حماس: نرفض خطط أمريكا و«إسرائيل» لعسكرة المساعدات.. العدو يعترف بمقتل وإصابة 6 صهاينة في غزة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في بقعة صغيرة على خارطة العالم، يُطحن الزمن تحت ركام البيوت، وتتشظّى الطفولة بين أنقاض المدارس، وتُسحب الأرواح من بين أضلع الأمهات، في مشاهد تقشعرّ لها جلود الموتى قبل الأحياء. هناك، في غزة الجريحة، لا تُعدّ الأيام، بل تُعدّ المجازر. لا تُقاس الساعات بالوقت، بل بعدد من استُشهد ومن فُقِد ومن نزف حتى جفّ دمه بين براثن الخذلان العالمي والخزي العربي.
خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استُشهد 27 فلسطينياً، بينهم رضيع وأبواه، في مجزرة شرق مخيم النصيرات، وأُصيب 85 آخرون، في قصف استهدف منازل سكنية ومساجد وشققاً مأهولة في حي الرمال ومناطق متعددة بالقطاع.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تمثل نكبة يومية تتكرر في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لترتفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 52,787 شهيداً و119,349 مصاباً، بينما لا يزال أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، في محرقة بشرية لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً.
وفي محاولة للالتفاف على الإبادة والكارثة الإنسانية المصنوعة أمريكياً و»إسرائيلياً»، أعلنت الولايات المتحدة نيتها إنشاء «مؤسسة» جديدة لإدارة وتوزيع المساعدات في غزة.
حركة المقاومة الإسلامية حماس من جهتها رفضت الفكرة، ووصفت تصريحات السفير الأمريكي بخصوصها بأنها «ترديد لأكاذيب صهيونية»، مطالبةً برفع الحصار وفتح المعابر فوراً، متهمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بمحاولة عسكرة المساعدات.
بدوره حذّر باسم نعيم، القيادي في حماس، الأطراف المحلية في غزة من أن تتحول لأدوات في مخططات الاحتلال.
وأكد أن «حق شعبنا في الحصول على طعامه وشرابه ودوائه ليس محل تفاوض».
وأضاف أن محاولات العدو الصهيوني وداعميه كسر إرادة شعب فلسطين بالتجويع والحرمان من الدواء فشلت فشلاً ذريعاً.
واعتبر أن الخطة الأميركية المقترحة ليست بعيدة عن «التصور الإسرائيلي» لعسكرة المساعدات.
مصرع وإصابة 6 صهاينة
رغم التفوق العسكري للعدو الصهيوني، فإن المقاومة الفلسطينية في غزة تواصل تكبيده خسائر فادحة في صفوفه. ففي اشتباكات عنيفة جنوبي القطاع، أعلن العدو الصهيوني مقتل جنديين من كتيبة الهندسة ولواء «غولاني»، وإصابة أربعة آخرين بينهم ضابطان. هذه الخسائر تكشف عمق المأزق الميداني الذي يواجهه الاحتلال، وفشل استراتيجياته في إخضاع غزة.
في سياق متصل، أجمعت وسائل إعلام العدو على الفشل الحتمي مقدماً لعملية العدو الصهيوني المزمعة والمسماة «عربات غدعون»، والتي تهدف إلى مهاجمة ما تبقى من حياة في غزة بعنف أكبر واحتلال شامل لكل القطاع.
ووصف إعلام العدو العملية بأنها «فاقدة للشرعية، وغير قادرة على تحقيق أهدافها». تقرير صحيفة «هآرتس» كشف أن إعادة الأسرى «الإسرائيليين» ليست على رأس قائمة الأهداف، بل في ذيلها، وهو ما أزعج عائلات الأسرى، التي شعرت بالخيانة. الحرب، كما تقول الصحيفة، فقدت حتى الذريعة الأخلاقية التي كان يمكن التشبث بها.
معسكر «سديه تيمان».. معقل سادي للتعذيب والقتل البطيء
ضمن جريمة صهيونية أخرى، أدلى جنود احتياط في قوات العدو الصهيوني، إلى صحيفة «هآرتس»، بشهادات مروعة كشفت عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المختطفون الفلسطينيون في معسكر «سديه تيمان».
ووصف الجنود المعتقل بـ»المقبرة»، حيث يُمنع المعتقلون من دخول الحمامات، ويُجرى لبعضهم عمليات جراحية دون تخدير، ويُجبرون على الصمت في مواجهة الموت اليومي.
جندي احتياط قال بوضوح: «لم يعد موت المعتقل مفاجئاً، المفاجأة هي أن ينجو أحدهم».
وأضاف أن السجناء يتعرضون لانتهاكات ممنهجة بعلم المسؤولين الصهاينة الكبار.
وتابع: «سديه تيمان معسكر تعذيب سادي، وهناك فلسطينيون دخلوه أحياء وخرجوا منه في أكياس».
الضفة تحت المقصلة.. جرائم صهيونية يومية
في الضفة الغربية، لا يختلف المشهد كثيراً. القتل والاقتحامات مستمرة، والمقاومة تُواجه بحملات اعتقال وهدم وتجويع.
في نابلس، اغتال الاحتلال، أمس، قائد كتيبة جنين، نور البيطاوي، والشاب حكمت عبد النبي، بعد محاصرة منزليهما وقصفهما بالقذائف.
كذلك في رام الله، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على مواطن داخل أحد المخابز، وسُحل آخر وسط المدينة، في مشاهد تعكس بوضوح عقلية القوة الغاشمة التي يتبناها العدو الصهيوني.
وتواصل قوات الاحتلال في طولكرم ونور شمس حصارها، لليوم الـ103 و90 توالياً، مدمرةً البنى التحتية وهادمةً أكثر من 100 منزل.
في جنين، يُحتجز الأهالي ويُجبرون على مغادرة منازلهم وسط عمليات قصف وقنص. المشهد هناك لا يختلف عنه في غزة؛ إلا أن الاهتمام الإعلامي الدولي يبدو أقل، ما يمنح الاحتلال مساحة أوسع لارتكاب جرائمه.
المصدر لا ميديا