عادل بشر / لا ميديا -
أثار العرض العسكري المهيب لثمانية آلاف من خريجي دورات التعبئة العامة المفتوحة "طوفان الأقصى" بمديرية الجراحي في محافظة الحديدة، حفيظة الإعلام "الإسرائيلي"، الذي اعتبر الدورات التدريبية العسكرية لعشرات الآلاف من المواطنين بأنها تأتي ضمن الاستعداد لحرب مستقبلية مع "ثلاثي الشر الأمريكي البريطاني الصهيوني".
ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أمس، تقريراً تحليلياً بعنوان "ربما أوقف الحوثيون الهجمات لكنهم لم ينسوا الحرب" أفادت فيه بأن صنعاء وخلال الفترة من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 إلى كانون الثاني/ يناير 2025م، جعلت من نفسها "الجبهة الرئيسية ضد إسرائيل، فزادت من استخدام الصواريخ الباليستية لاستهداف وسط إسرائيل".
وفيما حاولت الصحيفة الهروب من الأضرار والخسائر التي تعرض لها الكيان نتيجة استهداف مواقع حساسة له في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية، إلا أنها في تقريرها أشارت إلى أن تلك الهجمات "تسببت في إثارة حالة من الذعر في أنحاء واسعة من إسرائيل، مما دفع الملايين للجوء إلى الملاجئ"، مؤكدة أن من وصفتهم بـ"الحوثيين" أظهروا "أنهم قادرون على إطلاق الصواريخ كل بضعة أيام. ومع ذلك، منذ وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير الفائت، ظل الحوثيون هادئين".
وأضاف التقرير: "كانت حماس قد عقدت محادثات مع إيران وحزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني على مدى السنوات القليلة الماضية بشأن العمل بشكل أوثق. وكان الحوثيون جزءًا متزايدًا من هذه المناقشات"، لافتاً إلى أن صنعاء بدأت حملتها المساندة للشعب الفلسطيني ضد "إسرائيل" في أعقاب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، باستهداف مدينة أم الرشراش "إيلات" وجنوب فلسطين المحتلة، بالطائرات المسيرة والصواريخ، تلى ذلك استهداف السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر، ثم تطوروا لاحقًا إلى استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى لاستهداف وسط "إسرائيل".

لم يتراجع الحوثيون
وتساءلت الصحيفة العبرية: "الآن، ماذا حدث للحوثيين؟ شنت إسرائيل عدة جولات من الغارات الجوية على الجماعة، مستهدفة مناطق في ميناء الحديدة وأماكن أخرى في اليمن. لكن يبدو أن هذه الغارات الجوية لم تردعهم".
وقالت: "ربما توقف الحوثيون عن هجماتهم، لكنهم لم ينسوا الحرب". مضيفة: "فقد أقاموا مؤخرا عرضا عسكريا في محافظة الحديدة، أعلنوا خلاله أن 8 آلاف رجل تخرجوا من دورات طوفان الأقصى. ومن الواضح أن هذه رسالة دعم لحماس، لأن الحوثيين أطلقوا على الدورة اسم هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م".
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن قناة المسيرة التابعة لحركة أنصار الله، القول إن "العرض العسكري الكبير عكس مستوى الجاهزية القتالية لخريجي دورات طوفان الأقصى الذين يمثلون قوات احتياطية مدربة على مختلف الأسلحة والإعداد البدني والثقافة العسكرية المبنية على مرجعية إيمانية جهادية راسخة للحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الأرض والذود عن دين الله والمستضعفين".
وذكر التقرير ذاته أن خريجي هذه الدورات أصبحوا مستعدين لمواجهة "مخططات ومؤامرات الثالوث الشرير الأميركي البريطاني الصهيوني ومن يدور في فلكه".
وعلّقت الصحيفة العبرية على ذلك بالقول إن "هذا يأتي في إطار دعم الحوثيين المتواصل للشعب الفلسطيني".
وشهدت مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة، السبت الفائت، عرضا عسكريا مهيبا لتخرج دفعة شهيد القرآن ضمت أكثر من ثمانية آلاف من خريجي دورات التعبئة العامة المفتوحة "طوفان الأقصى"، بعد اختتام التدريبات العسكرية وتشكيل جيش شعبي من أبناء مناطق التماس مع مرتزقة العدوان.
وقدم الخريجون، عروضا عسكرية متنوعة، عكست التفاعل الكبير لدفعة شهيد القرآن بعد أشهر من التدريب والإعداد المتقدم في التأهيل العسكري لجيش شعبي تتكامل مهامه مع عمليات القوات المسلحة اليمنية.

استمرار تأثير الحصار البحري
من جهة أخرى كشفت صحيفة "كالكاليست" العبرية أن تأثيرات الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على الملاحة "الإسرائيلية"، والذي لايزال مستمراً حتى اكتمال تنفيذ مراحل وقف إطلاق النار في غزة، يعيق الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الصهيونية لتسهيل عملية الاستيراد إلى كيان الاحتلال.
وذكرت الصحيفة أن حكومة الكيان الغاصب شرعت في موجة من الإصلاحات لتسهيل عملية استيراد المنتجات إلى "إسرائيل"، مشيرة إلى أن هذه الإصلاحات بدأت بالمنتجات الكهربائية من أجل تخفيض أسعارها لكن ذلك لم يحدث.
وقالت الصحيفة إنه "على أرض الواقع، لم يخفض مستوردو المنتجات الكهربائية أسعارها للمستهلك، بل رفعوها لأسباب عدة، منها زيادة ضريبة القيمة المضافة إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري بسبب الحصار الحوثي في البحر الأحمر".
ونقلت عن أحد المستوردين الكبار للمنتجات الكهربائية القول: "بالتوازي مع التوفير الناتج عن الإصلاح، فإن صعوبة النقل من الصين رفعت التكاليف بنسبة 350%، ولذلك لم يكن هناك أي سبيل لخفض الأسعار".. مضيفاً: "بعد هجمات الحوثيين، أصبحت سفن النقل تدور حول أفريقيا بأكملها، وهذا يؤدي إلى زيادة تكلفة النقل، وعلى الرغم من أن اليورو انخفض بنسبة 6% والدولار بنسبة 5% خلال الشهرين الماضيين، فهذا لم يساعدنا بأي شكل من الأشكال.. لم أشاهد أي مستورد كبير أو متوسط يخفض الأسعار، كلهم رفعوا الأسعار".
ومع دخول اتفاقية وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني في قطاع غزة، حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الفارط، أبلغت صنعاء شركات الشحن أن العقوبات على السفن المملوكة "لإسرائيل" وتلك التي ترفع العلم "الإسرائيلي" ستبقى قائمة حتى اكتمال تنفيذ جميع مراحل وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أمان الملاحة لجميع السفن الأخرى بما فيها المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وتعود ملكيتها لغير "إسرائيل".