عادل بشر / لا ميديا -
حذّرت وسائل إعلام أمريكية من عدم جدية الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما في التعامل مع تأكيد صنعاء أن عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، سواء البحرية أو تلك التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني، مرتبطة بمدى التزام «إسرائيل» باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومرهون بعدم تعرض الجمهورية اليمنية لأي عدوان من قبل ثلاثي الشر (أمريكا وبريطانيا و«إسرائيل»).
وقال موقع «ذا وار زون» الأمريكي المختص بشؤون الدفاع والأمن، في تقرير له أمس، إن «من غير الواضح مدى جدية الولايات المتحدة وحلفائها في التعامل مع هذا التعهد الحوثي الجديد»، مشيراً إلى أنه قام بالتواصل مع القيادة المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع البريطانية وجهود الأمن البحري في عملية «أسبيدس» التابعة للاتحاد الأوروبي لمزيد من التفاصيل.
وأضاف: «وفي ظل حالة عدم اليقين بشأن أي رد فعل أميركي مستقبلي على الحوثيين، تولى دونالد ترامب الرئاسة، وكان قد تعهد في السابق بإحياء حملة الضغط الأقصى ضد طهران ووكلائها، وعندما سئل عن الضربات العسكرية المحتملة، أجاب بـ: كل شيء يمكن أن يحدث».
وأمس الأول، أكد سيد الجهاد والمقاومة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة متلفزة بمناسبة انتصار غزة، أن «العمليات العسكرية اليمنية مرتبطة بمدى التزام العدو باتفاق وقف النار»، محذّراً بأن «أيدينا على الزناد». وقال إن «ما جرى كان جولة من المواجهة. وحتماً هناك جولات أخرى، ونحن جاهزون للعودة إلى القتال بأداء أقوى من الجولة الأخيرة».
من جهتها ذكرت كبريات شركات الشحن العالمية أن صنعاء أبقت السفن «الإسرائيلية» على قائمة الحظر في البحر الأحمر، مع وضع شروط لإعفاء السفن الأميركية والبريطانية.
وذكر موقع «تريد ويندس» المتخصّص بأخبار الشحن العالمي، أن «مركز تنسيق العمليات» في صنعاء أكد، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن «السفن المملوكة لإسرائيل ستبقى ممنوعة من عبور البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي في الوقت الحاضر، حتى تنفيذ كل مراحل اتفاق غزة». ولفت إلى أن «المركز أوضح في رسالة ثانية أن العقوبات البحرية على أيّ دول معتدية ستعود في حال حصول أيّ عدوان على اليمن».
وأفاد موقع «ذا وار زون» أنه «بشكل عام، عندما يتعلق الأمر بالحوثيين والوضع الأمني المعقد بشكل لا يصدق في المنطقة، ورغم أي تعهدات بخلاف ذلك، فسوف يتعين على مغناطيسات الشحن والقوات العسكرية على حد سواء أن تتخذ موقف «الانتظار والترقب» بشأن تحركها المفاجئ نحو خفض التصعيد».
وأكد أنه بالإضافة إلى التأثيرات على الشحن التجاري، فإن «الجيش الأمريكي سيستفيد بشكل كبير من أي انخفاض حقيقي للعمليات اليمنية في منطقة البحر الأحمر»، مضيفاً: «لقد أنفقت السفن البحرية -التي كان عليها الحفاظ على وجود دائم في هذه المنطقة- مئات الذخائر باهظة الثمن لإسقاط تهديدات الحوثيين. وقد أجبر ذلك تلك السفن على مغادرة المنطقة لتجديد مخزونها».
وتابع: «كانت دوريات منطقة البحر الأحمر المستمرة على حساب التواجد في أماكن أخرى من العالم ووضعت ضغوطاً شديدة على السفن والأطقم الحربية الأمريكية».
عودة الشحن بقرار يمني
في السياق ذكر موقع «لويد ليست» البريطاني أن من وصفهم بـ»الحوثيين في اليمن» ما زالوا يسيطرون على البحر الأحمر، وإعلان الاتفاق في غزة يفتح الباب أمام إمكانية عودة الشحن إلى باب المندب، مضيفا أن قطاعاً كبيراً من الصناعة لا يزال رهناً بما يقرر «الحوثيون» القيام به بشأن عودة الشحن عبر باب المندب.
وقال إن «الحوثيين ما زالوا يتخذون القرار في البحر الأحمر، لأنهم يملكون القوة الحقيقية لإعادة فتح مضيق باب المندب أمام حركة السفن»، مشيراً إلى أن «صناعة الشحن تنتظر إشارة من الحوثيين قبل العودة إلى البحر الأحمر وباب المندب».
وفي إشارة إلى الهزيمة الساحقة للاحتلال «الإسرائيلي» والولايات المتحدة وبريطانيا في استعادة الهيمنة على الملاحة في البحر الأحمر، أكد الموقع أيضا أن «الحوثيين هم من يحددون توقيت تغيير مسار السفن، وليس إسرائيل أو أي حكومة غربية».
واستبعد عدد من شركات الملاحة الدولية استئناف الحركة عبر البحر الأحمر إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة خلال الأيام المقبلة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين تنفيذيين في صناعات الشحن والتأمين والتجزئة، أن المخاطر لا تزال مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن استئناف الرحلات عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر الذي يجب أن تمر عبره الصادرات إلى الأسواق الغربية من الخليج وآسيا قبل دخول قناة السويس. فيما قال محلّل الاستخبارات في شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، دانييل مولر، لصحيفة «سيتراد مارايتيم نيوز»، إن «من غير المرجح انسحاب إسرائيل من قطاع غزة على الفور». وأشار إلى أن «عودة السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا في القرن الأفريقي ستكون تدريجية».
من جانبه قال كريج بول، العضو المنتدب في شركة «كاردينال جلوبال لوجستيكس»، التي تشمل عملاءها شركة «بي آند إم ريتيل» و»بيتس آت هوم»: «إذا أوقف الحوثيون الهجمات، فقد يضطر تجار التجزئة إلى الانتظار حتى الربع الثاني، حتى تغير خطوط الشحن مساراتها بالكامل»، مضيفا: «ستكون بالتأكيد حالة تجربة الطريق، والتأكد من أن وقف إطلاق النار حقيقي».
وبالنسبة للسفن الأكبر حجما، مثل الناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال، فإن أي استئناف سيستغرق وقتا أطول، بسبب مخاطر أكبر إذا تعرضت مثل هذه السفن التي تحمل شحنات قابلة للاشتعال، حد تعبيره.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا