«لا» 21 السياسي -
طالب بيان قمة الرياض العربي الاسلامي بتعليق عضوية «إسرائيل» في الأمم المتحدة، ووقف بيع السلاح لها، وتنفيذ قرارات الهيئات القضائية الدولية تجاه المسؤولين «الإسرائيليين»، ومقاطعة منتجات المستوطنات «الإسرائيلية»، ثم إدانات للتصرفات «الإسرائيلية»...
ولكن كيف تطالبون المجتمع الدولي بتعليق عضوية «إسرائيل» في الأمم المتحدة ومعاقبتها سياسياً واقتصادياً وأنتم، عرباً ومسلمين، تعترفون بـ«إسرائيل» وتقيمون معها علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية؟! فالعرب والمسلمون في منظمة التعاون الاسلامي يضمون 57 دولة بينها 29 دولة تعترف بـ»إسرائيل اعترافاً قانونياً» وتقيم معها علاقات دبلوماسية واقتصادية وبعضها عسكرية، وهناك دول أخرى عربية ومسلمة تعترف «اعترافاً واقعياً» بـ»إسرائيل»، ما يرفع الإجمالي إلى أكثر من 35 دولة عربية وإسلامية (حوالى 62% من الدول العربية والإسلامية). أما إذا حسبنا الأمر من حيث عدد السكان فإن النسبة ستزيد عن 75%! فالمطلوب -كحد أدنى- هو إعلان قطع كافة العلاقات مع «إسرائيل» إلى حين استجابتها لمطالبكم. أما مطالبة الدول الأخرى بما لا تفعلونه أنتم فهو أمر مثير للسخرية، بل إن بعضكم ارتفع حجم تجارته مع «إسرائيل» بشكل واضح خلال معركة «طوفان الأقصى»! فأنتم تنهون عن سلوك أنتم تمارسونه. فكيف هذا؟!
لا أرى قرارات القمة العربية الإسلامية إلا محاولة لتفعيل دبلوماسية الإسفنجة، أي: امتصاص الاحتقان الشعبي، وخوفاً من أن يتسلل هذا الاحتقان للمؤسسات الأمنية والعسكرية في دولكم؛ فأنتم بين نارين: الاحتقان الشعبي وتداعياته من ناحية، والرضا الأمريكي من ناحية أخرى، وهما أمران لا يمكن التوفيق بينهما، فاخترتم الثانية.

وليد عبدالحي 
أكاديمي عربي