لا ميديا -
«أنا إذا متُّ.. أريد موتًا مدويًا، لا أريدني في خبر عاجل، أريد أثرًا يظل مدى الدهر، وصورًا خالدة لا يدفنها الزمان». كانت هذه تغريدة للشهيدة فاطمة عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
أحبها أهل غزة ولقّبوها بـ«عين غزة»، لم تكن مجرد مصوّرة تلتقط صور الدمار والركام، بل كانت شاهدة على وجع الناس، راوية لحكاياتهم المخبّأة خلف الجدران المهدّمة والعيون المنهكة من البكاء. مرآةُ الأطفال إلى العالم. تعكسُ ابتساماتهم، فرحهُم الصغير بالتفاصيل اليوميّة تحتَ الحصار، وفي قلب المجاعة.
درست وسائط متعددة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكرّست عدستها لتوثيق القصص التي لا يسمعها أحد. عملت مع منصة (Untold Palestine) لتروي القصص الإنسانية، ورافقت كلماتها الأطفال والمهمّشين عبر مؤسسة تامر، وجمعية الهلال الأحمر، ووكالة (Mondoweiss). وتعطي لحكايات الناس صوتًا وصورة.
شاركت في معارض دولية مثل «غزة حبيبتي» ومعرض (SAFE)، ووصلت صورها إلى منصات عالمية.
متطوّعة وعاملة في عدّة مؤسسات مُجتمعية تُساهم في مُساعدة الناس والعمل الإنساني.. بدأت عملها الرسمي مع بعض المؤسسات خلال الحرب، لخبرتها وقوّتها في التصوير.
وفاطمة هي بطلة الفيلم الوثائقي «ضع روحك على كف وامش»، الذي سيُعرض في مهرجان كان السينمائي الشهر المقبل أيار/ مايو 2025، وكانت تستعد للاحتفال بزفافها في الأيام القليلة المقبلة.
قالت مخرجة الفيلم، الإيرانية سبيدة فارسي: «أصبحت فاطمة عينيّ في غزة، وأنا نافذة مفتوحة على العالم». وأشارت إلى أنها كانت تصور مشاهد الفيلم عبر مكالمات الفيديو، بعدما تعذر دخولها القطاع، مضيفة: «صوّرتُ عبر مكالمات الفيديو ما كانت فاطمة تمنحني إياه؛ مشاهد ملتهبة تنبض بالحياة. صورت ضحكاتها، دموعها، آمالها واكتئابها. تبعت حدسي دون أن أعرف إلى أين ستقودنا هذه الصور. تقول فاطمة في أحد مشاهد الفيلم: أنا فخورة بذلك. لن يتمكنوا من هزيمتنا، مهما فعلوا؛ لأنه ليس لدينا ما نخسره».
استشهدت مع 9 من أفراد عائلتها في 16/4/2025، خلال قصف صهيوني على منزل عائلتها في حي التفاح.