35 مليار دولار قيمة صفقة العار.. مصر تشتري الغاز «الإسرائيلي» من سواحل دمياط وبورسعيد
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا

مالكولم مور - صحيفة «الفاينينشيال تايمز»
ترجمة خاصة:إياد الشرفي / لا ميديا -
وقعت شركة الطاقة الصهيونية «نيومد» صفقة بقيمة 35 مليار دولار ستؤدي في نهاية المطاف إلى مضاعفة تدفق الغاز الطبيعي من حقل «ليفياثان» الضخم إلى مصر بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا. يُعد حقل «ليفياثان» المملوك لشركات «نيومد» و»شيفرون» و»ريشيو أويل»، أحد أهم مصادر الغاز الطبيعي في مصر، حيث يُورد حوالي 4.5 مليار متر مكعب سنويًا.
تُعزز هذه الصفقة اعتماد مصر على الغاز «الإسرائيلي» في وقتٍ يغضب فيه الكثير من المصريين، ويحدث هذا في ظل هجوم «إسرائيلي» واسع في قطاع غزة وخيبة أمل كبيرة لعدم بذل القاهرة المزيد من الجهود لتخفيف معاناة سكان غزة الجائعين.
تسعى مصر إلى التوسط لوقف إطلاق النار في الصراع، ويحاول السيسي مجارأة الموقف الشعبي العربي الرافض لسياسة مصر تجاه غزة حيث وصف مؤخرًا الهجوم «الإسرائيلي» على القطاع بأنه إبادة جماعية.
وبموجب شروط الاتفاقية الجديدة، سيزداد تدفق الغاز الطبيعي إلى حوالي 12 مليار متر مكعب اعتبارًا من عام 2029، وفقًا لما صرّح به يوسي أوبو، الرئيس التنفيذي لشركة «نيومد». وأضاف: «هذه صفقة مربحة للطرفين»، مُضيفًا أن مصر ستوفر «مبلغًا هائلًا من المال» مُقارنةً باضطرارها لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال.
وأعلنت «نيومد» أنها ستبيع 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى مصر على مدى السنوات الخمس عشرة المُقبلة، أي ما يُعادل حوالي عامين من إجمالي استهلاك البلاد من الغاز. ولتعزيز إنتاج حقل «ليفياثان»، ستضيف «نيومد» وشركاؤها خط إمداد ثالثًا من حقل الغاز إلى منصتها البحرية هذا العام، ثم ستُنفق 2.5 مليار دولار لحفر بئرين جديدين وتركيب الأنظمة اللازمة بحلول عام 2029.
وقال أوبو: «سنزيد من تدفق الغاز من 4.5 مليار متر مكعب سنويًا إلى 6.5 مليار متر مكعب في وقت لاحق من هذا العام، أو مطلع العام المُقبل». بمجرد مضاعفة سعة حقل «ليفياثان» سيزيد الإنتاج من 6.5 مليار متر مكعب إلى حوالي 12 مليار متر مكعب سنويًا. كما سيتم بناء خط أنابيب بري جديد من «إسرائيل» إلى الحدود المصرية في نيتسانا.
وصرح أوبو بأن المفاوضات جارية منذ عامين، رافضًا التعليق على ما إذا كانت قد تأثرت بالحرب في غزة. وأضاف: «نحن نركز بشدة على تحقيق الربح التجاري للجميع. لسنا كيانات سياسية أو جيوسياسية». وقال الدكتور إتش إيه هيلير، الزميل المشارك الأول في دراسات الشرق الأوسط والأمن في الخدمات الملكية المتحدة: «وصلت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات بسبب حرب إسرائيل على غزة، التي أثارت غضب المجتمع المصري في جميع القطاعات وعلى جميع المستويات».
معهد «إسرائيلي» قال: «يخشى كثير من المصريين أن يدفعهم نفوذ إسرائيل على قطاع الطاقة المصري إلى محاولة استخدامه للضغط على القاهرة».
يُعد حقل «ليفياثان» أحد أكبر حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، إذ يحتوي على حوالي 600 مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن يستمر الإنتاج حتى عام 2064.
بعد أن كانت مصر المصدر الرئيسي للغاز من حقولها، ازداد اعتمادها على استيراد الغاز الطبيعي المسال مع انخفاض الإنتاج.
في صيف عام 2024، ومع ارتفاع درجات الحرارة، أثر انقطاع التيار الكهربائي اليومي على الرأي العام وتراجع النشاط الاقتصادي. ومنذ ذلك الحين، زادت الحكومة وارداتها، وبدأت في سداد المتأخرات لشركات الطاقة العالمية لإقناعها باستئناف أعمال الاستكشاف والإنتاج.
7 أغسطس 2025
المصدر ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا