لا ميديا -
«حاول العدو الإسرائيلي من خلال هذه الاغتيالات توجيه رسائل أمنية وسياسية، مفادها أنه قادر على استهداف قادة المقاومة في أي مكان. غير أن تاريخ المواجهة بين المقاومة والاحتلال أثبت أن هذه العمليات لا تؤدي إلى إضعاف المقاومة، بل تزيدها إصراراً على الردّ وتطوير قدراتها».

ينحدر حسن بدير من بلدة النميرية في النبطية جنوب لبنان. وهو أحد الكوادر البارزة والفاعلة ضمن هيكلية حزب الله المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعلاقاته بالفصائل المختلفة، وكان يشغل منصب «معاون مسؤول الملف الفلسطيني» في الحزب.
يتحدث اللغة العبرية بطلاقة، وهو ما منحه دوراً استثنائياً في التعامل مع الملفات الحساسة، لاسيما تلك المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية، والتنسيق مع فصائلها، وملف الأسرى.
تولى مهام عديدة تتعلق بالملف الفلسطيني داخل الحزب، فقد كان يشرف على الربط الاستراتيجي بين حزب الله والفصائل الفلسطينية، في الداخل اللبناني والخارج. كما تولّى متابعة قضايا اللاجئين ومخيماتهم في لبنان، وتنسيق مواقف سياسية مع قوى المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
في 1 نيسان/ أبريل 2025 شنت طائرات العدو الصهيوني غارة استهدفت مبنى مكوَّناً من تسعة طوابق في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فاستشهد مع نجله حسن بدير، ومعهما 4 آخرون، وأصيب 7 بجروح.
أعلنت قوات الاحتلال، في بيان مشترك مع «الشاباك»، أن سلاح الجو شنّ غارة على الضاحية الجنوبية، مستهدفاً أحد أعضاء حزب الله، وأن «بدير» هو أحد عناصر «الوحدة 3900» في الحزب و»فيلق القدس»، وأنه «قام بتوجيه عناصر في حماس وساعدهم على تنفيذ مخطط كبير وخطير ضد مدنيين إسرائيليين على المدى الزمني الوشيك».
نعى حزب الله القائد حسن بدير ونجله شهيدين على طريق القدس. وأكد النائب علي عمار عند تشييعهما أن المقاومة في لبنان «بكامل قوتها واستعداداتها، ولا تزال مستمرة في مواجهة العدوان»... وأن «لغة المقاومة والصمود هي ما ينفع في مواجهة العدو».
الرئيس اللبناني جوزيف عون ندد بالضربة ووصفها بأنها «إنذار خطير حول النوايا المبيتة ضد لبنان... يقتضي منا المزيد من الجهد لمخاطبة أصدقاء لبنان في العالم وحشدهم دعماً لحقنا في سيادة كاملة على أرضنا».