تقرير: عادل بشر  / لا ميديا -
أسفرت سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظتا المحويت والحديدة، ليل الثلاثاء/ الأربعاء، عن وفاة وفقدان عشرات المواطنين وجرف عدد كبير من المنازل والمحلات التجارية، لاسيما في مديرية ملحان بمحافظة المحويت.
وأعرب قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن تعازيه لجميع الأسر التي فقدت ضحايا في الكوارث والأضرار التي نتجت عن هذه السيول.
وخلال كلمته، أمس الأول الخميس، أشار سيد الثورة إلى أن أضرار السيول ناتجة عن عدة عوامل، من بينها البناء العشوائي في مجرى السيول ومصباتها، وتهدم بعض الحواجز المائية.
ودعا السيد عبدالملك إلى تعاون كبير بين الجهات الرسمية والشعبية لمساعدة المتضررين من السيول وتفادي بعض الأضرار في المستقبل.. مشدداً على ضرورة السعي لتفادي أضرار السيول قدر الإمكان، وأن يكون التعاون في مساعدة المتضررين رسمياً وشعبياً بالمستوى المطلوب، باعتبار ذلك واجباً إنسانياً وأخلاقياً ودينياً.

كارثة ملحان
مصادر محلية في محافظة المحويت أفادت بأن مديرية ملحان بالمحافظة تعرضت لكارثة لم تشهدها المديرية على مدى عقود.. مشيرة إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت بتصدع عدد من السدود، ما أدى إلى جرف عشرات المنازل والمدرجات الزراعية والطرقات والسيارات، إضافة إلى حدوث انهيارات صخرية، أكملت على ما أبقته سيول الأمطار والسدود.
وفيما لم يصدر عن الجهات الحكومية إحصائية شاملة بالضحايا، حتى مساء أمس الجمعة، ذكرت قيادة المجلس المحلي بمحافظة المحويت، في تصريح لها، الأربعاء، بعد ساعات من الكارثة، أن الأمطار والسيول التي تدفقت على مديرية ملحان تسببت في وفاة 33 مواطناً، تم العثور على جثثهم حتى وقت التصريح، بينما لايزال هناك عدد آخر من المفقودين، كما أدت إلى تدمير 28 منزلاً تدميراً كلياً، وتصدع 200 منزل وجرف خمس سيارات.
وقالت السلطة المحلية إن عمليات الإنقاذ لاتزال جارية حتى تلك اللحظة، كما يجري العمل على فتح الطرق والوصول إلى الأماكن المتضررة بفعل الانهيارات الصخرية، وتوفير المواد الإيوائية والغذائية الطارئة للأسر المتضررة بالتعاون مع الجهات المختصة وذات العلاقة.

قرى معزولة
وبعد ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، تؤكد المصادر أن معظم القرى المنكوبة في مديرية ملحان، مازالت معزولة عن العالم، حيث جرفت سيول الأمطار جميع الطرق المؤدية إليها، وتعجز وسائل النقل وفرق الإغاثة عن الوصول إلى تلك القرى.
وأفادت مصادر محلية لـ»لا» أن هناك عددا من الطرق في قرى عزل همدان والقبلة والمغاربة، مقطوعة، ويعاني من تبقى من سكانها من نقص حاد في الغذاء والمواد الطبية.. مؤكدة أن التدخلات الطارئة التي تنفذها الجهات المختصة في الحكومة، تعجز عن فتح الطرقات وبلوغ تلك القرى المنكوبة، كون المعدات الخاصة بفتح الطرقات، لا تكفي لإنجاز المهمة في وقت وجيز.
ووصف عدد من أهالي تلك القرى، الجهود الحكومية بأنها «لا تتناسب مع حجم الكارثة»، مشددين على أن مديرية ملحان تحتاج إلى مزيد من التدخلات الطارئة لفتح الطرق وإيصال المواد الغذائية والإغاثية إلى السكان.
وقالوا إن جهود فتح الطرق المقطوعة، في حال استمرت بهذا البطء بسبب نقص المعدات، فإن الوصول إلى القرى المنكوبة سيستغرق أسابيع.. مؤكدين أن العديد من السكان مازالوا مفقودين تحت أكوام الأتربة والصخور، أو جثثهم عالقة في مناطق شديدة الوعورة ويتطلب الوصول إليها شق طرق جديدة، أو استخدام طائرات مروحية، حد تعبيرهم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي ورصدتها «لا» حجم الدمار الذي خلفته السيول والانهيارات الصخرية في مديرية ملحان، كما أظهرت مشاهد لانتشال أطفال ونساء ورجال من تحت الأنقاض، وأشلاء لجثث ملقاة في الجوانب، وصوراً تعجز الكلمات عن وصفها.

تأكيد حكومي
شكاوى الأهالي من بطء عمليات الإغاثة وفتح الطرقات، أكدها مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري، أمس الأول، حيث وقف أمام مستجدات سير أعمال الإنقاذ والإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات والسيول في محافظات المحويت والحديدة وحجة وريمة.
ووفقاً لخبر نشرته وكالة الأنباء «سبأ» فقد استعرض المجلس مستجدات الأوضاع في المناطق المتضررة جراء الأمطار والسيول، في محافظات الحديدة والمحويت وحجة وريمة، بصورة عامة ومنطقة ملحان بصورة خاصة باعتبارها من أكثر المناطق المتضررة.
وأكد أن فرق الإنقاذ والإغاثة الميدانية وفتح الطرقات تواصل أعمالها بالتعاون مع السلطة المحلية وأهالي المنطقة، وأن الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها الطرق، أدت إلى تأخر وصول فرق الطوارئ والإنقاذ.

دمار 270 منزلاً
في غضون ذلك أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، مساء الخميس، أن «سيولاً كارثية اجتاحت، عقب أمطار وانفجار ثلاثة سدود الثلاثاء الماضي، مديرية ‎ملحان بالمحويت، وتشير التقييمات المستمرة إلى تضرر 1020 عائلة، ووفاة وفقدان أكثر من 41 فردا، إضافة إلى دمار 40 منزلا بشكل كلي و230 بشكل جزئي».

والحديدة تغرق
وفي محافظة الحديدة، لم يقل الوضع سوءاً، حيث تدفقت سيول الأمطار القادمة من جبال مديرية ملحان بالمحويت، لتغمر مديريات الضحي وباجل والمراوعة، وأجزاء من مديريات مدينة الحديدة.
وبحسب مصادر محلية في الحديدة فإن الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الحديدة مساء الثلاثاء المنصرم، إضافة إلى السيول المتدفقة من مرتفعات محافظة المحويت، شكلت ودياناً من المياه الكثيفة التي غمرت الأحياء الشمالية لمدينة الحديدة، للمرة الأولى منذ عشرات السنين، ما أدى إلى محاصرة المواطنين داخل منازلهم.
وفي إحصائية بضحايا تلك السيول والأمطار الغزيرة ذكرت لجنة الطوارئ بالمحافظة أن عدد الضحايا بلغ حتى أمس الجمعة، 84 حالة وفاة و25 مصابا.
وأوضحت أن الضحايا قضوا جراء السيول الجارفة والصواعق، وتهدم الكثير من المنازل، منذ الثالث من شهر صفر الجاري الموافق 7 آب/ أغسطس، في 16 مديرية بالمحافظة.
وأشارت اللجنة، إلى أن 21 شخصا قضوا في مديرية زبيد، و9 في الزيدية، و9 في الزهرة، و7 في الدريهمي، و7 في بيت الفقيه، إلى جانب 6 في السخنة، و5 في المراوعة، ومثلهم في كل من باجل، والضحي.
كما أودت السيول بحياة شخصين في اللحية، واثنين آخرين في الجراحي، وأربعة بمديريات الحالي وجبل رأس والمنيرة والقناوص، إضافة إلى حالتين في مديرية بُرع.