عادل بشـر / لا ميديا -
في الوقت الذي تعمل صنعاء على تكثيف عملياتها العسكرية في العمق الصهيوني انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة على مدى أكثر من عام، وإسناداً للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، يبذل ما يسمى "مجلس القيادة الرئاسي" الموالي للسعودية والإمارات، جهوداً كبيرة للتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل دعم الأخير لهم ضد من يصفونهم بـ"الحوثيين"، واستعداد المرتزقة لتحريك الجبهات الداخلية خدمة لـ"إسرائيل".
كشفت ذلك صحيفة بريطانية، نقلاً عن مسؤول استخباراتي "إسرائيلي" بالتزامن مع الضربة الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد هدف حيوي في منطقة حيفا المحتلة بالأراضي الفلسطينية.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، قصف محطة كهرباء "أوروت رابين" التابعة للعدو "الإسرائيلي" جنوبي منطقة حيفا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2".
وأكد ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز، أن العملية حققت هدفها بنجاح.. موضحاً أن العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على المجازر بحق أبناء غزة، وضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وفي إطار الرد على العدوان "الإسرائيلي" على اليمن.
وأكدت القوات المسلحة أن اليمن قيادة وشعباً وجيشاً مستمرون في تأدية واجباتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وأن العمليات اليمنية ستتواصل بالتزامن مع التطوير المستمر للقدرات العسكرية حتى تلبي متطلبات المرحلة وتستجيب لظروفها وأهدافها وعلى رأسها إجبار العدو "الإسرائيلي" على وقف عدوانه على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بعد منتصف ليل السبت -الأحد، بدوي انفجار ضخم في وسط "إسرائيل"، مشيرةً إلى رصد إطلاق صاروخ من اليمن نحو الوسط.
وأوضحت أن صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة في فلسطين المحتلة من بينها "منطقة تل أبيب الكبرى"، فيما سمع دوي انفجارات متتالية وسط الكيان.
وكعادته زعم "جيش" العدو الصهيوني اعتراض "صاروخ أطلق من اليمن قبل عبوره الأجواء"، في حين بثت وسائل إعلام عبرية مشاهد وثقت الصاروخ اليمني وهو يحلق في محيط مدينة الخضيرة المحتلة جنوب حيفا، تلى ذلك دوي انفجارات واسعة بالمنطقة.
وتُعدّ محطة "أوروت رابين" من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية لدى العدو الصهيوني، وهي محطة بخارية تعمل بالفحم، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مدينة الخضيرة داخل أراضي فلسطين المحتلة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن من وصفتهم "الحوثيين" استهدفوا "أكبر محطة كهرباء في إسرائيل بهجوم صاروخي خلال الليل".
ويأتي هذا الاستهداف بعد يومين من إعلان القوات المسلحة اليمنية تنفيذها عمليتين عسكريتين على هدفين للاحتلال "الإسرائيلي"، في منطقة يافا "تل أبيب" المحتلة، استهدفت في الأولى محطة الكهرباء التابعة للاحتلال شرقي يافا المحتلة 
بصاروخ بالستي فرط صوتي، من نوع فلسطين 2، فيما استهدفت العملية الثانية عبر مسيّرة "يافا"، هدفاً عسكرياً للاحتلال، في منطقة يافا المحتلة.

اليمن يفاجئ "إسرائيل"
في خطٍ موازٍ وبينما تؤكد التقارير العبرية والغربية أن "إسرائيل" والتحالف الأمريكي البريطاني، يقفون عاجزين عن ردع القوات المسلحة اليمنية في عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، رغم الضربات الجوية المكثفة التي شُنّت على اليمن على مدى أكثر من عام، اعترفت الاستخبارات الصهيونية بأن اليمن فاجأ الكيان الصهيوني، وأن صنعاء تمتلك إنتاجها الخاص من الأسلحة، وفقا لما نقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية.
وذكرت "التلغراف" في تقرير لها، أمس، أن ما وصفته بـ"مصدر استخباراتي إسرائيلي" اعترف بأن "الحوثيين" فاجأوا "إسرائيل"، مضيفا: "لدى الحوثيين إنتاجهم العسكري الخاص، وليس من السهل تحديد موقعه أو التعامل معه لأنه ليس في مكان واحد بل منتشر في جميع أنحاء اليمن".
وقال المصدر: "إن إسرائيل كانت تكافح لجمع المعلومات عن الحوثيين، إذ لم تكن تعتبر الجماعة تهديدا حتى وقوع هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م". موضحاً: "طوال الوقت كنا نعتقد أن الحوثيين ليسوا مشكلة إسرائيلية، بل هم مشكلة الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، وأصبح جمع المعلومات الاستخباراتية الآن يبدأ من الصفر".
وأكد المصدر الاستخباراتي الصهيوني، وفقاً للصحيفة البريطانية، أن" الخيارات البشرية الإسرائيلية لجمع المعلومات عن الحوثيين أقل، نظرًا لبعد اليمن، ولكن هناك الحكومة اليمنية الشرعية التي نتعاون معها، ويمكنها تزويدنا بمصادر ومعلومات مفيدة للغاية، لذا فهي تتقاسم الكثير مع إسرائيل".
وما يُطلق عليها "الحكومة الشرعية في اليمن" هي حكومة المرتزقة التابعة للإمارات والسعودية، وتتخذ من عدن ومأرب مقرات لها.
ويأتي الاعتراف الصهيوني بالتعاون مع مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن، بعد تقارير إعلامية سابقة، كشفت عن عروض تقدمت بها فصائل موالية للإمارات ومشاركة في ما يسمى "مجلس القيادة الرئاسي" تقدمت بها للكيان الصهيوني تتمحور حول التبعية للكيان مقابل دعم الأخير لهم ضد صنعاء.
ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية في أيلول/ سبتمبر الماضي لقاء ً مع من وصفته بـ"مسؤول يمني رفيع المستوى، في الحكومة المدعومة من السعودية"، عبّر خلاله عن رغبة قيادة مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، بالتبعية للكيان الصهيوني، وتحريك الجبهات ضد صنعاء التي تخوض الحرب ضد العدو الصهيوني منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، إسناداً للشعب الفلسطيني.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المسؤول ينحدر مما يُسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو فصيل ممثل في المجلس الرئاسي المتحالف مع السعودية، ويسيطر حالياً على ميناء عدن وأجزاء من جنوب اليمن ويسعى للانفصال عن الجمهورية اليمنية".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تدفع الإمارات بأدواتها إلى الارتماء بين أحضان "تل أبيب" فقد سبق أن نشر موقع "كان" العبري، في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023م، أن المرتزق عيدروس الزبيدي "أظهر استعدادا مفاجئا للتعاون مع إسرائيل في مجال الملاحة البحرية، مع تصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة".
ونقل الموقع عن الزبيدي القول إن "قواته على استعداد للعب دور في تأمين الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وبذلك ستجد إسرائيل حليفاً في الميدان ضد تهديدات الحوثيين".
وسبق أن أبدى الزبيدي في عام 2021 في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" استعداد "المجلس الانتقالي للتطبيع مع إسرائيل أسوة بالتطبيع الإماراتي الصهيوني".
ولم تخل تصريحات فصائل المرتزقة في اليمن، من إشارات إلى استعدادهم للعمل لصالح الكيان الصهيوني، ضد القوات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.