تزامناً مع تكثيف ضرباتها على الكيان الصهيوني.. إيران ترد على العدوان الأميركي وتقصف قواعده في قطر
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير: عادل عبده بشر / لا ميديا -
بدأت إيران، أمس، ردها على العدوان الأميركي الذي استهدف عدة المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية.
وأفاد التلفزيون الإيراني بأن «القوات الإيرانية وقوات الحرس الثوري استهدفت قاعدة العيديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي ضمن عملية بشارة الفتح».
بدوره، قال حرس الثورة في إيران، في بيان حول الهجوم الصاروخي الانتقامي على قاعدة العيديد الأمريكية في قطر، إنه «في أعقاب العدوان العسكري السافر للنظام الأمريكي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والانتهاك الصارخ للقانون الدولي، وبتخطيط من المجلس الأعلى للأمن القومي وقيادة المقر المركزي لخاتم الأنبياء (عليه السلام)، استهدف حرس الثورة الإسلامية برمزه المقدس، أبو عبد الله الحسين (عليه السلام)، قاعدة العيديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي ضمن عملية بشارة الفتح»، وتابع: «تُعد هذه القاعدة مقراً لسلاح الجو وأكبر رصيد استراتيجي للجيش الأمريكي الإرهابي في منطقة غرب آسيا».
ولفت البيان إلى أن «رسالة العمل الحاسم الذي قام به أبناء الأمة في القوات المسلحة واضحة وصريحة للبيت الأبيض وحلفائه: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالاعتماد على الله تعالى، وعلى الشعب الإيراني الإسلامي المؤمن والعظيم، لن تترك أي اعتداء على سلامة أراضيها وسيادتها وأمنها الوطني دون رد، تحت أي ظرف من الظروف».
وأضاف: «مع عدوان العدو الأمريكي، اتضح للجميع أن شر الصهاينة امتدادٌ للمخطط الأمريكي. وعليه، نود تذكيركم بأن القواعد الأمريكية والأهداف العسكرية المتنقلة في المنطقة ليست نقطة قوة في هذا الدفاع الوطني، بل هي نقطة ضعف رئيسية وشوكة في خاصرة هذا النظام المُولع بالحروب».
وأكد البيان: «عشية شهر محرم الحرام، شهر حزن سيد الشهداء وقائدهم، سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، نحذر مرة أخرى أعداء إيران الإسلامية من أن عهد المواجهة والمواجهة قد انتهى، وأن إرادة القوات المسلحة القوية والشعبية في البلاد: أي تكرار للشر سيؤدي إلى تسريع انهيار المؤسسة العسكرية الأمريكية في المنطقة وهروبهم المشين من غرب آسيا، وتحقيق التطلع المشترك للأمة الإسلامية وشعوب العالم الحرة في استئصال الغدة السرطانية صهيون».
وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام عديدة عن «دوي صافرات الإنذار في القواعد العسكرية الأميركية في عدد من دول الشرق الأوسط نتيجة هجوم صاروخي من إيران». وتابعت أن «إيران أطلقت اسم «بشائر الفتح» على عملية الهجوم الصاروخي التي تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة ردا على العدوان الأميركي على إيران».
الموجة 21
إلى ذلك، لم يكن صباح أمس عادياً في فلسطين المحتلة، بل فجراً من لهب، انطلقت خلاله الرسائل النارية من عمق إيران، وانهالت على الكيان الصهيوني، في الموجة الـ21 من عملية «الوعد الصادق 3» مستهدفة مواقع عسكرية واستراتيجية، في وقت يسود فيه القلق العدو الصهيوني من تكثيف طهران ضرباتها المركزة ضد الاحتلال على شكل حرب استنزاف مفتوح، تعجز «تل أبيب» عن مجابهتها، خاصة وأن الحركة في «إسرائيل» مشلولة منذ 10 أيام، وليس واضحاً ما هي المدة التي بمقدورها الاستمرار على هذا الحال.
وشنّت القوات الجوية التابعة الحرس الثوري الإيراني الموجة الـ21 من عملية «الوعد الصادق 3» بالصواريخ والطائرات المسيّرة على الأراضي المحتلة الشمالية والوسطـــــى والجنوبيــــــة، مستخدمة لأول مرة صاروخ «قدر H» متعدد الرؤوس.
وأعلنت العلاقـــــات العامة للحرس الثوري، في بيان، أن هذه الموجة استهدفت أهدافاً عسكرية ومراكز دعم لوجستي، مع التركيز على حيفا و»تل أبيب» المحتلتين، موضحة أن «الموجة الحادية والعشرين نُفذت بعمليات صاروخية وطائرات مسيّرة مشتركة باستخدام صواريخ تعمل بالوقود الصلب والسائل».
وكشف الحرس الثوري أنه «للمرة الأولى، تم استخدام صاروخ «قدَر H» الباليستي متعدد الرؤوس من طراز خيبر»، مشيراً إلى أن «عملياته الدقيقة المؤثرة ستستمر بقوة أكبر وقدرة تدمير أشد، عبر استخدام تكتيكات خاصة جديدة تستغل نقاط ضعف أنظمة الدفاع الجوي للعدو».
وشدد على أن العمليات القتالية للطائرات الإيرانية المسيّرة لن تتوقف لحظة واحدة خلال النهار. وأضاف: «بناء عليه، فإن المستوطنين الغاصبين سيضطرون إلى البقاء في الملاجئ هاربين».
وتابع: «سنواصـــل دفاعنا الوطني الشامل حتى إزالة الكيان الإسرائيلي بشكل كامل».
التشبع بالنار
ومنذ ساعات الصباح، دوّت صفارات الإنذار بشكل متواصل في كل مناطق الجليل، إضافة إلى الجولان المحتلّ في الشمال، كما دوّت في القدس ومستوطنات الضفة الغربية ومستوطنات «تل أبيب»، إضافة إلى أسدود وعسقلان، وصولاً إلى «غلاف غزة».
دفعات متتالية من الصواريخ الإيرانية اخترقت المجال الجوي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وضربت أهدافاً دقيقة، في مشهد قلب معادلات الردع، وأكد أن السماء لم تكن يوماً حكراً على طائرات العدو.
ووصفت وسائل إعلام، إلى جانب قادة صهاينة، ما جرى صباح أمس بأنه «أطول عملية قصف متوالية منذ بداية الحرب على إيران»، حيث دوّت صفارات الإنذار في أربع رشقات متتالية على امتداد فلسطين المحتلة، وهي سابقة تعبّر عن خلل حقيقي في منظومات الإنذار والدفاع الصهيونية.
وقدّر الإعلام العبري عدد الصواريخ بما بين 10 و15 صاروخاً في كل دفعة، ما يؤكد أن إيران لم تعد تعتمد سياسة الضربات الرمزية، بل انتقلت إلى تكتيك «التشبع بالنار»، في إطار موجات متكررة، تستهدف إرباك الجبهة الداخلية للعدو وإنهاك دفاعاته.
أما جغرافياً، فقد توزّعت الصواريخ على مناطق مختلفة، أبرزها أسدود، حيث تضررت محطة توليد الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار عن نحو 8 آلاف منزل، بحسب وزير الطاقة الصهيوني.
وبحسب التفاصيل، فإنّ الدفعة الأولى كانت متجهة نحو شمالي فلسطين المحتلة، والثانية اتجهت نحو «تل أبيب» والقدس وعسقلان، أمّا الثالثة فكانت نحو مستوطنات «غلاف غزة».
ونقلت «القناة 12» العبرية عن مستوطنين أنّ هناك أعطالاً ومشاكل في إنذارات تطبيق «قيادة الجبهة الداخلية»، بحيث إنّ «التحذيرات لا تصل دائماً قبل عمليات الإطلاق»، ونصحت القناة «بمتابعة المستجدات عبر وسائل الإعلام».
في السياق، تحدث الإعلام العبري عن استهداف الصواريخ الإيرانية موقعاً في مدينة صفد بالجليل المحتل، موضحاً أن طبيعة الهدف لا تزال محاطة بالسرية التامة، ما يؤكد أن إيران باتت تملك بنك أهداف نوعية، وأنها قادرة على إصابة مواقع تُعد حساسة جداً، قد تكون عسكرية أو استخبارية، الأمر الذي دفع العدو إلى فرض طوق إعلامي وأمني صارم حول الموقع.
تأثير هذه الهجمات لم يقتصر على الخسائر المادية فقط، بل شمل المجال الجوي الصهيوني، الذي أُجبر على الإغلاق أكثر من 40 دقيقة، ما عرقل حركة الملاحة الجوية وأبقى طائرات شركة «العال» في الجو حتى عودة فتح المجال.
وذكر موقع «فلاي رادار» أن 5 طائرات علقت هبوطها في «مطار بن غوريون» في «تل أبيب» بفعل الصواريخ الإيرانية.
قدرات فعالة
هذه الإرباكات، بحسب الصحافي الصهيوني يوسي ميلمان، تؤكد أن «قدرة إيران الصاروخية لا تزال فعّالة وعلى ما يرام»، وأن الكيان دخل في «حرب استنزاف مفتوحة» تهدد أمنه واستقراره الداخلي على المدى الطويل.
الانعكاسات الاقتصادية لهذا التصعيد لم تتأخر، فقد شهدت البورصة الصهيونية تراجعاً لافتاً في مؤشرات القطاعات المالية والعقارية، في وقت تسعى فيه «تل أبيب»، وفق تقرير «القناة 13» العبرية نقلاً عن «وول ستريت جورنال»، إلى «تسويق» هجوم ترامب على إيران بوصفه «نصراً سياسياً» داخلياً، في ظل عجزها عن الحسم العسكري؛ غير أن الواقع كما تكشفه التسريبات الغربية و»الإسرائيلية» أكثر تعقيداً؛ فقرار وقف الحرب لم يعد بيد «تل أبيب» أو واشنطن، بل بات مرتبطاً بإرادة طهران، وهو ما يشير إلى تبدّل جذري في قواعد الاشتباك.
رئيس وزراء الاحتلال السابق، إيهود أولمرت، عبّر عن هذا المأزق بوضوح حين اتهم نتنياهو بإشعال حرب لصرف الأنظار عن إخفاقاته، مؤكداً أن «إيران دولة لا يمكن هزيمتها»، وأن نتنياهو «بارع في إشعال الحروب وفاشل في إنهائها».
من جانبه، دعا الجنرال السابق يئير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين، إلى التفاوض على اتفاق شامل، معتبراً أن الاستمرار في هذه الحرب لن يخدم مصالح الكيان، بل سيؤدي إلى تعميق أزماته على المستويين العسكري والاقتصادي.
في العمق الداخلي، بدت ملامح التفكك واضحة: نواب في الكنيست فرّوا إلى أماكن آمنة فور انطلاق صفارات الإنذار، بينما احتمى المستوطنون في الأنفاق وتحت الجسور. حالة الإرباك هذه دفعت فرنسا إلى إعلان استعدادها لإجلاء نحو 250 ألف صهيوني من مزدوجي الجنسية.
وذكر الإعلام العبري أنّ طيران «العال» الصهيوني تلقى خلال يوم واحد فقط 25 ألف طلب لرحلات من «تل أبيب» إلى الخارج، هرباً من الصواريخ الإيرانية.
أما حركة النزوح الداخلي فهي تتوسع يوماً بعد يوم، إذ تؤكد المشاهد المصوّرة مغادرة عشرات الآلاف من المستوطنين منازلهم باتجاه مستوطنات الضفة الغربية، التي لا تزال الأقل استهدافاً.
ويرى مراقبون أن إيران بهذا الأداء تُثبت مجدداً أنها تتحرك وفق عقيدة ردع هجومية مركّبة، قائمة على الاستمرارية والتصعيد الذكي والمدروس، بما يربك العدو ويفرض معادلات جديدة على مسرح المواجهة، موضحين أن طهران هي التي تُمسك الآن بمفاتيح إنهاء التصعيد أو توسيعه.
تفكيك شبكات تجسس
على الصعيد الداخلي، نفّذت القوات الأمنية الإيرانية عمليات نوعية أسفر عنها تفكيك شبكة من العملاء تضم عشرة أفراد، وضبط مخازن كبيرة للمسيّرات الصغيرة في بوشهر، وذلك في إطار استجابة العملاء لدعوة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بتسليم أنفسهم مقابل أحكام مخففة.
ونقلت وكالة «فارس» عن مصدر أنه تم اكتشاف أكثر من 10 آلاف مسيرة صغيرة في طهران استخدمها عملاء «إسرائيل» لأغراض التجسس والتخريب.
كما أعلنت الشرطة الإيرانية اعتقال شبكة متورطة في إطلاق طائرات مسيّرة من المناطق الجبلية شمال غرب طهران، وصادرت شاحنة محملة بعدد كبير من المسيّرات، قالت إنها كانت تُستخدم في عمليات تجسس وهجمات داخل البلاد.
وأكدت وكالة «تسنيم» أن أحد المعتقلين يُعد عميلاً مباشراً للموساد، وقد تم توقيفه غربي العاصمة طهران.
اعتداءات صهيونية
في المقابل، واصل الكيان الصهيوني، أمس، عدوانه على مناطق متفرقة في إيران، كان أبرزها استهداف سجن في شمال العاصمة طهران، حيث استُهدف الباب الرئيسي لهذا السجن بطائرة مسيّرة. وقد اقتصرت الأضرار على الخسائر المادية، فيما أُصيب بعض الأشخاص بجروح طفيفة ونُقلوا فوراً إلى المستشفيات، بحسب الإعلام الإيراني.
كما استهدف العدو مبنى سكنياً وحديقة أطفال، ومنشأة فوردو النووية التي سبق أن استهدفتها أمريكا أمس الأول.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا