«مواقع النجوم».. إسماعيل أبو حطب
- تم النشر بواسطة لا ميديا
لا ميديا -
كان أبو حطب، البالغ من العمر 32 عاماً، نموذجاً للصمود الفني في وجه حرب الإبادة والتجويع والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة. درس في كلية العلوم التطبيقية بغزة، كما حصل على شهادة في الآداب. عرفه الناس مُخرجاً شجاعاً ومصوراً موهوباً، لم يسعَ سوى لإيصال حقيقة ما يحدث في غزة إلى العالم.
مع بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، حمل كاميرته لينهض بواجبه. أواخر عام 2023 أصيب إصابة خطيرة، ونُقل إلى مستشفى الشفاء، ومع مداهمة قوات الاحتلال للمستشفى، أُجلي إلى جنوبي القطاع.
أخذ يعد لمعرض عن بُعد في مدينة شيكاغو الأمريكية، استوحى فكرته من مشهد أطفال نائمين على الرمل، وخيام تمزقها الرياح عند شاطئ دير البلح. «أردت أن يعيش العالم تجربتنا في الحرب كما هي، أن يسمعوا أصوات الطائرات والانفجارات والبحر وهمهمات النازحين... ففكرت بمعرض تركيبي يدمج الصورة والصوت»، واختار له اسم «ما بين السماء والبحر».
عمل مع فريق متعدد الجنسيات، وطُبعت الصور بجودة عالية، وصُمّم الديكور بعناية، وجرى ربط الخيمة رقمياً باستراحة «الباقة» في غزة، لتكتمل الدائرة بين الحدث والمكان، بين الجرح والحكاية. لكنه استشهد قبل ثلاثة أيام من افتتاحه.
عمل لسنوات مع «يونسكو»، ومؤسسة «كير». أنشأ منصة (BYPA) الرقمية لتمكين المبدعين الفلسطينيين من سرد قصصهم بأنفسهم، بعيداً عن النمطية أو التهميش، وبذلك أسهم في توثيق الهوية البصرية الفلسطينية. ودعمته شبكته من الأصدقاء الدوليين في إنشاء المنصة، وساعدوه على تنظيم معارض جديدة.
عُرضت أعماله في معارض دولية هامة، من بينها «ما هو الوطن؟» في شيكاغو، و»غزة: ضد المحو» في كاليفورنيا. كما شارك في مهرجان برشلونة الدولي. «ما بين السماء والبحر» لم يكن المشروع الأخير. كان يخطط لمعرض آخر في لندن بعنوان (Home)، ليتحدث عن معنى البيت في حياة الفلسطيني، ليس كمكان فقط، بل كامتداد للهوية.
اتخذ من استراحة «الباقة» مقراً مؤقتاً لعمله بعد أن دمّر القصف شركته الخاصة (C light) ومنزله، خلال الحرب.
في 30 حزيران / يونيو 2025، ارتقى شهيداً، مع أكثر من 20 آخرين، عندما قصف طيران الاحتلال مقهى «الباقة» على شاطئ دير البلح.










المصدر لا ميديا