمته في المستشفى الإندونيسي، ثم عمل في مستشفى العودة في بيت لاهيا، إلى أن اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2023، واعتقلت الدكتور البرش مع أسرى آخرين.
تعرض لصنوف من التعذيب القاسي والتجويع في سجون الاحتلال، حتى استُشهد في معتقل "عوفر" في 19/ 4/ 2024، ولا يزال جثمانه محتجزا.
استعاد الغزيون منشوره الأخير على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي نشره في 21/ 11/ 2023، وقال فيه: "نموت نموت واقفين ولن نركع، وكما قلت، لا يبقى في الوادي إلا حجارته، ونحن حجارته"