
تقرير عادل بشر / لا ميديا -
لازالت أصداء استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفينة اليونانية MV SOUNION وإحراقها في البحر الأحمر، الأربعاء الماضي، تتردد في وسائل الإعلام العالمية.
في هذا الصدد نشرت صحيفة «روسيا بوست سو» الروسية، تقريراً أكدت في مطلعة أن الجيش الأمريكي «هدد قبل عدة أشهر، بتحرير الملاحة في البحر الأحمر، واليوم هذا الجيش أبعد عن هدفه من أي وقت مضى».
وقالت الصحيفة إن اليمنيين «يغيرون تكتيكاتهم الحربية».. مضيفة: «فبعد أن طردوا السفن الحربية بعيدًا عن اليمن، انتقلوا إلى الاستيلاء على سفن العدو أو تدميرها من مسافة قريبة».
وأشارت إلى أن وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) «تدعي مراقبة حركة التجارة العالمية على طول الطرق البحرية».. ونقلت عن (UKMTO) القول بأنها تشهد تغييراً جذرياً في تكتيكات من سمتهم بالحوثيين ضد السفن التجارية المعادية المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة و»إسرائيل».
وأوضحت أن خبراء الوكالة البريطانية «يعزون ذلك إلى حقيقة أن معظم السفن الحربية اضطرت إلى مغادرة جزء من البحر الأحمر، حيث تواصلت عمليات إطلاق الصواريخ اليمنية المضادة للسفن وكذلك الطائرات بدون طيار».
وسخرت الصحيفة الروسية من البيانات الصادرة عن القوات البحرية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتي تزعم فيها بأن ضرباتها الجوية، شبه اليومية، دمرت الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، حيث جاء في تقرير الصحيفة أن «الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية المضادة للسفن، واصلت هجماتها، وهي التي تم تدميرها بالفعل عشرات المرات في التقارير الشجاعة للقيادة المركزية الأمريكية، ولم تنخفض الإمكانات الصاروخية لليمنيين على الإطلاق، ولاتزال أهم طريق تجارية بحرية في العالم، عبر قناة السويس، في حالة ترقب».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «من الغريب أن مغادرة السفن الحربية الأمريكية والبريطانية تزامنت مع إعلان أنصار الله عن ضرب حاملة الطائرات الأمريكية دوايت آيزنهاور أواخر مايو/ أيار 2024».. لافتة إلى أنه «لم يتم تقديم أي دليل مباشر على ضرب آيزنهاور، ولكن كان هناك الكثير من الأدلة غير المباشرة. والشيء الرئيسي هو أن الأمريكيين، الذين كانوا يفتقدون الهجمات بانتظام، تحركوا أكثر من 1000 كيلومتر من الساحل اليمني، وفي حالة المعابر العابرة، عند الضرورة، كانوا متأكدين من تلقي هجوم جديد».
وأضافت: «يبدو أن شخصًا ما يزود أصدقائنا ببعض المعلومات الاستخبارية الموثوقة إلى حد ما. لم يرتكبوا أي أخطاء». موضحة: «والآن، أدى الافتقار إلى سفن حربية للتغطية على السفن التجارية التابعة للتحالف الموالي لإسرائيل إلى السماح لليمنيين بتنويع تكتيكاتهم بمرونة. وبتعبير أدق، العودة إلى ممارسة الأيام الأولى لهذه الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023».
وأفاد تقرير الصحيفة الروسية، أنه «وفقًا للموقع الرسمي لعمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، فقد تلقت مراقبة UKMTO تقريرًا في الساعة 275 يوم 21 آب/ أغسطس الجاري، عن حادث على بعد 77 ميلًا بحريًا غرب الحديدة. وقال قبطان سفينة شحن ترفع العلم اليوناني إن زورقين سريعين يحملان رجالاً مسلحين اقتربا من السفينة. وفي المجمل، نفذ الهجوم حوالي خمسة عشر شخصاً مسلحين بأسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ محمولة غير معروفة. حاول حراس السفينة الرد، لكن المهاجمين كانوا يتمتعون بميزة إطلاق نار واضحة على الحراس. وابتعدت زوارق اليمنيين مسافة كيلومترين عن السفينة وأطلقت صاروخين. وعندما لم تبطئ السفينة سرعتها، تم إطلاق زورق ثالث على السفينة ففقدت السيطرة تماماً».
وأكد التقرير أنه وبشكل عام فإن اليمنيين «مستفيدون من حالة الارتباك في المنطقة، حيث تندفع أسراب أميركية من منطقة مائية إلى أخرى، ولاتزال تنتظر هجوماً من إيران، وتخشى الاقتراب من الساحل اليمني، لأن شيئاً ما سيطير حتماً».
وأوضح أن «ترسانة المقاتلين اليمنيين نمت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، سواء من حيث الكمية أو من حيث الخصائص التكتيكية والفنية».. مشيراً إلى أنه «إذا لم تتوقف سفينة مشبوهة لدى القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، فإن اليمنيين يحققون هدفهم بمساعدة قاذفات الصواريخ الخفيفة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة النارية الثقيلة».
وخلص تقرير صحيفة «روسيا بوست سو» الروسية إلى أنه «بما أن الأميركيين والبريطانيين والإسرائيليين أنفسهم أعلنوا الحرب على اليمن، فما تقوم به قوات صنعاء في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب ليست قرصنة، كما قد يظن البعض».
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، الخميس 22 آب/ أغسطس الجاري، تنفيذ عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الزوارق الحربية والصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، استهدفت في العملية الأولى السفينة النفطية «SOUNION»، وتم إصابتها بدقة أثناء إبحارها في البحر الأحمر، مما جعلها معرضة للغرق، فيما استهدفت العملية الثانية السفينة «Sw North Wind I»، أثناء إبحارها في خليج عدن.. مشيرة إلى أن استهداف السفينتين جاء لمخالفة مُلاكهما لقرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة، حتى يتوقف العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة.
ومساء الجمعة 23 آب/ أغسطس، نشر الإعلام الحربي للقوات المسلحة اليمنية مشاهد لاستهداف وإحراق البحرية اليمنية للسفينة «SOUNION» في البحر الأحمر.
وأظهرت المشاهد لحظة احتراق السفينة وارتفاع ألسنة لهب ضخمة في جسمها.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا