خطة ترامب الحقيقية:نزع السلاح لا زرع السلام
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
خطة ترامب للسلام لا تهدف لتحقيق سلام مستدام في المنطقة، ولا لإعمار غزة، ولا لمصلحة أهلها، ولا لإنشاء دولة فلسطينية، ولا لمنح الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين حقوق المواطنة الكاملة في دولة واحدة ديمقراطية، علمانية، تطبِّق المُثُل والنُّظم الغربية.
الخطة تهدف في المدى القريب إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: أولها: استعادة الرهائن، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين؛ والثاني: محاولة انتزاع جائزة نوبل للسلام - التي باءت بالفشل؛ والثالث، وربما الأهم: إنقاذ سمعة «إسرائيل»، التي تضعضعت نتيجة ما ارتكبته من مجازر في الأراضي المحتلة.
أما على المدى المتوسط والبعيد فلها أربعة أهداف: الأول: تأسيس هيمنة «إسرائيل» على المنطقة، بما في ذلك تذويب مفهوم الحدود التقليدية، وتثبيت حرية حركة «إسرائيل» عسكرياً لضرب من تشاء حين تشاء أينما تشاء، بغطاء لوجيستي من جميع دول المنطقة التي تستضيف قواعد عسكرية للولايات المتحدة، أو تقيم علاقات عسكرية استراتيجية معها، وبدعم أمريكي أوروبي غربي كامل.
الهدف الثاني: نهب المزيد من أموال الخليج، من خلال تمويل مجلس السلام برئاسة ترامب، وقوة استقرار دولية، وإعداد خطة ترامب للتنمية الاقتصادية في غزة، ثم تنفيذها من خلال المجلس الذي يرأسه ترامب. وهذا ما أشار إليه بِزلئيل سموترِتش، وزير مالية «إسرائيل»، في أيلول/ سبتمبر، عندما ذكر أن غزة تُعتبر فرصة ذهبية للاغتناء السهل السريع (bonanza)، وأن «إسرائيل» أعدت خطط تحقيق ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وهي جاهزة على مكتب ترامب تنتظر التنفيذ. أي ما يمكن أن نسميه مشروع «الريفييرا +». ويتضح ذلك من مجلس الخبراء الاقتصادي الاستشاري الذي سيعيِّنه ترامب لجعل غزة مثل «مدن الشرق الأوسط المعجزة»، ويضم إليه عدداً من أساطين المقاولات والأعمال (tycoons) الذين لا همَّ لهم سوى مراكمة المال من أي مكان في العالم دون مراعاة أي اعتبارات اجتماعية أو سياسية.
والثالث: القضاء على المقاومة في الأراضي المحتلة، وتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير السكان الذين لن يتم الاحتياج إلى تشغيلهم في الأعمال الدنيا المتعلقة ببناء مشروعات ترامب ومساعديه، وأقاربهم. كل ذلك ضمن جهود القضاء على فكرة المقاومة في المنطقة عموماً، بما في ذلك تغيير النظام في إيران، من خلال مواصلة منهج العزل - الدولي والإقليمي، ونزع السلاح والدعم والتمويل، ثم الاستئصال.
والرابع: تطبيع وجود «إسرائيل» في المنطقة، وتطبيع علاقات جميع الدول العربية معها، وبصفة خاصة المملكة السعودية.
معتز أحمدين خليل
سفير ومندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة بنيويورك.
المصدر «لا» 21 السياسي