أنت إلى السيد القائد..
- تم النشر بواسطة سامي الحوثي / لا ميديا

سامي الحوثي / لا ميديا -
حنانَيكَ.. إنّ الشوقَ بالمرءِ عاصفُ
وقد شابَ مُشتاقٌ ببابِكَ واقفُ
وما بيننا الآفاقُ.. ليست بعَتبَةٍ
وللوجدِ ملهوفٌ بعينيَّ لاهِفُ
وكم شَقَّ بي جُرحٌ إليكَ يُعيقُني
وإني على رَغمِ المسافاتِ زاحفُ
أنا ابنُ الولاءِ المَحضِ وهي مَسيرةٌ
وقلبي على أوتارِها الصبرَ عازفُ
فتًى لم يَخَف غيرَ الصبابةِ، سبعةً
وعشرينَ يُتمًا وهو كالطفلِ خائفُ
وأنتَ أمانٌ والنفوسُ أمانةٌ
بكفَّيكَ.. لكني دمي فيكَ نازفُ!
وما دأبُ مشتاقٍ وحيلةُ شاعرٍ
إذا أنتَ لا تُرضيكَ هذي العواطفُ؟!
مِن الزهوِ معصومٌ وجاهُكَ قائمٌ،
حنانَيكَ ما مدحي بكَ الشِّعرَ زائفُ!
على الأرضِ لا ممدوحَ أََكمَلُ سيّداً
سِواكَ، وما يرقى إلى البدرِ قاطِفُ..
أناديكَ عن بابٍ وقفتُ أمامَهُ
ذهولًا ولم يطرُقهُ في الذُهلِ عاكفُ!
شممتُ هُنا ما للحُسينِ زكاؤهُ
تُؤانِسُني أطيافُهُ وتُلاطِفُ!
سلامٌ على الدارِ التي بشهيدِها
تجلّت جلالًا لم تُزِنها الزخارفُ!
جَدًا في اللقا إن لم تُطالِعكَ أعيُني
فلا تَعجَبَنْ مما تَفيضُ المَذارِفُ..
***
أنا، مَن أنا؟! مِن جيشِكَ الثَرِّ قَطرةٌ
وسَيلٌ من الحُبِّ السماويِّ جارفُ
أنا واحدٌ مِن شَعبِكَ الصادقِ الفدا
وراءَكَ هَتَّافٌ بما أنتَ هاتفُ
إذا أظلَمَت بالحاقدينَ حشا الوغى
وغاضَ الورى ما فيَّ للموتِ واجفُ
أقاتلُ وحشَ الدهرِ من غيرِ رجعةٍ
وأعلمُ ما بعدَ الردى وأُجازفُ
وأنتَ ابنُ أهدى الخَلقِ طُوبَى لنا الهُدى
وأحلافُكَ الأنقى -كَمالًا- نَواصِفُ
وهل أنتَ إلا رحمةٌ سيفُها امتضى
يُجَندِلُ أذيالَ العدى وهو آسفُ؟!
تَهيَّبَكَ الظُّلّامُ أطغاهُمُو دمًا
وما خانَكَ الميثاقَ إلّا الرواجِفُ
وليسوا من الوَهنِ الجبانِ خَوالفًا
ولم ترضَ بالعِرضِ الهَتُوكِ الخوالفُ!
هُداكَ إذا ما جانَبَ الناسُ رَشفَهُ
مَريرًا عليَّ اسكُبْهُ إنّي لراشِفُ..
***
أيا قائدَ العزمِ اليماني وأهلَهُ
ألا مَسَّني ضعفًا من الحُزنِ طائفُ..
على الأمةِ الثكلى بكيتُ، فَدَاوِها..
ومَن كأبي جبريلَ باللهِ عارِفُ؟!
لأنّكَ تفسيرُ الحياةِ، وأنتَ في
قلوبِ العدى الرعبُ الذي اللهُ قاذفُ
وُقُوفُكَ نصرًا بالمَشارِفِ مَفخَرٌ
لِتَشمَخَ مِن فوقِ الأعادي المَشارِفُ
على البيتِ قد خافوا من القصفِ خُدعةً
كما رُفِعَت فوقَ الرماحِ المَصاحِفُ!
أعزَّتُهم للغاصبينَ أذلّةٌ
لأنَّهمُ والغاصبونَ لفائفُ
لأنّكَ مِن غمدِ الرجالِ بوارقٌ
ومَن يَتَّقِ اللهَ اتَّقَتْهُ الخلائفُ
فلن يَلِدَ التاريخُ فينا خوارجًا
وليست كما سارت تعودُ السقائفُ
وللهِ (إسرائيلُ) وهي وضيعةٌ
وأنتَ عليها بالمَصاديقِ قاصفُ
هو الخيلُ في حربِ السماواتِ والمدى
كفارسِهِ الصاروخُ بالطعنِ واكفُ
ومن فرطِ صوتِ الحقِّ سُرعةُ صيدِهِ
كما انقضَّ صقرٌ ناهشُ الروحِ خاطفُ
(مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ معًا)
ولكنّهُ للصخرِ والموجِ ناسفُ
وللهِ (أمريكا) تفرُّ شريدةً،
بها طعناتٌ من يديكَ رواعفُ
وللهِ أمرٌ غادرٌ يجمعونَهُ
عليكَ، ولا يَدرِيكَ ما أنتَ لاقِفُ!
لهم حاملاتُ الطائراتِ وما لها
وما لكَ إلا الذِّكرُ، والوحيُ سائفُ..
فأنتَ عذابُ اللهِ إن هم تجبّروا
وإن أذعنوا ما غيرُهُ اللهُ كاشفُ
***
لكَ المجدُ، كم مِن غَيبِكَ البحرُ غارفُ!
وكم أنتَ فيما يَنفعُ الناسَ وارفُ!
وللناسِ في الأمجادِ غيرَكَ ما لهم
يُدَسُّ كسُمِّ الشهدِ أو ما يُصادِفُ
وللعالَمِ المِثليِّ أفراخُ فَحلِهِ
حواضرُ أعشاشِ الخليجِ سوالفُ
وما حطَّ أقدارَ الورى كنفُوسِها
ولا سُوقَ كالأعرابِ عارًا تُصارفُ
بلادٌ وما الأقصى قضيّةُ أهلِها
إلى أين مسعاها؟! وماذا تُقارفُ؟!
أُناسٌ من الأشباحِ، جيلٌ من الدُّمَى
وكلُّ طموحِ الطامحينَ سفاسِفُ!
تُسالمُ غازيها على قتلِ نفسِها
تُحالفُ مَن لم تدرِ فيما تُحالِفُ!
ممالكُ من قُدسِ الدماءِ عمالةً
بها النِّفطُ خمرٌ والملوكُ وصائفُ..
***
لكَ اللهُ من ظلمٍ بغزةَ لم يَذَر...
وكم أنتَ أنصارًا لها مُتَضاعِفُ
إليكَ عيونُ المُطفَئينَ مشاعلٌ
بماذا تكادُ النُّطقَ قتلى شرائفُ؟!
لكَ اللهُ مما هم يُحِسُّونَ غُربةً
كأنّكَ منهم كلما أنتَ واصفُ
***
حنانيكَ كم شيّدتُ وصفي شوارداً
إليكَ، ولم تَبلُغ سَماكَ النوايفُ..
2025/5/25
المصدر سامي الحوثي / لا ميديا