الأمريكيون يُحصون خسائر معركة البحر الأحمر:مُسـيّرات وصواريخ صنعاء تستنفد مخزوننا
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا
عادل بشر / لا ميديا -
مستشار الأمن القومي: الحوثيون يمكنهم بسرعة إنشاء أشياء بسيطة لكنها جيدة بما يكفي لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة
مع انتهاء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتسلُّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مهام قيادة البلاد، بدأ المسؤولون العسكريون والحكوميون في الولايات المتحدة يتحدثون بصراحة أكبر عن نطاق القتال الذي دار في البحر الأحمر، والتكتيكات المتطورة للقوات المسلحة اليمنية خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، والقضايا المتعلقة بالإنتاج الأمريكي من الأسلحة والذخيرة والتي سيتعين على إدارة ترامب معالجتها.
حول هذا نشر موقع (Military) الأمريكي المعني بالشؤون العسكرية، تقريراً، تضمَّن اعترافات قيادات في البحرية الأمريكية بجانب من الخسائر التي تعرضت لها بحرية الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالأسلحة والذخيرة، في المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية، التي بدأت أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، معركة الإسناد للشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.
وذكر الموقع أن قائد القوات السطحية للخدمة، نائب الأدميرال بريندان ماكلين، قال أمام حشد من ضباط البحرية الأمريكية تجمعوا لحضور حلقة نقاش حول الدروس المستفادة من معركة البحر الأحمر: "إن السفن البحرية الأمريكية أطلقت 220 صاروخاً و160 قذيفة عيار 5 بوصات خلال 380 اشتباكاً منفصلاً".
وتشير هذه الأرقام، التي قال الموقع إنها تمثل لحظة نادرة من الشفافية من جانب البحرية، إلى أن بحرية واشنطن كانت "تعتمد على الصواريخ للتعامل مع التهديد الذي تشكله الصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية".
ونقل الموقع عن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قوله إنه في حين أن البحرية الأمريكية "تطلق الكثير من الصواريخ الاعتراضية ضد طائرات بدون طيار التي تشن هجمات في اتجاه واحد، فإن التكتيكات في البحر الأحمر تتكرر وتتغير".
ووفقاً للتقرير فإن أحد العوامل الرئيسية وراء ذلك هو القلق المزدوج بشأن تكلفة الصواريخ المعنية، فضلاً على قدرة الجيش الأمريكي على تجديد إمداداته في حالة اندلاع معركة مع الصين.
وقال ماكلين إن البحرية الأمريكية أطلقت 120 صاروخا من طراز (SM-2)، و80 صاروخا من طراز (SM-6)، و20 صاروخا من طراز (Evolved Sea Sparrow)، وصاروخا من طراز (SM-3).
وبحسب التقرير فإن تكلفة صاروخ (SM-2) وحده تبلغ حوالى مليوني دولار أمريكي للصاروخ الواحد، بينما تبلغ تكلفة صاروخ (SM-6) الأحدث حوالى 4 ملايين دولار أمريكي للصاروخ الواحد. وتتراوح تكلفة صاروخ (SM-3) ما بين 9 ملايين و28 مليون دولار أمريكي للصاروخ الواحد.
ولا تشمل هذه الأرقام أيضاً عدد صواريخ "توماهوك كروز" التي استخدمتها البارجات للعدوان على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه ورغم صعوبة التوصل إلى إجمالي دقيق لتكلفة الذخائر التي تم إنفاقها على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، حتى مع المعلومات الجديدة، فمن الواضح أن البحرية الأمريكية أنفقت ما يزيد على 500 مليون دولار في تكلفة الصواريخ الاعتراضية فقط.
وفي الوقت نفسه، قال سوليفان إن "الحوثيين يمكنهم بسرعة إنشاء أشياء أبسط كثيراً من تلك التي تنتجها الولايات المتحدة. صحيح أنها ليست بالجودة نفسها، لكنها بالتأكيد جيدة بما يكفي لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة".
ونتيجة لذلك، اعترف سوليفان بأن استخدام الصواريخ لإسقاط طائرات بدون طيار غير مكلفة نسبيا "هو مجرد معادلة رهيبة بالنسبة للولايات المتحدة".
وأضاف التقرير: "حتى لو تم تجاهل المخاوف بشأن التكلفة، فإن الاستخدام المكثف للصواريخ أثار أيضا مخاوف بشأن قدرة البحرية الأمريكية على تجديد مخزوناتها"، لافتاً إلى أن هذا تزامن مع بدء خبراء الدفاع في إثارة المخاوف بشأن حالة القاعدة الصناعية الأميركية وقدرتها على زيادة الإنتاج في مواجهة ارتفاع مفاجئ في الطلب.
ونقل التقرير عن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان القول بأن "الحوثيين يمثلون تحديا صعبا بشكل خاص، وذلك لأنني أعتقد أنهم سيكونون سعداء بتوسيع نطاق الحرب مع الولايات المتحدة"، مؤكداً أن "فكرة شن عملية كبرى بأعداد ضخمة من القوات الأميركية على الأرض في اليمن ليست خيارا جذابا".
وكانت وثائق من الموازنة الجديدة لوزارة الدفاع الأمريكية، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقرير لها مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2024م، قد كشفت أن البنتاغون سينفق حوالى 1.2 مليار دولار لصيانة السفن المنتشرة كجزء من العمليات في البحر الأحمر، بخلاف مئات الملايين من الدولارات لتجديد مخزون الصواريخ التي تم إطلاقها في محاولات البحرية الأمريكية صد الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تطلقها قوات صنعاء على الكيان الصهيوني، والسفن الأمريكية والبريطانية الحربية والتجارية، ضمن معركة القوات المسلحة اليمنية لإسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في قطاع غزة خلال 15 شهراً متواصلة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا